أما آن لهذا الشعب أن يهنأ؟

أما آن لهذا الشعب أن يهنأ؟
  • 03 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

حامد علي احمد

• ثورةٌ مهرها الدماء لن ترضى بغير الهناء.
• الشفافيةُ واجبةٌ وليست مُستحبة.
• مِن حقِّ هذا الجيل أن يجني ثمار ثورته ويؤمِّن مستقبل الأجيال القادمة.

وأنا أخطو في طرقات الخرطوم وشوارعها الضيِّقة المزدحمة وأنظر في وجوهٍ تحمل معاناة اليوم منذ فجره وحتى بعد مغيب شمسه، تضيع فيه ساعات طوال بحثاً عن ضروريات الحياة ولقمة الأطفال واحتياجاتهم اليومية.

نعم الصورة كانت قاتمه ومؤلمة بالنسبة لي، تشبه تماماً الأيام التي سبقت ثورة ديسمبر المجيدة ولكن الإختلاف بينهما أن الأمل بات يكسو تلك الوجوه الصابرة بأن المستقبل يحمل لها الأفضل بإذن اللّٰه تعالى في ظل الدولة المدنية التي لم تكتمل أركانها حتى الآن.

إنّ ثورةً كان مهرها الدماء لن ترضى بغير الهناء لهذا الشعب الأبي العاشق للحريَّة والمحب للخير، وجوهٌ آمنت بالتغيير وجيلٌ ثوري يوم أن خرج كان يعلم مآل الخروج وحجم التضحيات الواجبة عليه، ولم يبخل بذلك، قدَّم الغالي والنفيس للوطن بلا تردُّد وظلّ يقدِّم الصبر في معاناة الحياة اليومية وهو ينشر الوعي بين جموع الشعب ويُبشِّر بأهداف ثورته الظافرة في نيل الحرية والعدالة والسلام.

وقد أوكل الثوار أمر الحكم إلى من تقدَّموا لإدارة الثورة والتحقوا بها بعد هبَّتها بأيامٍ، لا لشئٍ سوى لكونها مؤسسات حزبية ونقابية من المفترض أن تكون لها القدرة على القيادة وانجاز أهداف الثورة وفق ما تم الإتفاق عليه في إعلان ميثاق قوى الحرية والتغيير، وإن كان قد تم إنجاز القليل منها وتعطيل الكثير، فثقة الثوار ما زالت قائمة في تحالف قحت والحكومة الإنتقالية ووعي الثوار والشعب هو الحصن المتين أمام كل محاولات الرِدّة ومؤامرات الدولة العميقة وزبانية النظام البائد.
ولكن هذا الوعي لديه متطلبات لتقويته وتعزيزه حتى يكون صلباً أمام حِيَل ومكائِد من أسلفنا، يجب على من تولوا أمر القيادة والحكم والقوى المكونة لقحت وكل كيانات الثورة التزام الشفافية، فقد بات الوضوح واجباً وليس مستحبَّاً لا مِنَّةً فيه ولا تفضُّل، فالشعب هو من حمَلكم للسلطة وأنتم مندوبون عنه وليسوا أوصياء عليه.. بهذا الفهم نجسِّر الهوَّة بين القيادة والقاعدة ونؤمِّن الثورة ونضعها في الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافها وغاياتها.
من حق هذا الجيل العظيم أن يجني ثمار ثورته ويؤمِّن مستقبل الأجيال القادمة بإذن اللّٰه، فهو الجيل الذي لم يستكِن للظلم، والجيل الذي آمن بأحلامه فضرب نموذجاً لأروع ثورات العالم وحقَّق معادلة السلمية القاهرة للظلم والجبروت وهي معادلة كان يظنها الكثيرون مستحيلة الوجود، دعك عن تحقيقها بنجاحٍ مُبهر.

اليوم يجب ان تزال كل العقبات من أمام هذا الجيل وأن نوفيه حقّه، ونصون عهدنا معه أو أن نتنحى جانباً للقوي الأمين صادق الوعد الذي لا يخشى في الحق ركوب الصعاب، ولن ينعدل حال البلاد إلاّ بأمثال هؤلاء من الرجال والنساء الشرفاء.. وما أكثرهم في بلادنا وللّْه الحمد من قبلُ ومن بعد.

التعليقات مغلقة.