ارحموني من الكلام عن الكورونا

ارحموني من الكلام عن الكورونا
  • 17 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

جعفر عباس


أعيش مثل ملايين البشر في خوف من الكورونا، وفي قطر التي أقيم فيها منذ هروبي من السودان بعد معركة كرري، بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس أكثر من 400 حتى يوم امس الأحد، مما جعل أم الجعافر تحجزني في بيت الطاعة، وتحرمني من الاستمتاع بلقاء القطريين. لماذا؟

رغم حرصي الشديد على تفادي بوسات القطريين من باب التحية، إلا أن كثيرين منهم نجحوا في مغافلتي وطخوني ببوساتهم، وكتبت في جميع صحف الخليج مناشداً أهل المنطقة عدم بوسي، بدرجة ان صديقي الراحل الدكتور غازي القصيبي تضامن معي وقال إن “جعفر عباس لا يبوس ولا ينباس”، واليوم صار البوس ممنوعاً، والداهية الأكبر أن بعض أصدقائي الخليجيين يلتقون بي ويصيحون: هلا أبو الجعافر، هلا بالطش والرش والماي المُبرَّد بالغرش (جمع غرشة وهي وعاء حفظ السوائل من زجاج أو بلاستيك)، و….هات بوسة ع الخشم!!

نعم يا روح أمك؟ أنا جعفر بن عباس أبو شنب الدّقَ الناس بلا سبب تبوسني ع الخشم؟ وحتى بعد ان عرفت ان الخشم عند الخليجيين هو الأنف، فإنني كنت وسأظل أرفض مجرد إعراب أحدهم عن بوسي على الخشم، ولو علمت أمي رحمها الله بذلك لحولت الأمر الى أوكامبو لتتبرأ مني أمام محكمة الجنايات الدولية، ونجحت عبر السنين في إقناع كثير من أصدقائي الخليجيين بالكف عن بوسي في الخد او الأنف والأذن والحنجرة زاعما اننا في السودان نرفض البوس، باعتبار انه عمل عدواني بدليل اننا نسمي البوسة قدوم، وهي الفأس الصغيرة التي تستخدم في أعمال الحفر والبتر والقطع البسيطة

جماعة اللايفات (جمع لايف) كرهونا الثورة ذاتها، فكل من هب ودب يعتبر نفسه مخزن الاسرار والمعلومات وعبقري الاستنتاج والتحليل، ثم جاءت الكورونا وصار واتساب موبوءا بالنصائح والارشادات، حتى كدت اصبح مثل الرباطابي الذي نجا من فك التمساح وزهج من تكرار سرد تفاصيل هجوم التمساح عليه وتمكنه من الإفلات منه فصاح: كنت أعوم وهجم علي التمساح ويا ريت لو أكلني.

البوستات عن الكرونا في واتساب صارت اثقل على قلبي من بوسات الخليجيين، ويا جماعة عندي رصيد هائل من المعلومات عنها، وأعرف ان اكل لحم الوطواط مسلوقا يسبب توليد فيروسات الكورونا، وأن جامعة هارفارد تنصح بأكله مشويا أو محمرا بزيت الفرامل، كما أبلغني كثيرون مشكورين بأن فيروس الكورونا أعقل من ان يحاول دخول السودان لأن الحر سيفتك به ويجعله هشا كما المكرونه، تماما كما فتك بالكوليرا في عصر البشير وجعلها “اسهال مائي” الذي هو أقل خطورة من الاسهال الترابي الذي يسبب البواسير.

يعني أخوكم مثقف كروناويا، وليس محتاجا الى أي معلومات كوروناوية، وقد قمت بالتخلص من كميات من الزنجبيل والثوم والبصل والقرفة والشطة كانت مخزونة في المطبخ عندي نكاية بمن نصحوني بتعاطيها للوقاية من الكورونا، وعلى حبي للموز فقد توقفت عن شرائه لأغيظ من قالوا انه يعطي مناعة ضد كورونا، واذا ارسل لي أحدهم بعد اليوم كلاما عن الكورونا سأدعو عليه: إلهي تتحلج كرونتك (اسأل ميكانيكي عن الكرونا غير الفيروسية إذا لم تكن تعرف ما هي).

الوسوم جعفر-عباس

التعليقات مغلقة.