وكالة الطاقة الذرية: الهجوم على منشآت نووية يُعرض الناس في المنطقة والعالم للخطر

بريطانيا تدعو للتهدئة والسعودية وقطر وسلطنة عمان والعراق ومصر وتركيا تدين الهجوم الإسرائيلي وغوتيرش يحذر من صراع أعمق
أثار الهجوم الإسرائيلي على إيران ردود فعل متباينة في منطقة الشرق الأوسط والعالم ، وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة بيانا في هذا الشأن ، كما حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من آثار الهجمات على المنشآت النووية على الناس والبيئة.
وفي لندن أجرى رئيس الحكومة اتصالا بنظيره الإسرائيلي، وأوضح بيان تلقيت نسخة منه أن رئيس الوزراء كير ستارمر تحدث إلى رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بعد ظهر اليوم، 13 يونيو 2025 بعد ” أحداث الليلة الماضية”.
الموقف البريطاني
وجاء في البيان البريطاني “أن رئيس الوزراء كان واضحًا في أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها”.
وأضاف أن ستارمر أعرب عن ” مخاوف المملكة المتحدة الشديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، و”أكد مجددًا الحاجة إلى تهدئة الوضع وإيجاد حل دبلوماسي، من أجل استقرار المنطقة.”
وكان ستارمر أجرى اتصالات مع قيادتي فرنسا وألمانيا ، ووفقا لبيان أصدره مكتب رئيس الوزراء البريطاني “ناقش الزعماء المخاوف الشديدة القائمة منذ فترة طويلة بشأن برنامج إيران النووي، ودعوا جميع الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من التصعيد الذي يمكن أن يزيد زعزعة استقرار المنطقة””.
تنديد دول في منطقة الشرق الأوسط
وجاءت أبرز بيانات الادانة في منطقة الشرق الأوسط، للهجوم الاسرائيلي على إيران، الذي بدأ فجر الجمعة 13 يونيو 2025 من السعودية وقطر وسلطنة عمان والعراق ومصر وتركيا.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش “أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط”، وأعرب عن “قلق خاص إزاء الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية في إيران، في وقت تجري فيه محادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني
نقاش بين غوتيرش وعراقجي
ولفت غوتيرش في بيان أدلى به المتحدث باسمه إلى ضرورة الالتزام الواقع على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتصرف وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وطلب الأمين العام من الطرفين التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، لتفادي الانجرار نحو صراع أعمق مهما كلف الأمر، لما سيترتب على ذلك من أعباء باهظة لا طاقة للمنطقة بها، حسبما قال.
وقالت ستيفاني تريمبليه من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام ناقش مع وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، سيد عباس عراقجي، صباح اليوم ( 13 يونيو 2025) الجمعة الأحداث الجارية في بلاده. وأضافت أن الأمين العام جدد موقفه المعلن، وشدد على ضرورة “تجنب أي مواجهة مميتة قد تخرج عن نطاق السيطرة بأي ثمن”.
وأضافت تريمبليه أن الأمين العام يواصل اتصالاته ويخطط للتحدث إلى قادة آخرين من المنطقة وخارجها، ويواصل متابعة التطورات بقلق بالغ، ويشجع جميع الأطراف على العمل نحو الدبلوماسية التي قال إنها تظل “أفضل سبيل لمعالجة المخاوف المتعلقة بقضايا الأمن الإقليمي”.
تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
من جهته، قال رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هذا التطور ( الهجوم) مثير للقلق البالغ، مذكرا بأنه أكد مرارا وتكرارا ضرورة عدم مهاجمة المنشآت النووية، بغض النظر عن السياق أو الظروف، لما قد يلحقه ذلك من ضرر بالناس والبيئة.
وحذر في بيان أصدره اليوم أن هذه الهجمات تنطوي على آثار خطيرة على السلامة والأمن النوويين والضمانات، فضلا عن السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، مؤكدا أن أي عمل عسكري يعرض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر ينذر بعواقب وخيمة على شعب إيران والمنطقة وما وراءها.
وذًكر بالقرار الذي اعتمده مجلس المحافظين يوم الخميس( 12 يونيو 2025) بشأن التزامات إيران بالضمانات، والذي دعمه للحل الدبلوماسي للمشاكل التي يطرحها البرنامج النووي الإيراني.
وأوضح أن الوكالة تواصل مراقبة الوضع عن كثب، وهي على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة التقنية، وتظل ملتزمة بتفويضها المتعلق بالسلامة والأمن النوويين والضمانات في جميع الظروف.
الحوار .. طريق الحل المستدام
وجاء في البيان أن غروسي أطلع مجلس المحافظين على أنه أبلغ السلطات المعنية في إيران باستعداده للسفر في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع وضمان السلامة والأمن ومنع الانتشار في إيران. وأكد أنه على اتصال بمفتشي الوكالة في إيران وإسرائيل، مؤكدا الأهمية القصوى لسلامة موظفي الوكالة، وأنه يجري اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان عدم تعرضهم للأذى.
ورأى أنه على الرغم من العمليات العسكرية الحالية والتوترات المتزايدة، من الواضح أن الطريق الوحيد المستدام للمضي قدما – لإيران وإسرائيل والمنطقة بأسرها والمجتمع الدولي – هو طريق قائم على الحوار والدبلوماسية لضمان السلام والاستقرار والتعاون.