تعكير صفو العيد!

تعكير صفو العيد!
  • 21 يونيو 2018
  • لا توجد تعليقات

د. مرتضى الغالي

عيد سعيد.. والحقيقة أنه وقبيل استهلال العيد حدث تعكير للمزاج السوداني العام؛ وذلك بإختلال سياسي أحدثه ما وُصف بالإتفاق بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة! ولم يكن في هذا الإتفاق سوى (تثبيط جديد) وإرباك للحركة السياسية من عدة جهات؛ أهمها ما بدا واضحاً من تجاوز لكيان حزب الأمة الداخلي بالسودان؛ وهو تجاوز تمّ بتخطيط من المؤتمر الوطني الذي كان عليه أن يتعامل مع كيان الحزب الموجود معه بالداخل، لكنه كالعادة أراد أن يضرب عصافير كثيرة بحجر واحد! فأولا قصد بهذه الخطوة صرف النظر عن الأحوال الداخلية والفشل في إدارة الأزمة الإقتصادية ومن خلفها وأمامها الأزمة السياسية! وثانياً أنه أراد أن يُحدث شرخاً في حزب الأمة يُظهره في صورة الحزب الذي يتحدث بأكثر من لسان؛ حيث أن أمانة الحزب بالداخل تنفي بلهجة صارمة أي تفاوض أو أتفاق مع المؤتمر الوطني، فإذا برئاسة حزب الأمة تكذِّب الأمانة العامة لحزب الامة.. وتصدّق المؤتمر الوطني!

وفي هذا خلخلة لصورة الحزب وتشكيك في مواقفه خاصة وأن الحزب له اتفاقات وتحالفات سياسية قد تتأذي من هذا الإعلان الذي يتحدث بيانه عن تهيئة المناخ والدستور وبعض التعبيرات (البلاستيكية المطاطة) التي لا معنى لها بالنظر الي كل الخروقات السابقة التي حدثت من المؤتمر الوطني تجاه الإتفاقات العديدة السابقة مع حزب الأمة وغيره.. والتي لم تسفر إلا عن مزيد من الأصفار السياسية! ومع الإيمان بحرية كل حزب في نشاطاته وعلاقاته مع القوى السياسية إلا أن إعلان هذا الإتفاق في مناخ البلاد الحالي والاستثنائي واضح الضرر عصي الفهم (صعب البلع) عسير الهضم!

والأمر الرابع أن لقاء القاهرة هذا وما صدر عنه من إتفاق يؤكد (عادة متكررة ومُستقبحة) للمؤتمر الوطني وهي اللجوء في (كل زنقاته) إلى رئيس حزب الأمه متجاوزاً كل قنوات الحزب الأخرى، من أجل توريط الحزب في (إتفاق فوقي) لا يرمي من ورائه غير التسويق الإعلامي حتى يقول الناس أنه يتحاور مع المعارضة.. وهذا هو الدليل! خامساً: من المؤسف أن هذا الإتفاق الذي يسوّقه المؤتمر الوطني بإعتبار أنه إقرار من المعارضة بخطوات إجراء الانتخابات في 2020 يتزامن مع إعلان المؤتمر الوطني (من طرف واحد) عن قانون للانتخابات احتجت عليه معظم القوى السياسية المُعارضة والشريكة في السلطة (بما في ذلك المؤتمر الشعبي)!

ثم يأتي (الفاول السادس) المتعلق بدرجة التمثيل بين الحزبين؛ (رئيس حزب) من جهة؛ يقابله في الطرف الآخر (مندوب) ليس هو رئيس حزب المؤتمر الوطني، ولا أمينه العام، ولا رئيس دائرته السياسية،.. فمن يحفظ لهذا الاتفاق جداوه وقيمته السياسية؟ هذا إذا سلمنا جدلاً أن له أي قيمة سياسية أو غير سياسية؟! ولكن هل يُلام المؤتمر الوطني في نصب الشراك للأحزاب المعارضة، أم تُلام الأحزاب التي تستجيب إلى نداءاته كل مرة وتوقع معه الإتفاقيات والإتفاقات مرة بعد مرة بعد مرة؟!

ما كان أحرى برئيس حزب الأمة أن يقول للمندوب الذي جاءه في القاهرة: ومتى نفذتم أي إتفاق أو إعلان؟ وألا تعلم أن دار حزب الأمة في أم درمان..؟! هذا هو التعكير الذي حدث للمناخ السياسي (علي العليهو) ..وكان الله مع الصابرين!!

murtadamore@yahoo.com

التعليقات مغلقة.