تأثيره في الهواء والماء والتربة وغيرها

“التحرير” تفتح ملف التعدين العشوائي.. آثاره البيئية المدمرة للطبيعة والإنسان (2)

“التحرير” تفتح ملف التعدين العشوائي.. آثاره البيئية المدمرة للطبيعة والإنسان (2)
تخريب البيئة الطبيعية
  • 01 يونيو 2017
  • لا توجد تعليقات

الخبير الإداري: محمد عثمان أحمد داود

الخرطوم- التحرير:

أعد الخبير الإداري محمد عثمان أحمد داود دراسة متعمقة عن التعدين في محليتي حلفا ودلقو، ورصد بأسلوب علمي المخاطر التي يسببها التنقيب العشوائي عن الذهب من مخاطر على الإنسان والبيئة، ونستعرض في حلقات هذه الدراسة التي نأمل أن تجد الاهتمام من الدولة، ومن الجهات المسؤولة في الولاية الشمالية، ومن مراكز البحوث العلمية، والجامعات، ومن الناشطين المعارضين لهذا النشاط المدمر في رأيهم، على أن يكون هدف الجميع كما أراد الباحث مصلحة الوطن والمواطن.
وفي هذه الحلقة يجري التركيز في الآثار البيئية.

في حالة استخراج الذهب واستخلاصه، فإن تقييم الاثر البيئي يجب ان يهتم بمحورين أساسين هما:
أ‌- مرحلة الاستخراج.
ب‌- مرحلة المعالجة او الاستخلاص، وفي كلتا المرحلتين ينبغي مراعاة جملة من النقاط، أهمها :
1- عدم تأثر النظام البيئي في منطقة استخراج الذهب في المنطقة أو في المناطق المحيطة، وألا يؤدي قيام منجم الذهب إلى اي تهديد للنبات والحيوان في المنطقة، وعدم حدوث اي تغيير قد يؤدي إلى تغيير في نوعية البيئة سواء في المدى القريب أو البعيد.
2- تجنب المساس بالاستخدامات النافعة للبيئة. كما يجب أن يتضمن التقييم البيئي تفصيلاً دقيقاً للمشكلات المحتملة للتلوث نتيجة أعمال الحفر، ومعالجة الخام، بسبب المواد المستخدمة في تنقية الذهب.
3- يجب أن تكون المناطق التعدينية بعيدة عن حرمات القرى؛ لتلافي أي أثر بيئي مع إلزام الشركات والمعدنين بإرجاع الأرض إلى طبيعتها بعد انتهاء التنقيب.
يساهم التعدين العشوائي بدرجة كبيرة في الإخلال بالبيئة المحلية، وتدمير وتعرية التربة، وإتلاف الغطاء النباتي والصرف الطبيعي، وهذا ما يؤثر سلباً في الحيوانات الأليفة والبرية على حد سواء، على النحو الآتي:

1- الكائنات الحية والتنوع البيولوجي.
– التأثير المباشر عند استخدام المناجم المكشوفة، وإزالة الطبقة السطحية للأرض من مساحات شاسعة، وإزالة الغطاء النباتي والتأثير في التنوع الأحيائي.
– استخدام الآليات الضخمة والتفجير في بعض المناجم والمحاجر يدفع الكائنات الحيوانات البرية إلى الهروب إلى بيئات أخرى قد لا تكون ملائمة وهذا ما قد يؤدي إلى انقراضها، ويزداد التنافس من اجل البقاء في مناطق أخرى مجاورة.
– التأثير في الكائنات الحية والتنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية بالمنطقة والأودية. حيث يتغير العش البيئي للحيوانات والنباتات، ومن ثم، تموت أو تهجر مكانها، ويؤدى ذلك الى اضطراب النظم الأيكولوجية بمناطق التعدين.
– يتم ردم نفايات الصخور في أماكن أخرى، وهذا يزيد من مساحة الأرض المستغلة للتعدين، وإتلاف بيئة أخرى غير التي تتم فيها اعمال الحفر.

2- -تلوث الهواء
ينتج من جراء الأتربة والغبار المتصاعدة في أثناء اعمال الحفر والتحميل والنقل وأعمال الطرق والكسارات والطواحين وغيرها من العمليات المصاحبة، وهذا ما يؤدي إلى انتقال هذه الأتربة بفعل الرياح إلى مناطق أخرى مجاورة لأنشطة التعدين، قد تكون سكنية أو زراعية، فتؤدي إلى تلوثها والتأثير المباشر في الإنسان والنبات والحيوان او غير مباشر كالتأثير في المناخ.

3- تلوث الماء
ينتج من استخدام بعض المحاليل والمركبات الكيميائية التي قد يتسرب جزء منها إلى باطن الأرض أو إلى مناطق رعوية أو مائية مجاورة لمواقع التعدين، فيسبب ذلك تلوثاً بيئياً كبيراً إذا لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي ذلك، علاوة على أن أعمال الاستخراج والتعدين تتطلب استهلاك كميات كبيرة من المياه، وخصوصاً في أثناء عملية معالجة وتنقية الخامات المعدنية الفلزية .يحدث عند التخلص الغير سليم من نفايات الصخور والمياه.

