مؤكداً دحره قريباً سفير السودان في الرياض: صمت المجتمع الدولي على جرائم الدعم السريع يقوض النظام العالمي
عقد سفير جمهورية السودان لدى المملكة العربية السعودية، السفير دفع الله الحاج، مؤتمرًا صحفيًا اليوم الأحد (2 نوفمبر 2025م) في مقر السفارة السودانية بالرياض، تناول فيه مستجدات الأوضاع في السودان، خصوصًا ما يتعلق بالأحداث الجارية في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، وتطورات الصراع مع مليشيا الدعم السريع المتمردة.

تأكيد موقف السودان منذ اندلاع التمرد
استهل السفير المؤتمر بالتذكير بالموقف الثابت الذي أعلنته بلاده منذ اندلاع ما وصفه بـ”التمرد الغاشم” لمليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن القوات المسلحة السودانية كانت ولا تزال قادرة على هزيمة التمرد ودحره. وأشار إلى أن هذا التأكيد صدر أول مرة من الرياض خلال القمة العربية التي ترأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله.
التطورات الميدانية
أكد السفير أن ما قالته الحكومة السودانية قد تحقق بالفعل، إذ تمكنت القوات المسلحة من تحرير العاصمة الخرطوم وولايات الوسط وعدد كبير من المناطق الأخرى، غير أن المليشيا المتمردة ظلت تحاصر مدينة الفاشر لأكثر من خمسمائة يوم.
وأوضح أن المتمردين يتلقون دعماً عسكريًا مستمرًا وتدفقًا للمرتزقة عبر الحدود التشادية، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم موثق من قبل صحف ومؤسسات دولية ذات مصداقية، منها وول ستريت جورنال، ذا غارديان، لوموند، ومختبر البحوث الإنسانية في جامعة نيل.
الانسحاب من الفاشر لتجنيب المدنيين القصف والفظائع
بيّن السفير أن قرار القوات المسلحة الخروج من الفاشر جاء تجنبًا لإراقة مزيد من دماء المدنيين، بعد القصف العشوائي المكثف الذي تعرضت له المدينة.
وقال إن المليشيا المتمردة وعناصرها من المرتزقة ارتكبوا عقب دخول المدينة جرائم وحشية تمثلت في قتل المدنيين العزل، واغتصاب النساء والفتيات، واحتجاز المئات في ظروف إنسانية مأساوية، دون أي اعتبار لمواثيق حقوق الإنسان أو القانون الدولي.

دعوة المجتمع الدولي إلى المساءلة
طالب السفير المجتمع الدولي بألا تمر تلك الفظائع والانتهاكات دون عقاب، مؤكدًا أن مجزرة المستشفى السعودي في الفاشر – التي راح ضحيتها أكثر من ٤٠٠ مدني مريض – تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، ويجب أن تدفع مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية إلى تصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية.
وحذر من أن التغاضي عن مثل هذه الجرائم سيشجع على تكرارها في دول أخرى.
انتقاد صمت المجتمع الدولي
أعرب السفير عن استغرابه لصمت المنظمات الدولية وتراخيها في محاسبة الدول التي ترعى وتمول المليشيا المتمردة، مشددًا على أن استمرار هذا الصمت “سيقوض أسس النظام الدولي القائم على حفظ الأمن والسلم الدوليين”.
عرض أدلة ومواد توثيقية
شارك السفير خلال المؤتمر مجموعة من الفيديوهات التوثيقية التي تظهر الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بحق المدنيين في دارفور، مشيرًا إلى أن معظم تلك المقاطع وثقها عناصر المليشيا أنفسهم.
تأكيد تماسك القوات المسلحة السودانية
اختتم السفير المؤتمر بتأكيد أن القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تواصل إدارة “معركة الكرامة” من غرفة العمليات، وأنها مصممة على تحرير الفاشر وكافة المناطق التي تسيطر عليها المليشيا قريبًا، لإعادة الأمن والاستقرار إلى السودان.
كما ثمّن الدور البناء للإعلام في نقل الحقيقة ورفع الوعي العالمي بما يجري في السودان، داعيًا إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لدعم سيادة السودان ومنع التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية.


