سياسات النظام أتاحت النهب الممنهج

في منتدي الأزمة الاقتصادية بدار الأمة : الأزمات تزداد حلقاتها يوماً بعد يوم

في منتدي الأزمة الاقتصادية بدار الأمة :  الأزمات تزداد حلقاتها يوماً بعد يوم
  • 22 سبتمبر 2018
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم- التحرير:

نظمت دائرة المهنيين بحزب الامة القومي اليوم السبت(22 سبتمبر 2018م) منتدي حول الأزمة الاقتصادية، بحضور عدد من قيادات الحزب والمهنيين.

وقد قطع خبراء اقتصاديون باستحالة نجاح الحكومة في محاربة الفساد، وقالوا: “إن سياسات النظام فتحت الباب للنهب الممنهج، والفساد، والتمكين، والإقصاء، وتدمير البنية التحتية للدولة من زراعة وصناعة ورعي وخدمة مدنية”.

ووصفوا محاربة القطط السمان بأنها تصفية حسابات فقط، وقال الخبراء: “إن النظام ركز التنمية في نسبة قليلة لا تتجاوز نسبة 5% مهملاً بقية انحاء السودان”، وقدروا نسبة سكان العاصمة بنحو 40% من عدد السكان، وإن استهلاك القمح بلغ نحو 2 مليون طن”، واقترحوا أربعة قطاعات للنهوض بالاوضاع الاقتصادية.

وقالت الأمينة العامة لحزب الأمة القومي سارة نقد الله في كلمتها الافتتاحية: “إننا في نداء السودان وقوي الاجماع الوطني وحزب الامة القومي نخطط للاستفادة من تجربة ثورتي أكتوبر وأبريل؛ لذلك جاءت فكرة السياسات البديلة لإعادة بناء الوطن، التي تشمل كل القضايا السياسية والاقتصادية”، وتابعت: “لدينا إرادة كبيرة عندما تصبح الواطة تكون لدينا رؤية واضحة ومفصلة، كلنا مشاركون فيها؛ لذلك جاءت مبادرة المهنيين بالحزب لإثارة نقاش علمي عميق”.

وفي ورقته قال رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الامة القومي ومساعد رئيس الحزب المهندس صديق الصادق: “ان النظام غير مهتم بحل أزمات البلاد من منظور شامل، بل ركز التنمية في العاصمة والشمال النيلي، وهي تمثل نسبة 5% فقط، بينما تعاني نسبة 95% من الإهمال”.

وأوضح أن النظام دخل في جحر لن يستطيع الخروج منه بسبب سياساته الاقتصادية الفاشلة، وأضاف: “هناك حيل والاعيب من النظام لتغبيش الوعي حول حقيقة الأوضاع الاقتصادية، لكن الأزمات تزداد حلقاتها يوماً بعد يوم”، واصفاً الأمر بقوله: (الموضوع كبير). وأشار صديق الي ان الاقتصاد السوداني يعاني  مشكلات هيكلية منذ الاستعمار تمثلت في تهميش الريف، وإهماله وعدم التوزان التنموي؛ مشيراً إلي أن الحكومات الديمقراطية لم تجد الزمن الكافي لمعالجة تلك الاختلالات، وقال: “إن ناس الانقاذ (شتروها مرة واحدة)”، وموضحاً “أن البلاد منهوبة وسياسة التمكين أضرتها”، ووصف المشاركة السياسية لقوي حوار الوثبة بالديكورية، وأردف: (في ناس بجيبوهم يملوا المنصة فقط).

وقال صديق الصادق: “إن الحكومة غير مهتمة بالقطاع الإنتاجي الحقيقي، فضلاً عن تخريبها للخدمة المدنية، وتمكين ناس بدون قدرات وخبرات، ووضعهم علي قمة المؤسسات”، وقدر ماتم نهبه بنحو 100 مليار دولار، واوضح أن هناك استثمارات تقدر بنحو 84,6 مليار دولار بجانب قروض اخري لم توظف لخدمة أغراض محددة، وزاد: “الحكومة لاعبة بدون دفاع وحارس مرمي كل زول ينهب زي ماعايز “، وقال: “إن الحكومة لم توظف عائدات البترول بالطريقة الصحيحة، ولما انتهي عهدالبترول (بقت في الصقيعة)”.

