كيف أحبطت قطر هجوم إيران على “العديد” ومتى إتصل ترمب بأمير قطر ؟

كيف أحبطت قطر هجوم إيران على “العديد” ومتى إتصل ترمب بأمير قطر ؟
  • 01 يوليو 2025
  • لا توجد تعليقات

لندن- محمد المكي أحمد

كشفت CNN  تفاصيل جديدة بعنوان  “كيف أحبطت قطر هجوم إيران على “العديد” أكبر قاعدة أميركية في المنطقة” وأوضحت متى تلقى المسؤولون القطريون تحذيرا من صواريخ إيرانية قادمة، وطبيعة شعور  القلق الذي ساد  الدوحة ومنطقة الخليج، وكيف كانت الدوحة في حالة تأهب قصوى.

وفي حديث إلى  ” سي إن إن ” روى الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية دكتور ماجد الأنصاري تفاصيل جديدة عن اللحظات التي سبقت إطلاق الصواريخ الإيرانية، و متى أُبلغ المسؤولون القطريون من قِبل جيشهم بأن الصواريخ الإيرانية انطلقت جوا واتجهت نحو قاعدة “العديد”.

وأكد أن القوات القطرية نسقت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، لكن العملية كانت “بقيادة قطرية”،  وقال إن الدوحة تلقت  معلومات استخباراتية من واشنطن، إلا أنها لم تتلقَّ أي تحذير مباشر من الإيرانيين، لكنه قال:”أبلغنا الإيرانيون قبل أشهر أنه في حال وقوع هجوم أميركي على الأراضي الإيرانية، فإن ذلك سيجعل القواعد التي تستضيف قوات أميركية في المنطقة أهدافًا مشروعة”.

 ونسبت (سي إن إن) في قصة نشرتها، اليوم، 29 يونيو 2025  إلى الأنصاري قوله : “في اللحظات التي تلت الهجوم، اتصل ” ترمب بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليخبره أن الإسرائيليين مستعدون للموافقة على وقف إطلاق النار، وطلب منه أن يفعل الشيء نفسه مع الإيرانيين”.

نص قصة CNN

كان كبار المسؤولين القطريين يجتمعون مع رئيس وزراء بلادهم ( الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني)  بعد ظهر الاثنين ( 23 يونيو 2025)  لإيجاد سبل لتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل، عندما اتصل موظفو وزارة الدفاع للتحذير من صواريخ إيرانية قادمة.

وفاجأهم الهجوم، وهو الأول من نوعه على الخليج، وفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الذي يتذكر شعوره بهز منزل رئيس الوزراء جراء عمليات الاعتراض التي تلتها بسرعة.

وساد شعور بالقلق دول الخليج العربية ذلك الصباح، وخشيت العواصم الخليجية الغنية بالنفط من أسوأ السيناريوهات: ضربة صاروخية إيرانية تُحطم صورة استقرارها بعد ١٢ يومًا من الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي بلغت ذروتها بسلسلة من الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.

وطلبت البحرين، حيث تتمركز القيادة البحرية الأمريكية، من السكان عدم استخدام الطرق الرئيسية، بينما قامت الكويت، التي تستضيف العديد من القواعد العسكرية الأمريكية، بتفعيل الملاجئ في المجمعات الوزارية. في دبي وأبوظبي المجاورتين، حجز بعض السكان رحلات طيران مبكرة، بينما عمد آخرون إلى تخزين المؤن.

وفي الدوحة، كان السكان المتوترون في حالة تأهب قصوى، وطُلب من المواطنين الأمريكيين والبريطانيين في اللجوء إلى الملاجئ، وتم إجلاء العسكريين الأمريكيين من قاعدة “العديد” التي تديرها الولايات المتحدة.

نظام إنذار مبكر قطري متطور

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع القطرية إن نظام الرادار العسكري للإنذار المبكر، وهو من أكثر الأنظمة تطورًا في المنطقة، والمعلومات الاستخباراتية التي جُمعت أشارت إلى أن بطاريات صواريخ إيرانية تحركت باتجاه قطر في وقت سابق من ذلك اليوم، ولكن لم يكن هناك شيء مؤكد حتى وقت قصير قبل الضربات.

وقال مسؤول قطري مطلع على العمليات الدفاعية: “ربما تم توجيهها بشكل خاطئ لإبعادنا عن الهدف الفعلي، ولا يزال هناك الكثير من الأهداف في المنطقة ولكن مع اقتراب النهاية، أصبح الأمر واضحًا للغاية، كانت أنظمتهم الصاروخية جاهزة، وكانت لدينا فكرة واضحة للغاية قبل ساعة من الهجوم، أن قاعدة العديد ستُستهدف”.

