الهيئة النقابية للأطباء  تؤكد تفشي الوباء في عشر ولايات

نقيب الأطباء ببريطانيا لـ” التحرير”: الكوليرا انتشرت و ندعو الحكومة لإعلان “الوباء” بالبلاد

نقيب الأطباء ببريطانيا لـ” التحرير”: الكوليرا انتشرت و ندعو الحكومة لإعلان “الوباء” بالبلاد
  • 19 يونيو 2017
  • لا توجد تعليقات

لندن- التحرير:

 دكتور هشام حسن الخضر

أعلن نقيب الأطباء السودانيين في المملكة المتحدة وايرلندا الدكتور هشام حسن الخضر في حديث إلى ” التحرير” أن  النقابة ستجري اتصالات مع منظمات دولية بشأن انتشار الكوليرا في السودان، في ظل صمت وإنكار حكومي، مشيراً إلى أن الاتصالات سيتم تكثيفها خلال هذه الفترة، و ستشمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمات إنسانية أخرى، كما تم ارسال بيانات عن   تفشي المرض إلى كليات وجمعيات علمية في بريطانيا.

وفيما دعا الحكومة السودانية إلى إعلان وجود وباء ” الكوليرا” وليس ” الاسهالات المائية”، عًبر عن استغرابه بشأن انكار الحكومة السودانية وجود المرض، مشيرا إلى أهمية الإعلان الحكومي، كي يستفيد السودان من الدعم والعون الدولي في هذا المجال.

وأضاف أن إعلان وجود الوباء لا يؤثر على الوضع الاقتصادي أو يقلل منه، وأكد أن لمنظمة الصحة العالمية قوانين تعمل للحد من انتشار المرض، لكنه لفت إلى أن ” الإعلان عن الوباء سيفضح البنية الصحية في السودان”.

وسألت” التحرير” دكتور هشام عن دليلهم بشأن انتشار الكوليرا في السودان، فرد بقوله إن ” الأدلة تكمن في الفحص المعملي”، وقال “إن القبضة الأمنية تمنع تناول الموضوع في الصحف السودانية، و صدر تعميم بهذا المعنى، هم يسمون الوباء بـ” اسهالات مائية” حادة”.

وكرر في هذا السياق دعوته للسلطات في الخرطوم إلى اعلان ” الكوليرا” كي يستفيد السودان من دعم منظمة الصحة العالمية، وقال إن ” مصل الكوليرا موجود لدى منظمة الصحة العالمية، ولا يمكن شراؤه من الأسواق”.

وأضاف أن الكوليرا مرض قديم ومعروف، وأعتبر أن “تفشيه في السودان يعني تفشي الفساد في تنقية المياه، والفساد في صحة البيئة والبنية الأساسية للمستشفيات”، وقال” يمكن أن تظهر كوليرا في دولة غربية، لكن المرض لن يتفشى وينتشر، و سيتم تداركه، بسبب وجود  نظام صحي عصري  في الغرب، هذا فضلا عن أن الدول الغربية تقوم بتنقية المياه.

وأعاد إلى الذاكرة في هذا السياق “أن السودان كان أعلن  ظهور الكوليرا في العام 2006، ووقتها لم يتطور ” المصل” كما هو الحال الآن ، وورغم ذلك تدخلت آنذاك منظمة الصحة العالمية  بكل قدراتها وتداركت الموقف الصحي”. وقال إن مشكلة الحكومة السودانية أنها تريد أن تعزو الكوليرا إلى دخول نازحين، لكننا نرى أن الكوليرا موجودة في السودان منذ العام 2006.

وفيما أكد وجود تنسيق تام بين الأطباء السودانيين في المملكة  المتحدة وايرلندا ونقابة الأطباء في الخرطوم والهيئة القومية لدرء الوبائيات، شدد نقيب الأطباء في بريطانيا على أن  حالات الإصابة بالكوليرا في السودان تتزايد.

إلى ذلك أكدت  “الهيئة النقابية للأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة وايرلندا بالتعاون مع الهيئة القومية لدرء الوبائيات في السودان و “تجمع الروابط والنقابات المهنية السودانية بالمملكة المتحدة وايرلندا” في بيان صدر اليوم ( 19 يونيو) ”  تفشي وباء الكوليرا في السودان”.
وكانت الهيئة النقابية للأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة بالتعاون مع الهيئة القومية لدرء الوبائيات بالسودان والروابط والنقابات المهنية السودانية بالمملكة المتحدة (SATU-UK)  عقدت  مؤتمراً صحافياً في لندن ، وجاء في البيان “أن الإسهامات المائية المنتشرة بصورة وبائية في 11 ولاية  من ولايات السودان، ترجح أعراضها وصورتها السريرية ومعدل انتشارها الوبائي انها مرض الكوليرا،  الأمر الذي يتطلب من السلطات الصحية السودانية الشفافية الكاملة في اعلان نتائج فحصها المعملية.