4- تلوث التربة
ينشأ من جراء انتشار الخامات التعدينية في مناطق الاستخراج والتخزين والطحن، وأيضاً نتيجة إلقاء مخلفات معالجة الخامات المعدنية، التي تم استخدام بعض المحاليل والمركبات الكيميائية الخطرة والسامة فيها على الأرض مباشرة دون معالجة تلك المخلفات، وهذا ما قد ينتج منه حدوث تلوث للمياه الجوفية، أو قتل الحشائش والمزروعات والحيوانات المحيطة بمنطقة النشاط التعديني، وبتغيير خصائص التربة إلى الحمضية أو القلوية، والذي بدوره يؤثر في النبات والإنتاج الزراعي.

5- التلوث السمعي أو الضوضائي
تؤثر عمليات التكسير والتفجير والحفر والمعدات والماكينات المستخدمة في العمليات التعدينية في التأثير قوة سمع الانسان، خصوصاً العاملين داخل المناجم والمواقع القريبة

6- تخريب البيئة الطبيعية
تؤدي أنشطة تعدين وإنتاج الذهب المختلفة إلى الآتي:
– هدم وتغيير المعالم الجيولوجية بالانهيارات التي تحدث في الآبار التي يتم حفرها بواسطة المنقبين.
– قطع الأشجار والغطاء النباتي بشكل جائر يخلق تعرية للتربة.
– تلوث الأرض والمياه والنباتات ببقايا الزئبق المستخدم.
– ردم مجاري الخيران بمخلفات غربلة التراب الحاوي للذهب، وتكويم تلال من المخلفات في شواطئ النيل .

7- التلوث بالزئبق
– ينتشر استخدام الزئبق في مناطق التعدين العشوائي، والمعروف ان الزئبق من المواد عالية السمية للثدييات، ولأنه يتبخر في الهواء عند درجة الحرارة العادية كما يتبخر الماء، فان اقصى نسبة تسمح بها الهيئات الصحية لتركيز الزئبق في الهواء 0.05 ملجرام/متر مكعب من الهواء، وفي الماء لا يتعدى 0.03 ملجرام/لتر.
يمثل الزئبق أكبر ملوث لمياه الأنهار والمحيطات؛ لأن الزئبق المتبخر يمكن ان يحمله الهواء إلى مسافات بعيدة جداً، وفي النهاية يترسب في البحار والبحيرات حيث تمتص أجسام الأسماك هذا المعدن، ويختزن في جسمها. وعادة ما يصل الزئبق إلى الإنسان البعيد من مواقع استخلاص الذهب عن طريق الأبخرة والطعام الملوث.
– الجزء المتبقي من الطين والزئبق المعدني يتم التخلص منه في الغالب عن طريق الغسل، وهذا ما يؤدي إلى تلوث البيئة المحيطة.

8- التلوث بالسينايد
– لمادة السيانيد أضرار ومخاطر ذديدة، فهي مادة سامة، ويحدث تأثيرها عندما تتسرب كميات من المحلول عبر الثقوب التي قد تنشأ أسفل الخامات المعالجة، التي تتسرب بدورها إلى المياه الجوفية.
– عندما تترك أطنان من التراب الملوث بهذا المحلول في أماكن الاستخراج – قد تظل لمئات السنين- تقوم الرياح بنقل حبيبات الحصى الملوثة إلى مئات الكيلومترات، وتتسبب في تلوث المياه السطحية والجوفية والتربة.
– استخراج الذهب يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وهذه المياه ملوثة بالسيانيد، وتصريف هذه المياه الملوثة يسبب خطورة علي حياة الإنسان والحيوان والنبات.
– ينتج التعدين الأهلي آلاف الأطنان من التربة كمخلفات بعد استخلاص الذهب منها. وهذه الأطنان الضخمة من التربة ملوثة بالزئبق، فتأتي الشركات وتخضعها مجدداً لعمليات استخلاص يستخدم فيها مادة السيانيد التي تتميز عن مادة الزئبق بأنها أقل تكلفة، وتضمن نسبة استخلاص عالية تصل إلى (90%)، لكن المخلفات الناتجة منها تكون ملوثة بالمادتين معاً، وهذا أكثر خطراً، ويفاقم المشكلة الصحية والبيئية.
– خطورة الوضع الماثل في مناطق التعدين تزداد بالنظر إلى أنها تزود الرياح بالغبار الملوث بالسيانيد والزئبق، فتتوسع دائرة التأثير.
9- تشويه سطح الأرض

تحدث عمليات استغلال واستخراج الخامات التعدينية كثيراً من الخنادق والشقوق والأنفاق والتجاويف سواءً على سطح الأرض أو في باطنها، أو تترك مخلفات طبيعية كالرمال والأحجار والمواد الطينية، وهاذ ما ينتج منه تشويه ظهر الأرض وجيومورفولوجية منطقة العمل.

10- التأثير في المناطق الأثرية والتاريخية بالمنطقة

تصفح الحلقة الأولى:

“التحرير” تفتح ملف التعدين العشوائي.. خبير يحذر من مخاطره في محليتي حلفا ودلقو (1)

التعليقات مغلقة.