يوم زار الزعيم نادينا

يوم زار الزعيم نادينا
  • 06 يونيو 2025
  • لا توجد تعليقات

بروفيسور محجوب محمد آدم

لا شك أن المناسبة كانت تستحق أن نحتفل بها .. وكان ( أبو سليم) يستحق أن نقيم له الولائم ، ونغني فرحاً بما حقَّقه من مكانة علمية يوم نال بجدارة واستحقاق شهادة الدكتوراه .. وكان المكان الذي احتفلنا فيه يستحق أن نزينه بتجمع أهلنا ومعارفنا .. إنه نادي النهضة الكائن في حي السجانة .. في تلك الليلة ، وعلى غير العادة ترك أبو سليم وأصدقاؤه طاولة لعب الورق .. وتحلقوا حولنا ونحن نقدم على مسرح النادي المتواضع كلمات بلاغتها في صدق قائليها وأعمال مسرحية لا ترقى بلا شك بالمناسبة ولكنها تعبر عن فرحة شباب النادي بما ناله من درجة علمية ، ورفع التهنئة لمقامه قدر وسعهم يومئذٍ ..
وبينا نحن نقدم فاصلاً تمثيليا والناس من حولنا في بهجة وحبور ، انبعثت أصوات مزعجة في الشارع الممتد أمام النادي وتزداد عنفاً كلما اقترب مصدرها من النادي ، ثم انقطعت فجأة .. وقبل أن نفيق من دهشتنا وجدنا رئيس الدولة السودانية يومئذٍ الزعيم إسماعيل الأزهري يدخل بطريقته مهرولاً وهو يمسك بيد الضبع ( هكذا كان يسميه صديقه ابوسليم ) ووقفنا ووقف الناس جميعاً يصفقون .. وكان لابد له أن يلقي كلمة، فما كان قدومه إلا لمشاركتنا في تكريم قامتنا.. قال وكأنه يستنكر : أتظنون أنكم وحدكم الذين يهمهم أن يحتفلوا بأبو سليم !!.. ثقوا تماماً أن الدولة من حقها أيضاً أن تحتفل به .. وها أنا أقدم له تهنئتي أمامكم باسم الشعب كله ، فأنا أمثله هنا .. لعله لم يقل كما سجلته هنا .. وإن كان من المؤكد أن حديثه لم يخرج عما قلته من معنى .. ولم نستطع أن نلتقط بقية حديثه فقد غطى عليه التصفيق والهتاف .. لكنه لما خرج لم يصحبه عمنا آدي دوق إلا إلى الباب ، فقد آثر أن يبقى مع صديقه ، ويأخذ معه ومع بقية أصدقائه أطراف الأحاديث بينهم .. وفي غالب الظن أننا توقفنا عما كنا فيه من التمثيل ..
ولم يقترح لنا أحد أن آدي دوق يستحق بدوره أن يحتفل به لكمال اهتمامه بالقرية ولا شك أنه هو من زين للزعيم بالزيارة ، وله الفضل من بعد في حيازة قريتنا لموقع النادي الحالي.. لقد كان جريئاً في التعبير عن أفكاره ومواقفه.. جادا..، وكان مثقفاً جميل الحديث .. وما أكثر من كانوا يستحقون الإشادة بنشاطهم الاجتماعي – من الرعيل الذي سبقنا – ولم نفعل..
أما الخال فلأنه كان يستحق أن يكرم لبصمته البارزة في الثقافة السودانية أحتفل به يوم ترقى إلى الدرجة الأولى في عهد النميري ، وفي ليلة الاحتفال به قدم في محاضرة معالم مصنفه ( في الشخصية السودانية ) واحتفلت به طائفة الأنصار بندوة ومهرجان خرافي، بمناسبة تقاعده، وتقديراً لجهوده العلمية في تاريخ المهدية ، أزعم أنه لم يسبق لأحد قبله أن يحظى باحتفال مثله .. وكرمته الدولة عند تقاعده بحفل مهيب عام 1999 ويومئذٍ منح وسام النيلين من الطبقة الأولى، بعد أن حظي قبل ذلك بوسام الجدارة ووسام العلم والفنون عام 1981 ..
لقد كان جديرا بتقدير الناس له فاحتفلوا به وبجهوده ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*