وقال البيان الذي تلقت ” التحرير” نسخة منه إن  التقارير أشارت إلى انتشار وتفشي المرض في ولايات البحر الأحمر ونهر النيل والولاية الشمالية و القضارف و الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وجنوب كردفان وشمال كردفان وولاية سنار، وأكد المؤتمرون أن هذه الكارثة الوبائية كشفت عن انهيار النظام الصحي في السودان  وعجز الحكومة على احتواء تفشي المرض إلى ضعف البنية التحتية للخدمات الصحية والصحة العامة  مما رفع نسبة الوفيات.
وأشار  الدكتور هشام خضر نقيب الأطباء للهيئة النقابية بالمملكة المتحدة وإيرلندا في المؤتمر الصحافي  إلى خطورة الوضع حيال عدم تجاوب النظام الحاكم في إعلان تفشي وباء الكوليرا، واتقد  تعنت النظام في عدم الإعلان عن ذلك، ما ادي إلى ارتفاع عدد الوفيات وحصد مزيد من الأرواح كما اشار إلى أنهم يتابعون الوضع في السودان عن كثب مع نقابة الأطباء الشرعية في السودان ومنظمات المجتمع المدني المتعاونة معهم وقد بذلت جهود مقدرة من أجل تخيف معاناة المواطنون.

وأهاب بالمسؤولين في وزارة الصحة التحلي بالشجاعة اللازمة وإعلان تفشي وباء الكوليرا حتى تستطيع المنظمات الدولية تقديم العون الفني واللوجستي والمساعدات اللازمة للمصابين والمرضي  واحتواء المرض في ظل بنية تحتية صحية متهالكة ووضع بيئي متردي كما أكد على حقيقة هامة وهي أنه لابد من تضافر الجهود المحلية والدولية في مكافحة المرض، حيث  يعتبر ذلك هو السبيل الوحيد بالخروج بالأزمة الصحية إلى بر الأمان .
و أشار الدكتور عبدالعظيم عبدالرحمن السكرتير العام للهيئة النقابية إلى خطورة تفشي الوباء وعجز وزارة الصحة من توفير العلاجات الضرورية وعزل الحالات المصابة مما زاد من حدة انتشار وباء الكوليرا بين المواطنون وانتقاله إلى مناطق جديدة لاسيما التي تنعدم بها الخدمات الصحية الأساسية، موضحاً أن المجهودات التي تبذلها المنظمات الأهلية والشبابية تعتبر محدودة مقارنة بحجم تفشي الوباء في مناطق واسعة في كثير من الولايات المختلفة بالسودان.
و قدمت  الدكتورة سارة عبدالجليل السكرتير الإعلامي للهيئة النقابية خلال المؤتمر الصحافي  إحصائيات دقيقة لتفشي المرض في الولايات المتأثرة به مستعينة بالجداول والإحصائيات التوضيحية والرسومات البيانية التي توضح انتشار المرض وأوضحت بأن وزارة الصحة أعلنت أن نسبة الوفيات بالنسبة للمصابين  2%  بينما رصد الحالات خلال شهر مايو المنصرم تجاوز هذه النسبة  من خلال المتابعة اليومية في كافة الولايات وأشارت إلى ضرورة إبلاغ المنظمات الدولية بنسبة الاصابات و الوفيات من وباء الكوليرا لتضافر الجهود لمكافحة المرض و ذلك بتنشيط المرصد القومي و اعلان الاحصائيات دوريا.
وتحدث في المؤتمر الدكتور نبيل محمود السكرتير المالي للهيئة النقابية ووجه نقداً لاذعاً لعدم جاهزية وزارة الصحة للقيام بواجبها بتوفير التمويل اللازم لمجابهة الكوليرا و أفاد بأن الوزارة قد رفعت يدها تماماً لمساعدة المواطنون الفقراء الذين لا يستطيعون مواجهة أعباء العلاج اللازم من نفقتهم الخاصة ولهذا السبب تكونت الهيئة القومية السودانية لدرء الوبائيات مما دفع بالسودانيين  في شتى بقاع الأرض بالتنادي لتلبية هذه الاحتياجات التي هي من صميم عمل وزارة الصحة حتى يتمكن الفقراء من شراء العلاجات الضرورية لمقاومة المرض كما أشار إلى المليارات التي تصرف على الإفطارات الرمضانية في مؤسسات الدولة في حين مئات الآلاف من المواطنون عاجزون على تحمل نفقات العلاج من الكوليرا في المناطق المتأثرة.
وأكدت الدكتورة هدى حسن إستشارية الصحة العامة بأن الحكومة لم تتبع الإجراءات السليمة في الاعلان عن المرض ووضحت كيفية عمل هذه الإجراءات المعروفة عالمياُ بالتفصيل واستحضرت التجارب الخاصة في السودان وبعض الدول التي تعرضت للكوليرا من قبل وكيفية تتبع الإجراءات والتنسيق الذي يجب أن يتم بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وأوضحت كيف أنه تم عمل مصل تحصين خاص بالكوليرا حيث تمت تجربة ذلك في السودان من قبل والإحصائيات تدل على أنها ادت لنتائج ممتازة ولا بد من الإسراع بإعلان المرض حتى لا يتم دخول منظمة الصحة في وقت متأخر لأن لديها نظام فعال ومعروف في السيطرة على الوباء حتى لا يتكرر ما حدث في مرض أبيولا في أفريقيا من قبل .

