أميركا والإمارات تبحثان “مسار إنهاء الصراع في السودان”

واشنطن و”الرباعية”: النزاع في السودان يهدد المصالح المشتركة.. ومصادر تتوقع “ضغوطا شديدة على رافضي وقف الحرب”
في تأكيد جديد بشأن سعي واشنطن إلى تحريك ملف الأزمة السودانية، الناجمة عن استمرار الحرب، كثفت وزارة الخارجية الأميركية هذه الأيام اتصالاتها مع دول معنية بالوضع في السودان، وواصلت في الوقت نفسه إعلان مواقف عن تداعيات الأوضاع السودانية، الماساوية ، وجاء أحدث دليل على هذا التحرك في اجتماع عقده نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندو و مساعدة وزير الخارجية الإماراتي لانا نسيبة في وزارة الخارجية في 9 يونيو الجاري .
وقال نائب وزير الخارجية الأميركي” سعدت باستقبال مساعدة وزير الخارجية الإماراتي لانا نسيبة في وزارة الخارجية يوم الاثنين 9 يونيو، حيث بحثنا سبل تعزيز شراكتنا في أعقاب زيارة الرئيس ترامب التاريخية إلى دولة الإمارات، وتبادلنا الآراء حول قضايا الأمن في منطقة الشرق الأوسط والسودان”.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس أن الجانبين ” ناقشا قضايا الأمن والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، كما تطرقا إلى المسار نحو إنهاء الصراع الدائر في السودان”.
وأفادت أن لاندو و لانا أشادا في اجتماعهما بـ ” الزيارة التاريخية للرئيس ترمب إلى دولة الإمارات بصفتها محطة بارزة في العلاقات الثنائية في مجالات التجارة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والطاقة”.
وبدا واضحا من خلال تواصل الاجتماعات في الخارجية الأميركية، عن السودان، هذه الأيام، أن هذا الملف يحظى حاليا باهتمام أميركي في مكتب نائب وزير الخارجية، إذ جاء اجتماعه مع المسؤولة الإماراتية بعد أقل من أسبوع من اجتماع عقده بمشاركة المستشار الأول لشؤون أفريقيا مسعد بولس، مع سفراء المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر في واشنطن في 3 يونيو الجاري.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس قالت إن الاجتماع ” بحث النزاع الدائر في السودان” بمشاركة سفراء من” المجموعة الرباعية” لدى الولايات المتحدة، و شارك فيه سفير دولة الإمارات يوسف العتيبة، وسفيرة المملكة العربية السعودية ريما بنت بندر آل سعود، وسفير مصر معتز زهران”.
ورأى نائب الوزير لاندو في اجتماع الرباعية ” أن النزاع في السودان يهدد المصالح المشتركة في المنطقة وقد تسبب بأزمة إنسانية”، و شدد على ” اقتناع الولايات المتحدة بعدم إمكانية إنهاء النزاع بحل عسكري”، ولفت إلى “ضرورة أن تسعى المجموعة الرباعية إلى إقناع الطرفين المتحاربين بوقف الأعمال العدائية والتفاوض على حل” كما أشارنائب وزير الخارجية الأميركي إلى “التأثير الإقليمي للأزمة السودانية”، وأكد ” التزام الولايات المتحدة بالعمل الوثيق مع المجموعة الرباعية لمعالجة الأزمة، كما “ناقش ( الاجتماع) الخطوات التالية لتحقيق هذا الهدف”، وفق تامي بروس، الناطقة باسم وزارة الخارجية.
ُيشار إلى أنه بعد يوم من اجتماع ” المجموعة الرباعية” التي تسعى ” لمعالجة الأزمة السودانية ” أصدرت الدول الأعضاء في”مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان ” بيانا في الرابع من يونيو الجاري ، وتضم هذه المجموعة حكومات الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
يُذكر أن “مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان” أدانت ” بشديد العبارة هجوما استهدف قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، وأسفر عن مقتل موظف إنساني ودمار مساعدات منقذة للأرواح”.
وإذ توجهت المجموعة ” بأحر التعازي لأسر وزملاء ومجتمعات من فقدوا أرواحهم وهم يمدون يد العون إلى أشخاص في حاجة ماسة إلى المساعدة.” أكدت “أن الهجمات التي تستهدف المدنيين والأغراض المدنية، بما في ذلك الموظفين الإنسانيين وأصول المساعدات الإنسانية، تمثل انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي”.
وأكدت أن “الوضع في السودان آخذ في التفاقم، وقد بلغت الاحتياجات الإنسانية مستويات حرجة، لذا تشدد “مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي بشكل كامل، بما في ذلك الالتزام بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. وندعو الأطراف إلى السماح بالوصول الإنساني إلى المحتاجين وتسهيله”.
وتؤشر هذه التفاعلات التي شهدتها الخارجية الأميركية في 3 و4 و9 يونيو الجاري (2025) إلى أن ملف السودان بدأ يتحرك بايقاع متسارع في واشنطن خلال هذه الفترة ، وبتفاهمات تجري بلورتها مع شركاء واشنطن في المنطقة.
وقال مصدر مطلع تحدث لموقع ” إطلالة ” إن ” واشنطن ستخطو ، بمشاركة شركاء اقليميين ، خطوات ضاغطة بشدة على رافضي ايقاف الحرب ، في سبيل وقف شلال الدم في السودان ، و لاتاحة فرص النجاح لتقديم العون الإنساني لضحايا حرب بشعة “.