تعيين الولاة حجوة ام ضبيبينة

تعيين الولاة حجوة ام ضبيبينة
  • 26 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

قبل أسبوع صرح وزير الإعلام الاستاذ فيصل محمد صالح بأن تعيين الولاة سيكون ( خلال أسبوع ) ، وها هو الاسبوع اكتمل ولم يتم تعيين الولاة بعد ، بل لم تظهر أي مؤشرات دالة على ذلك ، رغم أن الوزير في حديثه كشف اللثام عن ان قوى الحرية و التغيير دفعت ب ١٨ مرشحا للولاة المدنيين .

الجميع يعلم أن سبب عدم تعيين الولاة هو الجبهة الثورية ، فهي تتمسك بنص اعلان جوبا الذي يقول ( إرجاء تكوين المجلس التشريعي وتعيين الولاة لحين الوصول إلى اتفاق السلام ) ، ولا يمكن لأحد أن يلومها في اتخاذ هذا الموقف فهي بعد أن كانت شريكة في التغيير وجزء من قوى الحرية والتغيير أصبحت كانها طرف ثالث ، بل صار الشرخ بينها وبين قوى الحرية والتغيير أكبر من الذي بينها وبين المجلس السيادي والقوات المسلحة ، وكل ذلك حدث نتيجة ممارسات غير سليمة داخل الحرية والتغيير واختطاف للقرار المركزي فيها من قبل بعض الكيانات وإقصاء عضوية الجبهة الثورية من التفاوض ومن القرارات المصيرية ، ورغم ان هذه الممارسات طالت العديد من الكيانات وآخرها ما دلت عليه تصريحات القيادي بالحرية والتغيير محمد عصمت الذي قال بانه لا يعلم من هم الولاة المختارين ، إضافة إلى تصريحات متكررو من قيادات بالحزب الشيوعي بانه تم اقصاءهم في كذا موقف ومنعطف ، الا ان الكثيرين فضلوا عدم الانتصار للذات وعدم المواصلة في مصارعة حلفاءهم في الحرية والتغيير، وكل ذلك من أجل المحافظة على فترة انتقالية مستقرة ، بيد أن الجبهة الثورية اشتطت في هذا الأمر و ( وقفت قرش احمر ) .

المفارقة ان اعلان جوبا نفسه يقول ( ان يتم التوقيع على اتفاق السلام النهائي في او قبل ١٤/١٢/٢٠١٩ ) ! وهو ما لم يتحقق حتى الان ، وربما هذا الشرط هو الذي جعل الحكومة توافق بسهولة على ادراج بند ارجاء تعيين الولاة ، فهي كانت تتوقع أن يتم التوقيع خلال شهرين فقط على اتفاق السلام النهائي، واليوم مرت ثلاث اشهر ونصف بعد هذا التاريخ المقرر للتوقيع ولم يتم توقيع اتفاق السلام ولا يلوح في الأفق توقيعا وشيكا ، وهو ما أثبت عجلة واستعجال الذين وقعوا اعلان جوبا ، وبالتالي اوقعوا انفسهم واوقعوا البلاد في أزمة متطاولة .

من المفارقات ايضا ان مفاوضات جوبا بين الحكومة الانتقالية و حركات الكفاح المسلح توصلت إلى اتفاق على العودة إلى نظام الأقاليم ، اذا كان هذا هو الحال فلماذا تخاف الجبهة الثورية من تعيين ولاة مدنيين الآن ؟ فهم بلا تأكيد سوف يكونون ولاة مؤقتين ، حالما يوقع اتفاق السلام سيتم تكليف حكام أقاليم جدد . اضافة الى ان توقيع اتفاق السلام سوف يعقبه بالمنطق تشكيل حكومة جديدة بالكامل ، فما هو سبب الخوف الذي يتملك الجبهة الثورية من احتمال سيطرة قوى الحرية و التغيير على الولايات عبر ولاتها المعينين ؟

تصريح وزير الإعلام فيصل محمد صالح انبنى على لقاءات وزير الحكم الاتحادي بحركات الكفاح المسلح ، بينما حتى الأمس القريب فشلت لقاءات وفد قوى الحرية والتغيير مع الجبهة الثورية على حمل الجبهة الثورية على القبول بتعيين الولاة المدنيين ، وهو ما يؤكد بأن مفاوضات وزير الحكم الاتحادي فشلت كذلك ، ليبقى السؤال هل سوف تخاطر الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية قحت بتعيين الولاة المدنيين بدون موافقة الجبهة الثورية وتعريض عملية السلام للخطر ؟ أم يستمرون في انتظار توقيع السلام تاركين الولايات غارقة في الأزمات المتلاحقة والمواكب والاسئلة الجماهيرية ؟


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.