إطلالة على تروس وقرقود

إطلالة على تروس وقرقود
  • 08 سبتمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

أنور محمدين

ألأسبوع المنصرف قادنا أخي جيلي بسيارته السادسة والنصف صباحا إلى مداخل حلة تروس الوادعة، شمالي قريتنا سعدنكورتى، التي تبعد عنا نحو 3 كلم، المحاطة ببستان نخل باسق وهضبة امتد إليها العمران، التي أسسها الجد الأسطى حسب الله عبد الله قبل نحو 70 عاما، البادية آثار عصارته، التي كان يوزع منها زيت السمسم النقي.
استقبلنا أهل الحلة بود فياض وبصحبتي العزيزان شاذلي نوري وصالح نصر الدين، كدأبهم، الذين يحظون بخدمات الكهرباء والماء وبمسجد جامع وخلوة قرآنية تعليمية. وتمتد شمالا جارتنا الحبيبة أبوصارى مهد الذهب، أطول شياخات المحس وأغناها.
بعد ساعة رسا بنا زورق بخاري والبحر هادئ على الشط الغربي حيث قرية قرقود العامرة، وأنا هياب بثوران البحر وزمجرة أمواجه، والبنطون الغريق لا بواكي له.
قفزنا منه وأسرعنا إلى دار أخي الأستاذ المبدع قطبي هرون، حيث تلقتنا عقيلته، ابنة خالي العطوفة بشوق عارم ودمع حار مؤثر على فقدائنا الكرام.
اتجهنا بعد جلسة أسرية ثرية لمنزل صديق العمر الأستاذ نور الدين يس وكان العناق وانسياب الذكريات والفطور مع الجيران في العراء في ظل نيم ممدود.
بعدئذ استقبلنا د. زين الدين محمد علي بصالون منزله الباهي ثم اتجهنا إلى حديقته الفيحاء الغناء، التي تضم أشجار النخل والفواكه المنسقة وأبقار الفريزيان المنتقاة يتوسطها مجلس مرتب استرحنا فيه والأنس غيداق.
خرجنا منها لأدخل بيت شقيقه صديقي شهاب وألتقط مجموعة من المشاهد لأفاجئه بها في مدينة أيوا وسط أمريكا، وأنا العليم بعشقه العميق بقرقود وأهلها، ثم حرصنا على زيارة الأستاذ حمزة يس، الذي يعالج من متاعب في عينيه وكان بمقدمنا حفيا.
أدينا صلاة الجمعة في مسجد غاية في الروعة تبناه محسن سعودي بوساطة أخي الأستاذ عبد الرحيم عثمان، حيث أتاح لي إمامه القدير صديقي صلحي فقير مخاطبة الجمع فتناولت في حديثي مسائل عامة حيوية وسرعان ما تدفق الجمع نحوي بحضن شائق ومعظمهم تربطني بهم أواصر الرحم والزمالة والعشرة النبيلة، فضلا عمن درستهم ورعيتهم في الداخلية، ومن محاسن المصادفات أن بعضهم كانوا قد اتفقوا على زيارتي مجرد علمهم بوصولي البلد.
أصر كثيرون على استضافتنا في الغداء فاعتذرنا لارتباطنا ببنت الخال فصحبنا أحباب ليمتد الأنس الرحيب حتى ودعونا عند الشاطئ.
سار بنا الزورق البخاري تجاه جنوب شرق ويمنانا جزر خلابة ويسرانا خلجان فوارة في بقعة آسرة تصلح لمشروع سياحي جاذب.
عاد إلينا أخي جيلي بسيارته، التي حينما توقفت عند عتبة بيتنا كان قرص الشمس الذهبي يغوص خلف التلال الغربية معلنا ذهاب يوم مرمري ستظل وقائعه الرائعة في الذاكرة متوهجة.

الوسوم أنور-محمدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*