اللَّيل

اللَّيل
  • 03 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

نصار الحاج

هو الليلُ
هو الشرفة البيضاء
هو الحدائق التي تتورَّدُ مقاعدَها بهجةً بالزائرين
هو الأمكنة التي تستيقظُ عند غروب الشمس ولا تنام
حتى ترهقها طَرَقَاتُ النهار
هو السماء التي تلبسُ أساورَها
وتزغردُ حين توجعها دغدغةُ الرّعد

هو الليل
الذي كنتُ على شوارعهِ أحصي قطرات الحكايات
التي سطَّرَتها أناملُ النَّدى
وعلى عتباته أتسوَّلُ الإجابات
تتقَطَّرُ من زهرةٍ تقطنُ أشجار الصقيع الباردة.

هنا
على شارعٍ لوَّنتهُ الحماماتُ بضوء القمر
كتبتُ على ورقِ الليل
رسائلَ النهرِ إلى أعشابه المهاجرة
الأعشاب التي ظلَّت على حالها تستقبلُ النَّدى
وتخضرُّ على طولِ المسافاتِ
مُعْلِنَةً خرائط الليل واحةً لأزهارِ البدايات.

اللَّيلُ
كانَ رصيفاً طيِّباً
بلَّلتهُ المياهُ بكؤوسها الشفَّافة
فأزهرت نجماته حدائقَ من تويجاتِ الجنون
كانَ دفئاً صافياً يترقرقُ من ينابيع الأنوثةِ في مُحَيَّاها النبيل.

هو الليلُ وحدُه

يتغنَّى بكمنجاتهِ على مسرحِ الكون الفسيح.

الوسوم نصار-الحاج-

التعليقات مغلقة.