هل تصوت لندن للعمال والريف للمحافظين؟

الانتخابات البريطانية: ماي وكوربن أمام اختبار صعب و” الإرهاب” أبرز التحديات

الانتخابات البريطانية: ماي وكوربن أمام اختبار صعب و” الإرهاب” أبرز التحديات
  • 08 يونيو 2017
  • لا توجد تعليقات

لندن- التحرير:

تشهد المملكة المتحدة اليوم ( 8 يونيو)  انتخابات برلمانية مبكرة دعت اليها رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي، وذلك قبل ثلاث سنوات من موعدها المقرر، وتجيء هذه الانتخابات كنتيجة لتفاعلات أفرزها تصويت البريطانيين في 23 يونيو 2016 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتسعى ماي الى تقوية موقفها البرلماني والحكومي لخوض مفاوضات صعبة مع دول الاتحاد الأوروبي في سبيل التوصل لاتفاق ” أفضل”مع الأوروربيين.

ويُعتبر زعيم حزب “العمال” جيرمي كوربن المنافس ” الأول لزعيمة المحافظين، وكان الجانبان خاضا حملات انتخابية فور دعوة ماي الى انتخابات مبكرة، ونزلا الى مواقع الناخبين، وحاورا  الفئات المختلفة واستمعا الى أسئلة  ساخنة ، كما طرحا برامج انتخابية جاذبة للناخبين، شملت وعوداً بتقوية الأداء الاقتصادي وتعزيز الخدمات الصحية والتعلمية، والعديد من البرامج.

لكن مكافحة الإرهاب تشكل أولوية لدى الحزبين الكبيرين، وللمواطنين والمقيمين في بريطانيا، بعدما ضرب الإرهاب قبل أيام أبرياء على  جسر”لندن بريدج” وسوق قريبة من موقعه، وكان الإرهاب ضرب قبل ذلك  موقعاً لحفل فني في مانشستر وسقط عدد من الضحايا، كما كانت لندن مسرحاً لعملية إرهابية على جسر ” وستمنستر”، ويتوقع أن يشكل الهاجس الأمني خيار الناخبين ويحدد الجهة التي يختارونها لقيادتهم في المرحلة المقبلة، في ظل تحديات اقتصادية متوقعة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي( بريكست).

ويخوض الانتخابات التشريعية البريطانية عدد من الأحزاب الى جانب ” المحافظين” و” العمال”، وهناك ” الليبراليون الديمقراطيون” وحزب ” ويلز”، والحزب” القومي الإسكتلندي”، وحزب” استقلال المملكة المتحدة” وحزب” الخضر”،

وبدا واضحا أن حزب المحافظين بزعامة ماي  يسعى الى تعزز غالبية في البرلمان الجديد، وهو يراهن على أن  تفاعلات الوضع الراهن  تدعم مواقفه، ويعتقد بأن الناخبين سيفضلون زعامة ماي على كوربن، لكن حزب العمال بدا أكثر ثقة منذ أن سارع الى الترحيب بأجراء انتخابات مبكرة، وهو يراهن على أن مواقفه تلقى تجاوبا في أوساط البريطانيين، وهو ركز على استقطاب تأييد البريطانيين من أصول عربية وآسيوية وإفريقية.

وتوقعت وسائل إعلام بريطانية ومرا قبون أن تقترع لندن لحزب العمال (صديق خان عمدة لندن من حزب العمال)، ويرون أن غالبية المقترعين في الريف الإنجليزي والمناطق التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي ستصوت دعما لحزب المحافظين.

ولوحظ أن بعض استطلاعات الرأي عشية الانتخابات أشارت الى أن المحافظين سيتصدرون قائمة الفوز بالمركز الأول في الانتخابات، وتوقعت أن يرتفع عدد مقاعدهم البرلمانية بغالبية بسيطة عن العدد الحالي”330 نائباً من 650″ لكن مصادر أخرى توقعت فوزهم بغالبية أقل من ذلك.

وتشكل انتخابات اليوم تحديا لزعيم حزب العمال، فاذا فاز حزبه بأغلبية كبيرة فان مستقبله السياسي سيتعزز، وسيحدث ذلك أصداء واسعة محليا وخارجيا، لأنه يتبنى مواقف وسياسات تختلف اختلافات جوهرية عن سياسات حزب المحافظين وبينها سياساته بشأن قضايا الشرق الأوسط والمهاجرين وغيرها، أما إذا خسر خسارة كبيرة، فان ذلك سيضع مستقبله السياسي على المحك، خصوصاً أن حزبه عانى منذ فترة من انشقاقات وخلافات هددت زعامته.

وبشكل عام ستحسم نتيجة الانتخابات البرلمانية جدلا ساد الأوساط السياسية في بريطانيا، في أعقاب تصويت الشعب لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وسيجد الفائز أمامه ملفات ساخنة في صدارتها ملفات التفاوض حول ” بريكست”( الخروج من الاتحاد الأوروبي) ، وأهمية تعزز الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب، ودعم الاستقرار الاقتصادي بفتح أسواق جديدة في العالم .

 

 

التعليقات مغلقة.