الحنكلو السياسي

الحنكلو السياسي
  • 29 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

غازي البدوي


اول مره سمعت بهذا المرض فى نهايات حكم نميرى عندما ضربت المجاعة السودان فى عامى 1983/84 وربما هو نوع من القراديات التي تصيب الأجزاء الرطبة من الجسم فيما بين الأصابع والاجهزة التناسلية وتحدث حكة قوية جدا تؤدي الي الجروح والادماء، ويتلذذ المريض بحك المناطق المصابة. ظهر هذا المرض متزامناً مع ظهور الذبابة الرملية التى فتكت بساكنى شواطئ النيل وكان انتشارها واسعا فى الخرطوم حيث اصابت مئآت الآلاف من الناس منهم من فقد حياته بسببها من مصابى مرض السكرى.


يطلق على مرض الحنكلو (الحنكلو أبو حكاً حُلو) فهو يظهر فى شكل بثور فى الأيدى والأرجل، ويحدث حساسيه ترغم المصاب على حك مواضع البثور حتى تتقرح ويحس المريض بارتياح شديد جراء الحك غير آبه بالجروح والدم الذى يسيل.


الحزب الشيوعى بالضبط مثل الحنكلو، فهو جرثومة أُنتجت فى روسيا وصُدِرت الى السودان عبر مصر مثلها مثل كل بلاوى السودان السياسيه المصنوعة فى مصر.. اذن الحزب الشيوعى حالة مرضية مثل الحنكلو، تجعل المصاب بها يستمتع بالمسك به رغم الدماء والجروح لانه يجد متعة فى ذلك بصرف النظر عن الآلات، فرغم سقوط الشيوعيه وانهيار الاتحاد السوفيتى وتحول روسيا واروبا الشرقية وحتى الصين الى نظام الاقتصاد الحر، لازال الحزب الشيوعى السودانى متمسك بدكتاتورية البلوتاريا؛ مع ان كل عضويته اصبحت من ميسورى الحال وابناء الذوات ومازال متمسك بشعار: ياعمال العالم اتحدوا، وليس فى عضويته ولا عامل واحد، ومع ذلك ظل الشيوعيون متمسكون بشيوعيتهم بشكل لايمكن ان يوصف إلا بحالة مصاب الحنكلو.


شُفيَ بعض الشيوعيين من الحنكلوا بعد أن إستشعروا مدى خطورته وقبل ان تتعمق جراحهم فتعالجوا منه، أمثال مجموعة الخاتم عدلان ود عبد الله على ابراهيم، ومنهم من ذهب أبعد من ذلك وصنع مصلاً واقياً من الحنكلو، أمثال الحاج وراق، ولكن بعضهم مازال يستمتع ويستحي حكة الحنكلو وبالتالي يتمسك به الى ان تقيحت جراحه لدرجة ربما ادت لبتر اطرافه، ومن أمثال هؤلاء شوقى بدرى والدكتور حيدر ابراهيم. اطل علينا مؤخرا حيدر ابراهيم بمقال ينتقد فيه الحبيب الامام الصادق المهدى بنفس الاسلوب السوقى الرخيص الذى سار به شوقي بدري وبعض شبابهم البلهاء المُضلَّل والذى يفبرك الأكاذيب ويلفق الكلام ويدبلج الصور. يقول حيدر أن الإمام بخَّس الثورة ووصفها ببوخة المرقه!!! ياشيخ إختشى على عرضك، فإن وجدنا العذر لببغاوات الحزب الشيوعى وبقية السُوقة والرجرجة، فمن أين لنا أن نجد لك العذر، وأنت المتعلم والحاصل على أرفع الدرجات العلمية والباحث الذى لا يشق له غبار، فماذا دهاك ومنعك من البحث فيما قال الصادق المهدى. ولماذا لم تتقصى عنه بقراءتة من الصحف او بسماعه مسجلاً لتستوثق قبل أن تتهم الإمام بالباطل؟ ولماذا تتصرف كما تصرف الرعاع من أتباعكم من فصيلة م ن؟؟


كنا نصدق شيوخ، الشيوعيين عندما يعتذرون عن تصرفات بعض كوادركم الطفولة، رغم تشككنا فى أقوالهم، ولكنك اليوم أثبت لنا أنكم ياشيوخ الشيوعيين أنتم من تزودون جهالكم بالأكاذيب، ثم تتملصون عنهم فى تشاطر يضاهى تشاطر توأمكم حزب الكيزان.


لست أدرى إن كان عقلك غائب أم حاضر حين كتبت هذا المقال الفطير البائس، الذى هوى بك للحضيض، فامثالك يتوقع منهم النقد الموضوعي، نعم، وباخلاق وعلمية، وليس رمياً بالباطل والتلفيق المخجل.


