هلال الجان .. ليت البابا كان حاضرا

هلال الجان .. ليت البابا كان حاضرا
  • 17 ديسمبر 2025
  • لا توجد تعليقات

جملة مفيدة – ياسر فضل المولى

كرة القدم، في جوهرها، نصرٌ وهزيمة. فكم شاهدنا شباك عمالقة اللعبة تهتز بأرقام قاسية؛ البارسا، الريال، ليفربول، ومنتخبات كبرى على غرار البرازيل تجرّعت سباعيات وثمانيات، ومضت الحياة دون أن تُراق دماء، أو تُطلق نساء. لذلك فهزيمة الهلال، أيًّا كان الخصم أو وزنه، ليست هي الحدث الاستثنائي.
الأمر المقلق، أن تكشف الهزيمة عن وجهٍ لم نألفه في الكوكب الأزرق. خسارة الهلال أمام روتسيرو الرواندي لم تكن مجرد نتيجة، بل مرآة عكست حالة من عدم النضج الكروي، ومثال لها تصرفات جان كلود، الذي بدا متأثرًا بموجة المدح التي غمرته حتى انجرف نحو غرورٍ فاضح، تُرجم إلى سلوكيات صبيانية داخل الملعب، كان أبرزها رمي الكرة في وجه لاعب الخصم، في مشهد يفضح ضعف الفهم الاحترافي، ويستوجب تدخّلًا حازمًا وسريعًا من دائرة الكرة والمجلس.
ولعل الذاكرة الهلالية لا تنسى مواقف الحزم التي صنعت هيبة النادي، حين لا كبير على الهلال. أستحضر هنا مشهدًا للزعيم الطيب عبد الله، عندما أمر بطرد النجمين الكبيرين هيثم مصطفى وحمد كمال من سكن الفريق، ورغم الأجاويد التي نجحت في تجاوز الأزمة إلا أن البابا رسخ يومها قيم الهلال وبعث في بريد اللاعبين رسالة واضحة عنوانها الانضباط فوق الأسماء. وتلك الكياسة في الحزم هي ما نفتقده اليوم.
في مباراة الهزيمة المرة، لم يكن الطرد المبكر وحده هو المشكلة، بل الفوضى والاستهتار اللذان ضربا المنظومة بأكملها: لاعبين، جهازًا فنيًا، وإدارة. وكانت النتيجة خسارة مذلّة نرجو أن تكون جرس إنذار يعيد الجميع إلى جادة الاحتراف، فالهلال ليس فريق كرة قدم فحسب، بل سفير قيم وأخلاق، ومصدر فرح لشعبٍ أنهكته الحرب والنزوح.
أما ملف حراسة المرمى، فقد كشفت عودة أبو عشرين حجم الخلل الإداري، خاصة في ظل إصابة ود المصطفى وغياب البدائل. وهي قضية تؤكد أن المعالجة يجب أن تكون شاملة، فنية ونفسية، مع ضرورة وجود مختص نفسي يعيد اللاعبين من الإحباط إلى الأمل، ومن الغرور إلى التواضع.
الهلال فريق بحجم وطن، ودوره يتجاوز المستطيل الأخضر. ومن يحمل هذا الشعار مطالب بأن يكون على قدر تاريخه ومسؤوليته، داخل الملعب وخارجه.
جملة أخيرة
في هذه الحياة، ثمة أناس وهبهم الله نعمة إسعاد البشر يجيدون صناعة الفرح وبث الضوء في عتمة الحياة، يزرعون البهجة في القلوب دون عناء. أناس خُلقوا ليشيعوا الخير أينما حلّوا، فإذا حدّثوك شعرت بأن الحياة تُغنّي، وأن العمر يتّسع، وأن الجنة ليست وعدًا مؤجلًا بل إحساسًا قريبًا، يقيم خلف جدران يومك العادي. مثل هؤلاء لا تجعلهم طيفاً عابراً؛ بل حقيقة تلون حياتك بالجمال، وحضورا باذخا في قلب جدولك اليومي، فالقرب منهم طاقة، والبعد عنهم ندامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*