وأوضح المهندس صديق أن محاربة القطط السمان ليس الهدف منها محاربة الفساد بل هي تصفية حسابات، وقال ان سياسات النظام فتحت ابواب النظام للفساد علي مصرعيه، وقال إن أي حديث عن محاربة الفساد (كلام ساكت)، وقدر صديق العجز بنحو 100 مليار دولار، وقال: “ان عدد سكان الخرطوم في عام 1989م كان نحو  7% من السكان، واليوم صار 40%، وقارن بين استهلاك القمح في عام 1990م الذي كان ربع مليون طن، بينما بلغ اليوم 2 مليون طن، أي تضاعف بنحو 8 مرات.

وقال صديق: “ان الميزانية بلا مدلول ولا صلة لها بأرض الواقع”، وأوضح أن البنوك قلعت قروش المواطنين حمرة عين، وأصاف: “أن التشكيل الوزاري الجديد لن يحل المشكلة”، وتابع: “حمدوك الله مرقو من الدخول في هذه المحرقة”؛ مشيراً ‘إلى “أن التلاعب الحكومي علي المحاور، وأن محاولات القفز والتنطط هنا وهناك لن تفلح”.

وقال رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الأمة القومي: “إننا في نداء السودان اكملنا خطوات مهمة في وضع السياسات البديلة، وفي القريب العاجل سينخرط الخبراء في وضع التوصيات النهائية، واستئناف عمل السياسات البديلة”، ودعا إلى العودة إلى الاقاليم الستة في حكم السودان بدل الصرف الوظيفي المترهل، وقدر صديق نسبة الفقر بنسبة 80% بالمدن، ونحو 90 % بالريف، وختم صديق حديثه بقوله: “إن الاوضاع مرشحة للانهيار وما في أي حلول”.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني الدكتور صدقي كبلو: “الجماعة ديل (في إشارة إلى الحكومة) باعوا كل شيء من البريد والبرق والسكة حديد والمشاريع الزراعية الكبيرة والمؤسسات التعاونية”، وأضاف: “هذه المؤسسات تم التخلص منها بجرة قلم، وشردوا الكفاءات”، وتابع: “(هناك تخريب ممنهج طال كل شي)”، وأوضح صدقي أن الحكومة لا تفكر في اي شيء سوي مصالح الراسمالية الطفيلية، وتسأل كبلو قائلاً: “أين تذهب دولارات الذهب”، وأوضح “نحن محتاجون إلى إعاد تفكير ذكي في إعادة تأهيل خطوط السكة الحديد، وأن تنتقل من مناطق الإنتاج الي الاستهلاك والتصدير مباشرة”.

وأكد صدقي توافق المعارضة والخبراء الاقتصاديين علي وضع برنامج تفصيلي لإنقاذ الاقتصاد، واقترح كبلو 4 قطاعات اقتصادية للنهوض بالأوضاع ، وهي: القطاع العام والخاص والقطاع المشترك أجنبي ومحلي، بجانب القطاع التعاوني.

وفي السياق ذاته، قال رئيس دائرة المهنيين بحزب الامة القومي المهندس مرتضي هباني: “إن منتدي دائرة المهنيين بالحزب لقاء شهري”، وإنهم يخططون لجعله نصف شهري لمناقشة قضايا حياتية يومية يقدم بيانات واسعة وواضحة تساعد المعارضة في عملها ومستقبلها.

كما شهد المنتدي مناقشات ومشاركات عدد من الحضور، وقد دارت حول تشخيص الأزمة ،وفشل النظام، والتطلع الي فجر جديد يعيد إلى الوطن عافيته، وللمواطن حياته الكريمة.

الجدير بالذكر ان حزب الامة القومي يشهد نشاطاً فكرياً وسياسياً تنويرياً واسعاً يخاطب قضايا الراهن السياسي، ومن المقرر ان يقدم الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس الحزب رؤية حول (السودان.. خيارات الخروج من النفق المظلم) في الرابعة من عصر الثلاثاء المقبل.

التعليقات مغلقة.