تنسيق مع أميركا وقيادة قطرية

وقال الأنصاري إنه في حوالي الساعة 7 مساءً بالتوقيت المحلي، أُبلغ المسؤولون القطريون من قِبل جيشهم بأن الصواريخ الإيرانية انطلقت جوا واتجهت نحو قاعدة “العديد”.

وأضاف الأنصاري أن القوات المسلحة القطرية نشرت 300 جندي، وفعّلت عدة بطاريات صواريخ باتريوت قطرية مضادة للطائرات في موقعين للتصدي للصواريخ الإيرانية الـ19 المتجهة نحو البلاد.

 وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن 14 صاروخا أُطلقت من إيران.

وأضاف الأنصاري، لشبكة CNN، أن القوات القطرية نسقت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، لكن العملية كانت “بقيادة قطرية”.

وتابع أنه تم اعتراض 7 صواريخ فوق الخليج العربي قبل وصولها إلى الأراضي القطرية، كما تم اعتراض 11 صاروخًا آخر فوق الدوحة دون التسبب في أي أضرار، وسقط صاروخ واحد في منطقة غير مأهولة بالقاعدة، مما تسبب في أضرار طفيفة.

وأشار ترمب إلى أن إيران أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم.

 وفي حين تلقت الدوحة معلومات استخباراتية من واشنطن، إلا أنها لم تتلقَّ أي تحذير مباشر من الإيرانيين، وفقًا للأنصاري، مع أن المسؤولين كانوا على دراية تامة بإمكانية استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.

وقال الأنصاري: “أبلغنا الإيرانيون قبل أشهر… أنه في حال وقوع هجوم أمريكي على الأراضي الإيرانية، فإن ذلك سيجعل القواعد التي تستضيف قوات أمريكية في المنطقة أهدافًا مشروعة”.

وذكر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هذا التحذير تكرر مع نظرائه الخليجيين في اجتماع إسطنبول قبل يوم من الضربات الإيرانية على قطر.

وقال مجلس الأمن القومي الإيراني بعد الهجوم المُعترض إن ضرباته “لم تُشكل أي خطر على البلد الصديق والشقيق قطر وشعبها الكريم”.

ومع ذلك، يرفض الأنصاري التكهنات بأن قطر – بالنظر إلى علاقاتها مع طهران – ربما تكون قد أعطت الضوء الأخضر للضربات بهدف إيجاد مخرج للتصعيد الإقليمي.

وقال: “لا نتهاون في أن تُهاجم بلادنا بالصواريخ من أي جهة، ولن نفعل ذلك أبدًا كجزء من استعراض سياسي أو لعبة في المنطقة”.

وأضاف: “لن نُعرّض شعبنا للخطر، لن أُعرّض ابنتي لصواريخ قادمة من السماء لمجرد الخروج بنتيجة سياسية، لقد كانت هذه مفاجأة كبيرة لنا”.

دور محوري للدوحة كوسيط

وأعقب الهجوم وقف إطلاق نار سريع.

في اللحظات التي تلت الهجوم، اتصل ترمب بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليخبره أن الإسرائيليين مستعدون للموافقة على وقف إطلاق النار، وطلب منه أن يفعل الشيء نفسه مع الإيرانيين، وفقًا للأنصاري.

وأضاف الأنصاري: “بينما كنا نناقش كيفية الرد على هذا الهجوم… تلقينا اتصالًا من الولايات المتحدة يُفيد بفرصة مُتاحة لوقف إطلاق النار، وهو سبيل مُحتمل لتحقيق الأمن الإقليمي”.

وسرعان ما أصبح دور الدوحة كوسيط محوريًا في أعقاب الضربات.

وتحدث كبير المفاوضين القطريين، محمد بن عبدالعزيز الخليفي ( وزير الدولة بالخارجية)  إلى الإيرانيين، بينما كان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يتحدث إلى نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس.

ويقول الأنصاري: “تمكنا من التوصل إلى اتفاق، وفي الوقت المناسب”، وأضاف: “كانت جميع الخيارات مطروحة تلك الليلة… كان بإمكاننا الرد فورًا أو التراجع والقول إننا لا نتحدث مع دولة أطلقت علينا 19 صاروخًا. لكننا أدركنا أيضًا أن تلك كانت لحظةً قد تُسهم في إيجاد زخم للسلام في منطقة غابت عنا منذ عامين”.

بعد ذلك بوقت قصير، أعلن ترمب على مواقع التواصل الاجتماعي التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*