أكد حزب الأمة القومي أن جذوة ثورة ديسمبر لا تزال متقدة في مقاومة قوى الردة والظلام، التي تسعى لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بممارساتها القمعية منذ مجزرة فض الاعتصام، مرورًا بالانقلاب، وانتهاءً بالحرب الحالية، في محاولة آثمة لوأد الثورة وبعث الاستبداد الفاشي البائد.
وقال الحزب في بيان بمناسبة ذكرى ٣٠ يونيو: إن السودان اليوم يرزح تحت نيران حرب مدمّرة، ويعيش وضعًا إنسانيًا كارثيًا، هو نتاج مباشر لعقود من سوء الإدارة، والعبث الممنهج بمؤسسات الدولة، وتفكيك بنيتها، وتغذية الفتن والصراعات، التي أعادت البلاد إلى الوراء بعد أن كانت ثورة ديسمبر قد خطت خطوات واثقة نحو الحرية والسلام والعدالة.
وأوضح أن ما يواجهه الشعب من قتل وتشريد وانتهاكات مروّعة وجرائم ممنهجة، ليس إلا نتيجة طبيعية لهذه الحرب الإجرامية التي جرّت البلاد إلى هاوية الفوضى والانهيار الشامل.
وأكد حزب الأمة القومي أن الحروب لا تخلّف سوى الدماء والدمار والانقسام والمآسي، وأن ما يعيشه السودانيون اليوم يبرهن بوضوح على عدم مشروعية هذه الحرب العبثية، ويعزّز ضرورة وقفها الفوري.
ولفت البيان إلى أن الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد واستعادة عافيتها يبدأ بوقف الحرب فورًا، والإحتكام للحلول السلمية التفاوضية، وصولًا إلى تحقيق السلام، وبناء حكم مدني ديمقراطي متوافق عليه، ينهي عهود الانقلابات وحكم الطغيان، ويؤسس لدولة العدالة والمؤسسات.
وناشد الحزب أطراف النزاع بأن يُغلّبوا صوت العقل، ويدركوا حجم الكارثة التي تسببت بها حربهم، وأن يضعوا المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ويمضوا نحو حلول سياسية عادلة، تمهيدًا لتحقيق السلام الشامل، والتحول الديمقراطي الكامل، والإصلاح المؤسسي .
إلى ذلك جدّد حزب الأمة القومي مناشداته للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، ومضاعفة الجهود في تقديم الدعم والعون للمواطنين المتضررين، وضمان إيصال المساعدات عبر جميع المنافذ البرية والجوية إلى كل أنحاء السودان المنكوب بالحرب.