وأشارت إلى  أنه إذا لم يتم محاصرة المرض قبل موسم الخريف الذي هو على الأبواب فإن المرض سيتفشى وينتشر بصورة أكبر وتصعب السيطرة عليه كما أكدت على ضرورة تلقي الدعم الاعلامي من المنظمات العالمية والالتزام بالنصائح البسيطة والضرورية مثل عزل المرضى وغسل اليدين والطبخ بصورة صحيحة تفاديا الإصابة بالمرض .
وتحدث من السودان الدكتور أمجد فريد مسئول لجنة التدريب بالهيئة القومية لدرء الوبائيات متتبعا الأسباب التي أدت إلى انتشار الوباء إلى الوضع البيئي الذي يزداد سوءا يومياً من كثرة الذباب وتكدس الأوساخ والنفايات وتلوث ماء الشرب وعجز الدولة من القيام بواجبها الأساسي فيما يخص الصحة العامة مما دفع بمبادرة نقابة الأطباء الشرعية وتكوين الهيئة القومية لدرء الوبائيات في مايو 2017م من منظمات المجتمع المدني بمختلف مكوناتها حيث استطاعت الهيئة بتدريب المدربين من الفئات الشبابية وربات البيوت في المناطق المتأثرة للمساهمة في الحد من انتشار المرض كما أوضح الظروف المزرية  والصعبة التي يعمل بها الأطباء في المرافق الصحية . وأشار الي ضرورة مراجعة قواعد الصحة العالمية التي تحد قدرة المنظمات العالمية في التدخل لمكافحة الوباء الا بعد موافقة الحكومات.
وتحدث الدكتور الفاتح عمر السيد من السودان عن الهيئة القومية لدرء الوبائيات والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني التي قال إنها تعمل ما بوسعها إلا أن جهودها مهما كانت لا تفي بكل الاحتياجات الضرورية وسلط الضوء على صعوبة الحصول على المحاليل الوريدية التي يحتاجها المرضى من السوق المحلي و من الأجدر ان يتم توفير المعينات العلاجية للأماكن المتضررة من هيئة الامدادات الطبية.

وأشار البيان إلى عدد من الجهات التي تتعاون في سبيل كشف حقيقة الوضع الصحي في السودان حاليا ومساعدة السودانيين المنكوبين، وهي تضم إلى جانب الهيئة النقابية للأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة هذه الجهات والمنظمات.  : .
– رابطة الاعلاميين و الصحافيين بالمملكة المتحدة و ايرلندا
– رابطة خريجي جامعة الخرطوم بالمملكة المتحدة و ايرلندا
– رابطة المهندسين السودانيين بالمملكة المتحدة
– رابطة المحاميين و القانونيين السودانيين ببريطانيا
-اعضاء الهيئة القومية السودانية لدرء الوبائيات :
-نقابة أطباء السودان الشرعية
-أطباء السودان داخل وخارج الوطن
-فرعية نقابة الأطباء لشرعية بإنجلترا وإيرلندا
-مجموعة وطن الجمال الاطباء السودانيون بالقصيم
-مجموعة رد الجميل الاطباءالسودانيون  بالسعودية
-مجموعة اطباء القصيم لدعم وكفالة اليتيم وفاقدي السند
–سودانيون ضد الكوليرا
-منظمه أصدقاء مستشفي كوستي
-مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم-رابطة خريجي جامعة الخرطوم بريطانيا و ايرلندا-نفير كوستي*
– شارع الحوادث الدويم
-لجنة ود الزاكي-جمعية رد الجميل
_تنسيقية الخريجين السودانيين
-منظمة لا لقهر النساء-شارع الحوادث ربك
-محامو السودان
-اللجنة الطبية للمتعففين/كلنا قيم
-أنقذوا النيل الأبيض* *(SAVE WHITE NILE)
وجاء في البيان أن باب الهيئة السودانية القومية لدرء الوبائيات مفتوح لكل من يريد الإنضمام من النشطاء
ومنظمات المجتمع المدني والنقابات.

 

التعليقات مغلقة.