الخبز و الوقود يا حمدوك

الخبز و الوقود يا حمدوك
  • 14 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

من المهم النظر إلى الغد قبل وقوعه ، التخطيط السليم هو أول طرق الاستعداد للغد و النفاذ اليه ، لا يكفي أن نشكل حكومة الثورة و نتوقع اننا قد نجحنا ، فالنجاح الصحيح هو ان نصنع الغد الافضل من خلال إنجاز أهداف الثورة في السلام و العيش الكريم .

هناك أهداف عاجلة و حساسة يجب أن ينتبه إليها حمدوك و الحكومة الانتقالية ، أولها الاقتصاد و تحسين معاش الناس و ثانيها السلام ، جولة واحدة في طرقات العاصمة نفسها سوف تخبرك بالحال الأليم ، و رغم أن الشعب مليء بالتفاؤل في الغد ، و يشعر في قرارة نفسه بقيمة الثورة ، إلا أن التردي الاقتصادي لا يمكن تجاهله ، اذ لا يمكن أن نطلب من جائع ان يصبر ، فهو و ان صبر يوما او اثنين أو اسبوع الا انه لن يصبر بعدها خوفا على أطفاله و أسرته، كما لا يمكن أن يقضي الموظفين نصف يومهم في العمل و النصف الآخر في صفوف الوقود و الخبز و الصرافات و المواصلات، فهذا بلا شك سوف يبدد الأمل و التفاؤل و يزيد من مساحات الشك و الاحباط .

هناك قضيتان فقط هما اساس الأزمة الاقتصادية الكبيرة بالنسبة للمواطن العادي ، لو تم حلهما فإن الشعب يمكن أن يصبر على الحكومة إلى ما شاء الله ، و هما الخبز و الوقود . بما ان الحكومة ارجأت رفع الدعم عن الوقود لحين عقد المؤتمر الاقتصادي، فإن الواجب الراهن يستدعي من الحكومة أن تدعم هذا الوقود بطريقة لا تجعل فيه شح اطلاقا في المدن و الارياف . على الحكومة الانتقالية أن تغلق هذا الباب تماما و لو كان هذا على حساب أشياء أخرى.

كذلك الأمر ينطبق على الخبز ، يجب أن يتوفر هذا الخبز بحيث لا يظهر صف خبز واحد في المدن او الارياف ، ليس مهما كم يكلف هذا و هذا و لكن المهم معرفة ان كلفة التاخير في حل هاتين الازمتين قد يكلف الحكومة الانتقالية وجودها و قد يقود إلى فشل الثورة نفسها ، و هذا منى و أحلام الكيزان و حلفائهم .

نعلم أن حكومة حمدوك و وزراءها قد ورثوا دولة خاوية على عروشها بلا احتياطي نقدي و لا زراعة و لا صناعة و لا إنتاج، بلد ( جنازة بحر ) ، و انهم يجتهدون في إزالة العقبات و العمل الإسعافي على توفير ما يسد الرمق و يستر العورة و يبطيء اشتعال الغضب ، و لكنهم بلا شك في موقع المسؤلية و ينتظرهم دور كبير في ترتيب الأولويات، فالجوع لا ينتظر و المرض كذلك ، ترتيب أولويات الصرف من القليل الذي يتوفر سوف يكون من الحساسية بمكان ، فهو قد يرفع هذه الحكومة إلى سماء المعجزات او يخسف بها الأرض من الفشل .

الغد ينتظرنا و يتقدم نحونا بلا شك، و لا نستطيع دفعه ، و لكننا نستطيع أن نجعله غدا أفضل او أسوا ، لو يسمعنا حمدوك فإننا نهمس له : الخبز و الوقود يا حمدوك و الباقي الصبر عليه ممكن .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.