ادعوك يا دكتور إعادة قراءة ماكتبت فربما كان ذهنك محتل من شخص آخر. اذا لا يصدق أن دكتور حيدر المفكر والذى يعرف الإمام جيداً خصوصاً فى فترة لجوئه الأخير فى مصر، حيث اتيحت لك فرصة لقائه ومجالسته ومشاركه عددا من الأنشطة. لايتوقع أحد ان تكتب مثل هذا المقال الكذوب فى حق الإمام ولكن يبدو أن ليس بعد الشيوعية ذنب.


يستنكر قُصَّر الجبهة ومراهقى الشيوعيين إستمرار الإمام فى الفعل السياسى وجن جنونهم بسبب حراك الامام الأخير فى الولايات، وأخيراً فى الخرطوم، وذُهِلوا من الطوفان البشري الذى إنتشر على مد البصر إستقبالا للإمام وإحتفاءً به، تقديراً لمواقفه وإحتراماً لنضاله، وتمسكاً بفكره وإتباعاً لمنهجه وإقتداءً بأخلاقه. كيف لا وهو العالم المفكر الذى ألف أكثر من مئة كتاب ومايزيد عن الف مخطوطه، وهو الخطيب المفوه الذى يشد أذان وأذهان سامعيه ويغذيها بالحكمة والعلم، وهو المناضل الجسور الذى يصارع الديكتاتوريين حتى يصرعهم. وقد إحترمه العالم الحر فاختاره لعضوية ورئاسة نادى مدريد، وكرمه العالم الإسلامي وإختاره رئيساً لمنتدى الوسطيه الإسلاميه العالمية، وتم إختياره ضمن مئة مفكر إسلامي مُنح عضوية لجان إقليمية عديدة متخصصة فى مجالات كان له فيها إسهامات كبيرة، كمياه النيل وحقوق الإنسان والبيئة وغيرها.
ومن من أهل السودان بلغ هذا الشأو؟ أكاد أجزم ان سكرتير الحزب الشيوعى الحالى لا يعرف إسمه غالبية أهل السودان، ناهيك عن أن يكون معروفاً فى الإقليم أو العالم وكل الشكر لندوة ميدان الأهلية وتلفزيون السودان اللذان كشفا لنا مدى تخبط الرجل وبؤس خطابه وفقر برنامجه..


يحتج الشيوعيون على الإمام بكبر سنه كأنما قادتهم فى ريعان الشباب، ومنهم من هو أكبر سنا من الإمام. والتقدم فى السن ليس عائقاً طالما يتمتع الشخص بالصحة وقادر على العطاء، بل يكون تقدم سن شخص ما أحياناً من نعم الله على خلقه، كنعمة الله على أهل السودان بأن مد فى عمر الإمام ومتعه بالصحة والعافيه لينشر العلم والمعرفة والحكمة، ويحفظ الدين من الغلاة المتنطعين والمشعوذين ويبشِّر بمكارم الأخلاق ويبسُط قيم العفو والحلم والمحبة والتصافى. فقد مد الله فى عمر نبيه نوح فلبث فى قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ليدعوهم لتوحيد الله ونبذ الشرك، ومد فى عمر لقمان الحكيم ليكون عمره عمر أربعة صقور متتالية، لينشر الحكمة بين الناس. كذلك كافأ الله أهل السودان أن مد في عمر الإمام وأبقاه بينهم ليتعلموا منه ويقتدوا به ويسيروا على نهجه، ونحمد الله كثيرا على هذه النعمة ونساله أن يوفقنا لشكرها.


ينسى الناس فى غمرة غفلات الحياة قسم إبليس وقوله تالله لأكيدنهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين، فلإبليس جنود يضل بهم خلقه، وهؤلاء الجنود يكونون في هيئة الأشخاص، أفراداً او جماعات أو منظمات، ولكن أخطر جنود إبليس هي الأفكار والنظريات. فالفرد يمكن أن يضلل عدد قليل، وكذلك الجماعات والمنظمات، ولكن الأفكار والنظريات فيتبعها الملايين، مثال العلمانية والشيوعية. لذلك فان إبليس يكثف نشاطه عبر هذه التنظيم آت والافكار، ليضلل أكبر عدد ممكن من الناس، ابراءً لقسمه. فمثلا تجد الشيوعيين كلهم يشتمون الإمام الصادق المهدى ويرمونه بغير ما فيه ويكذبون على الناس، مما يجعل إبليس يضحك حتى يستلقى على قفاه، لانه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: أتدرون من المفلس قالوا المفلس منا من لا دينار له ولا متاع، قال المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة وصوم وحج، ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، فيؤخذ من حسناته فتضاف إليهم، فان فنيت حسناته أُخذ من سيآتهم فطرحت عليه وطرح فى النار. وبموجب هذا الحديث فإن كثيراً من الذين ينشطون بالكذب في حق الامام، سيدخلون النار بسبب الصادق المهدى، ويدخل هو بإذن الله الجنة بغير حساب. ويكفيه ما طُرح من سيآته عليهم..

الوسوم غازي-البدوي

التعليقات مغلقة.