حيرة مشهدين .. فض الاعتصام وإكرام اللئام

حيرة مشهدين .. فض الاعتصام وإكرام اللئام
  • 22 يونيو 2019
  • لا توجد تعليقات

حسن أحمد الحسن

كلمة ونص

الهولوكوست كلمة يقال ان اصلها يرجع إلى اليونانية وتعني بالعبرية الكارثة ويقال إن هولو تعني الكل وأن كوست تعني المحروق أي ( الكل المحروق ) ولو وصفنا ماحدث في ذلك الصباح الدموي الحزين بالكارثة لتطابق المعنى لأن الأمر لم يقف عند القتل بل الحرق أيضا وجر الشهداء من أيديهم وأرجلهم على الأرض كما صورت مشاهد الفيديو الي لا تكذب.
هذه الحشود المدججة بالسلاح والتي بلغت الآلاف جاءت مع سبق الإصرار والترصد لاستهداف مدنيين يافعين عزل الا من هتاف الحناجر الصائمة دون سبب منطقي او مقنع لذا كانت الجريمة المكتملة الأركان التي هزت العالم وليس قلوب السودانيين فقط .

أما المشهد الثاني فهو الإفراط في تدليل رئيس النظام البائد وبضعة أفراد من رموزه المحتجزين في اى بي بحجة الحرص على حقوقهم المدنية وفق القوانين واللوائح داخل السجن وفتح جميع مؤسسات ومنافذ الدولة لهم يمارسون مهامهم في وضح النهار باحترام وتقدير يحسدون عليه ويتصرفون في أموال الدولة التي نهبوها وحساباتهم التي اكتنزت هذه الأموال دون رقيب او حسيب وينقلون ما شاءوا من الأموال إلى مقار إقاماتهم الجديدة في بعض العواصم وآخرون لايزالون يمارسون مهاهم في مواقعهم ويسخرون تلك المواقع لترتيب اوضاعهم دون مساءلة في ظل لامبالاة المسؤولين الجدد .

أما من آثر البقاء منهم من قادة الحزب الحاكم السابق فقد ايقن تماما من أن لا أحد يجرؤ على مساءلته تحت شعار المجلس الجديد ” عدم الإقصاء ” فبدأ في ممارسة دوره السياسي من اجتماعات وترتيبات وإعادة ترتيب الأوراق لتخريب الحياة السياسية الانتقالية بتشجيع من بعض أعضاء المجلس الجديد حتى أن بعض من كان يتوقع أن يكون من بين المعتقلين الذين يستوجب مساءلتهم أصبحوا من المدافعين بالعشرات عن رئيس النظام المباد دون حياء نكاية في الثورة والثوار ودماء الشهداء .

ولعل من خلال هذين المشهدين من حق أي مواطن سوداني استبشر بهذه الثورة أن يسأل عن السر وراء حقد ودموية فض ميدان الاعتصام والسماحة والتمادي في اكرام القتلة اللئام بالنطر إلى تصريحات أعضاء المجلس العسكري التي تؤكد الانحياز للثورة والثوار قولا لا فعلا .

raiseyourvoicenow@yahoo.com

التعليقات مغلقة.