انشاء مركز ثقافي ومسرحية تماضر وغناء وردي يضفيان أجواءً حيوية

تأبين جيلي فرح: مهرجان حاشد ينوه بـ “نضاله وإنسانياته” وداليا تُبكي الرجال والنساء

تأبين جيلي فرح: مهرجان حاشد ينوه بـ “نضاله وإنسانياته” وداليا تُبكي الرجال والنساء
داليا جيلي فرح
  • 01 أبريل 2018
  • لا توجد تعليقات

لندن – التحرير:

تحول حفل تأبين نظمته “اللجنة القومية لتأبين فقيد الوطن والنوبة دكتور جيلي مصطفى فرح مساء السبت (31 مارس 2018) إلى تظاهرة وطنية كبرى، حضرها حشد من السودانيين من الجنسين، ونوه متحدثون بـأدوار الراحل ” النضالية والإنسانية”، في أجواء مشحونة بحب الوطن.

تميز برنامج التأبين بعرض مسرحية من تأليف الأستاذة تماضر حمزة، وقد عبرت مضامينها، الحيوية الوطنية، عن قيم المواطنة والحرية ومعاني التمسك بالأرض، ورفعت شعار “شهداء كجبار أمانة في اعناقنا”، وقام بالأداء، بصورة شدت الأنظار، أشرف أبو عكر، وماريا جعفر، وأضافت مشاركة المطرب ياسر وردي، الذي تغنًى بأناشيد غناها الراحل محمد وردي، حيوية على مشهد التأبين.

وخاطب مهرجان التأبين في البداية رئيس اللجنة القومية للتأبين إدريس نوري، وقال إن ” جيلي أحد القيادات التاريخية السودانية والنوبية البارزة، مشيرا إلى أنه تميز، بصفات ” القيادة والشهامة والتواضع”، مشيراً إلى أن ” له الفضل الكبير في تأسيس العديد من منظمات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية كتنظيم التقدميين السودانيين، وحركة حق، والمنبر الديمقراطي، واللجنة الدولية لمناهضة السدود، والكيان النوبي”.

وألقى الشقيق الأكبر للراحل محمد مصطفى فرح خطاب الأسرة، ونوه بمشاركة التنظيمات السياسية، والفعاليات والشخصيات، التي شاركت في التأبين، كما شكر التنظيمات الوطنية والجمعيات والكيانات والمؤسسات الأهلية وتنظيمات المجتمع المدني بالسودان والخارج، التي أقامت سرادق عزاء وحفلات تأبين في السودان والخليج وأوروبا وأميركا.

وتحدث مطولاً عن حياة، مشيراً إلى أن جيلي ولد في نهاية الأربعينات بقرية موركي بجزيرة صاي، وأن اسم جيلي كان من الأسماء النادرة في الجزيرة، وكان بها خمسة أشخاص يحملون هذا الاسم.

وأوضح أن جزيرة صاي تعرف بمتحف السودان المفتوح لكثرة الآثار التي تزخر بها، التي تعود لعهود الممالك النوبية القديمة.

وشدد محمد فرح في كلمته على أن ” أفضل وفاء للرجل (الراحل جيلي) الذي كرس حياته من أجل وطنه الصغير والكبير، في هذا الظرف العصيب الذي يعصف ببلادنا، أن نسير على نهجه، بالتمسك بالوحدة الوطنية، لينعم الشعب – كل الشعب- بالحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة والكرامة الإنسانية، وأن يتمسك أهلنا النوبيين أيضاً بالوحدة النوبية قبل أن تعصف بهم الأهواء والولاءات الحزبية الضيقة والتعصب الفكري والأيديولوجي والجهوي”.

وأعلن بدء إنشاء مركز دكتور جيلي الثقافي ببادرة من الكيان النوبي بالتعاون مع أسرة الفقيد واللجنة العليا لتنمية وأعياد قرية موركي وبمباركة من جمعية صاي الخيرية بالخرطوم وأهل الفقيد وأصدقائه وأحبائه، وأوضح أن المركز سيفتتح خلال مهرجان أعياد موركي فييونيو المقبل.

والقى عبد الملك العبيد كلمة باسم تحالف القوى السياسية السودانية بالمملكة المتحدة، ونوه بعطاء وأدوار الراحل الوطنية، ومساهماته على مدى سنوات عدة في إطار القوى السياسية والعمل الوطني بشكل عام.

وخاطب حفل التأبين الخبير الإعلامي حسين عمر، وفيما قال إن ” جيلي قامة سامقة وأيقونة تركت فينا أثراً عميقاً”، قال إنه ” كان يختلف عنا في كل شيء، كان يمثل البساطة والصدق والطهر والنقاء، وكان وطنياً، بل كان كل الوطن، إذ أن الوطن عنده من حلفا شمال بلادي لأقصى جنوب الوادي”، وقرأ حسين كلمات تأبين بعث بها  صديق أحمد الحاج، الذي قال إن ” جيلي كان صديقي وهو صديقي لا يزال، مشيراً إلى أن ” بعض عشقنا ( مع الراحل) ” المنبر الديمقراطي”، كما رأى أن إنسانية الراحل ” تفيض به ويفيض بها، وتميزه عن غيره بروحه السمحة”.

ونوه عبد الغفار سعيد الذي تحدث نيابة عن ” الرابطة النوبية” وأشاد بتغطية صحيفتي ” التحرير” و” الراكوبة” الإلكترونيتين، لأخبار رحيل وتأبين دكتور جيلي، كما قال إن الراحل “ساهم في توحيد النوبيين، والحفاظ على التراث الإنساني السوداني النوبي من خلال توثيق عرى الرابطة النوبية بالمؤسسات الأكاديمية السودانية البريطانية والعالمية”، وكان الشاعر الصادق الرضي ألقى كلمة تأبين باسم ” أجندة مفتوحة” ونوه أيضاً بعطاء الراحل ونضاله وابداعه المشهود.

وخاطب مهرجان التأبين عدد من الشخصيات من الجنسين، وأجمعت على الإشادة بمسيرة الراحل وعطائه الوطني، وسماته الإنسانية، وكان بروفيسور هيرمان بيل من أبرز الشخصيات المشاركة في التأبين، وتحدث عن سمات الراحل وعطائه وروى بعض ذكرياته مع الفقيد.

وكانت داليا جيلي، ابنة الراحل خاطبت الحاضرين، وأبكتهم، بحديثها عن حب والدها لخدمة الناس، وكيف قام الراحل بتربية ولديه وبنتيه، أشرف وسامر وداليا ورشا، وكيف سقاهم من فيض هذا الحب للناس، في ظل  شراكة مع ( زوجته) الأم فوزية عبد الرحيم، التي صفق لها الحاضرون.

وقالت داليا إن والدها الراحل كان يسارع إلى استقبال ضيوفه في مطار هيثرو ويحرص على استضافتهم في البيت الذي يتكون من حجرتين فقط، وقالت ” كنا في بعض الأوقات نخرج من البيت ليرتاح الضيوف”، ودعت أحباب وأصدقاء والدها إلى عدم الانقطاع عن زيارة الأسرة، وقالت ” نريد ان نخدمكم كما علمنا والدنا”.

وعرضت” فيديو” يوضح كيف كان والدها يقضي وقتاً مرحاً مع أبنائه، وقالت ” لم أره يبكي إلا في مرات ثلاث، أحدها في  ذكرى استقلال السودان، بعدما شاهد فيديو عن الاستقلال، وقالت ” كان يبكي على الحال التي وصل إليها السودان” حالياً.

 

 

التعليقات مغلقة.