“نيان دي ران” حكايات من السودان القديم

“نيان دي ران” حكايات من السودان القديم
  • 27 سبتمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

نورالدين مدني أبوالحسن


*أهداني صديقي قير تور السفير بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة جنوب السودان كتابه “نيان دي ران” الرواية التي قال في مقدمتها إنه استفاد في كتابتها من التراث والقيم الأخلاقية التي عاش في كنفها.

* أذكركم بأن قير تور كان أحد كتاب (السوداني) الراتبين وله عمود يومي باسم “لويل كودو” ومعناه في لغة الدينكا “طالب بحقوقك”، وأنه كان سفيراً بوزارة الخارجة السودانية، وكان يعمل في سفارة السودان بجمهورية مصر العربية قبل قيام دولة جنوب السودان، وأنه وحدوي وقلبه معلق بالسودان القديم الذي أمضى فيه جانباً كبيراً من حياته الدراسية والمهنية بين أترابه وعلى ترابه.

*عندما كان يكتب معنا في السوداني قرر إشهار إسلامه، وذهب معنا إلى مسجد الأكاديمية العليا للقوات المسلحة، وأشهر إسلامه على يد إمام الجامع عقب صلاة الجمعة، لذلك لم يكن من المستغرب أن يبدأ روايته بحكاية بعنوان ” المنقذ هو الله”.

*بعد أن حكى لنا بعض الحكايات المأخوذة من تراث الدينكا، حدثنا عن حكاية اسمه وأنه يفخر بأن ميلاد أبيه ارتبط بالزعيم الروحي للقبيلة شيردينق، وأنه من إختار اسم أبيه واسمه، وقال إن قير تعني الغبار الكثيف الذي سببته حركة الماشية في يوم ميلاد والده الذي أسماه أتور ويعني الغبار أيضاً .

*ينتقل بنا قير تور إلى حكاية أقرب للأساطير ترمز إلى وحدة الوجود وانتقال الصفات من الحيوانات إلى البشر، خلال حكايته عن “أفيو” وحيده أبيها الذي تقدم له أربعة شبان لخطبتها وأحضروا معهم مهورهم من الأبقار، احتار الأب وسأل الله أن يلهمه القرار الصواب، وفي أثناء نومه سمع صوتاً ينصحه بأن تبيت ابنته مع ثلاثة حيوانات، الحمار والبقرة والكلب، ونفذ الوصية ليفاجأ في الصباح بوجود ثلاثة بنات طبق الأصل من ابنته أفيو، ويحكي لنا فيما بعد كيف أن كل واحدة منهن اكتسبت صفات وطباع حيوان من الحيوانات الثلاثة.

*في ختام الروية يقف بنا قير تورعند مشاهد من الحياة في واو في عام 1964م، ويحكي لنا كيف كان بعض أبناء الجنوب كانوا يعيشون بين نارين، بين سندان الحكومة ومطرقة حملة السلاح، لذلك يقول قير عن هذه الحقبة: لا نستطيع وصف القادة الشماليين الذين كانوا في الجيش بالجنوب، كلهم بالسيئين، فقد كانت المعلومات تصلهم من بعض الجنوبين أنفسهم.

*فجأة يقول على لسان الأب يقول : الأفضل لك السكوت، فأنت تريد جر الأطفال للسياسة، وما خرب بلدنا إلا الحديث في السياسة، لهذا يعود السفير قير تور مرة أخرى لسرد حكاياته التراثية التي لا تخلو من دروس وعبر.

noradin@msn.com

التعليقات مغلقة.