كل هذه الدماء على أعناق البلابسة أنصار الحرب..!
 
																	ندين بلسان مُبين كل الانتهاكات التي وقعت في الفاشر بعد اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع..وندعو الله السلامة لجميع أهلها حتى الأجنّة في الأرحام..ولا حول ولا قوة إلا بالله..!
اللهم نسألك اللطف بأهلنا هناك..وفي كل شبر من هذه الأرض الطيبة..ولعن الله هذه الحرب الفاجرة التي لم يجن السودان من ورائها إلا الموت والخراب والثكل واليتم والترمّل والتشرّد والقبور المفتوحة..وعجز السودانيين حتى عن دفن موتاهم..!
كل نقطة دم في الفاشر هي على أعناق دُعاة الحرب ومسلحيها ومجنديها ومستنفريها ومليشياتها وجنرالاتها وكيزانها و”مشتركاتها” والناعقين بها من صحفجية وكتاب وخطباء وملتحين وأفندية يتلاعبون بأرواح السودانيين من أجل المال أو حباً في العنطزة والمنظرة و والإغاظة و(المكاواة) والتلاعب بالكلمات والعقول..ألا تباً لهؤلاء الصغار الذي شابت نواصيهم وهم في هذه الأحلام الوضيعة و (الردح الرخيص)..
أحدهم ظل يكتب في “صحيفة الشرق الأوسط” وهو ينفخ بمداد السجم والرماد في هذه الحرب اللعينة ويرفع قبعات حروفه العرجاء لجنرالاتها المتاعيس..! قال بالأمس في ذات الصحيفة وهو يتباكى بدموع الثعالب على ضحايا الفاشر وعلى “فوضى السلاح” و”الانفلات الأمني” وانتشار “بؤر الاجرام” و”الاستقواء بالسلاح في الشوارع والأسواق والمستشفيات” ..!
ألا تعلم السبب في كل هذا..؟! ما هو السبب غير هذه الحرب..التي كنت تتسلى ببالسخرية من الداعين لإيقافها..؟!
ما هو الجديد..؟! أليست الحرب تفعل كل هذه الكوارث التي تذكرها الآن..؟! ألم كنت تدعو بابتهاج إلى مواصلة “الانتصارات”..؟!
ثم يعتذر هذا الصحفي العالمي لسلطة الانقلاب ويبرر للأحداث الدموية التي وقعت في الخرطوم بأن “لجنة ضبط الأمن بالعاصمة” كانت تقوم بتنفيذ حملة لملاحقة الوجود الأجنبي و(مكافحة (السكن العشوائي)..!!
عندما كان الناس يقولون “العسكر للثكنات والجنجود ينحل” أين كان (هذا الطبيز قليل الميز)..؟!
لو كان هذا الصحفي في مرمى السمع لقلنا له: (اخرس..وأشرب قهوتك)…! هذه هي الحرب..فماذا تنتظر غير الموت والخراب وانتشار السلاح وانفلات الأمن وازدهار بؤر الإجرام.؟!!
قال الناس (لا للحرب) فانعوجت وانبعجت ألسنة السوء اتهاماً لمناهضي الحرب بمناصرة مليشيا (أتى بها الكيزان وباركها البرهان) ثم بعد أن انقلبت عليهم أصبحوا يتهمون الآخرين بأنهم (حاضنتها ومرضعتها)..!!
أيضاَ خرج كاتب أكاديمي شهير ليقول بالأمس: (إن سقوط الفاشر حُجة على فساد الحرب)…! لقد كان قبل أيام قلائل يدافع عن هذه الحرب ويدعو إلى مواصلتها رغم موت المدنيين..حتى يرضى البرهان وجنرالاته عن (تحسين موقفهم التفاوضي)..؟!
مثقف أخر برر انسحاب الجيش بأنه “عين العقل” بل أوشك أن يدعو إلى “المزيد من الانسحابات” وقال إن الجيش من طبيعته أن يحتمي بالثكنات..!!
طيب لماذا يا رجل لم يحتمي الجيش بالثكنات عندما اعتصم أمام ساحته مدنيون عزّل ؟ لماذا خرج من ثكناته وسحقهم وهم نيام..ثم كبّلهم بمثاقيل الصخور وألقي بهم في النيل أحياء..!
هناك تساؤل حزين: لماذا لم يسحب عساكر الجيش معه المستنفرين الصغار؟! ولماذا تركهم خلفه في الخنادق الترابية أمام الرصاص الذي يجهلون كيف يواجهوه…؟!
لماذا الدهشة من الانتهاكات والفظائع وانتم تؤيدون مواصلة الحرب وتبلبسون بشعار الكيزان (بل بس) في حين كان العقلاء يقولون أوقفوا الحرب لأن الجميع خاسرون والوطن الخاسر الأكبر…ولأن لا أحد يدري من أين يأتيه (البل)..؟! الله لا كسّبكم..!
 
					
