الانتخابات الأميركية فى زمن كورونا (١): أوباما يهندس خروج ساندرز وبايدن يغازل قاعدته التقدمية

الانتخابات الأميركية فى زمن كورونا (١): أوباما يهندس خروج ساندرز وبايدن يغازل قاعدته التقدمية
بايدن وساندرز
  • 13 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

رصد- التحرير:

أوباما

واشنطن: محمد يوسف وردي

جدد انسحاب السيناتور بيرنى ساندرز من سباق الترشح الحديث حول إمكانية الاستفادة من دروس انتخابات 2016 التي شهدت صراعاً عنيفاً بين مؤيديه و اتباع هيلارى كلينتون، تفرقت خلاله الدماء بين المرشحين ما كلف الحزب الديمقراطى خسارة انتخابات الرئاسة لصالح دونالد ترمب.

أشاد مرشح الديمقراطيين المفترض جو بايدن بمنافسه السابق ساندرز بمجرد إعلانه الانسحاب، وأغدق عليه الثناء بكلمات معسولة واستعار حتى شعاراً من حملة منافسه (سأتواصل معك..سوف تسمعنى كما تقول ..لست انا بل نحن)، وكل ذلك فيما يبدو من أجل التودد لقاعدة ساندرز التقدمية، وربما من أجل هدف إستراتيجى لتجنب الأخطاء التي ارتكبت قبل أربع سنوات.

وأجرى بايدن مباحثات ودية مع ساندرز عقب إعلانه الانسحاب حسب حملته الانتخابية، بعد أسابيع من تمرير رسائل مبطنة منه، ومن ديمقراطيين آخرين لساندرز لكى ينسحب، ونقلت وسائط كثيرة قوله إن ساندرز (ألهم وحفز الملايين من الشباب للانضمام إليه فى الدفاع عن روية تقدمية لبلدنا، وأنه لم يدر حملة رئاسية فحسب بل أنشأ حركة، وهو أمر جيد لأمتنا ولمستقبلنا).

بيرنى ساندرز بدأ معادياً لأهل الحقد والعقد فى الحزب الديمقراطي ومتحديا لهم خاصة بعدما تصدر القايمة – وسط مرشحين كثر – على ضوء الانتصارات التى حققها فى نيوهامبشاير ونيفادا، وحصول حملته على ملايين الدولارات عبر تبرعات صغيرة.

ويؤخذ عليه تركيزه في دعم اللاتينيين، وفشله فى جذب الطبقة العاملة من البيض الذين صوتوا لمصلحة منافسه بايدن. لكن قاصمة الظهر لحملته جاءت من السود والنساء، بعد محاولات مستميتة دامت سنين عجز ساندرز عن كسب أصوات السود الكتلة التاريخية المضمونة للحزب الديمقراطى.

وواجه المرشح الاشتراكي اتهامات بالتحيز الجنسي، وتعرض لهجوم عنيف بعد إعلان منافسته إليزابيث وارين أنه أخبرها أن المراة لن تفوز بالرئاسة،. ما أدى لتوسيع الشقة بينه وبين الناخبات، علاوة على تعرضه هو ومؤيديه للمزيد من الانتقادات نتيجة لتحرش مؤيديه بالقيادات النقابية فى نيفادا ثم خسارته كبار السن الذين يلتزمون بالتصويت، والاعتماد على الشباب الذين لا يظهر معظمهم أمام صناديق الاقتراع مكتفين بإثارة الصراع على منصات التواصل الاجتماعى.

قبيل انتخابات الثلاثاء الكبير سربت صحيفة بوليتيكو حديثاً سرياً للرئيس السابق باراك أوباما مع دائرته الضيقة، قال فيه إنه سيفعل المستحيل لفرملة ساندرز المكتسح آنذاك، ومنعه من الحصول على ترشيح الحزب، وجاءت بعده مباشرة انتخابات ساوث كارولينا التى شهدت أول معركة بين ساندرز والجناح المعتدل فى الحزب الديمقراطى، فاز بايدن بدعم نائب افروأمريكى مهم هو جيمس كليبرون وهو قيادى بارز فى الحزب الديمقراطى، بينما تجمدت حملة ساندرز، وبعد مرور أسبوع واحد فقط من الثلاثاء الكبير سيطر بايدن على خمس ولايات وضعته على طريق لا يمكن ان ينافسه فيه المرشح الاشتراكي فى بيان الانسحاب.

ذكر ساندرز أن حملته فازت فى معركة الأيديولوجيا وخسرت معركة التغلب على بايدن. فيما ألقى ترمب باللائمة على وارين وحملها مسؤولية تراجع فرص ساندرز زاعماً أنه كان سيفوز بالثلاثاء الكبير، داعياً أنصار ساندرز للانضمام للحزب الجمهورى.

وقال محللون بينهم ديفيد أكسلرود وروبرت جيبس وبن لابولت من طاقم الريس السابق أوباما لبولتيكو إن انهيار ترمب على تويتر عقب انسحاب ساندرز، ومحاولته دق اسفين بين الفصائل الديمقراطية علامة أن وحدة الحزب الديمقراطى فى وقت مبكر تشكّل تهديداً لإعادة انتخابه.

وثمة إجماع فى صفوف الديمقراطيين بأن شبح انقسام 2016 الذى يلوح فى الأفق يمكن أن ينتهى إذا عمل بايدن وساندرز على سد الفجوات وجمع أنصارهما معاً لتحقيق ذلك. ومن الاقتراحات العملية التى يطالب بها الديمقراطيون دمج حملة ساندرز مع حملة بايدن، وتبني الأخير بعض برامج الأول كالتعليم المجاني وتغير المناخ الخ.

وكانت تقارير صحفية قد ألمحت إلى أن سعى الديمقراطيين إلى حسم قضية الترشح قبل مؤتمر الحزب بدأت مبكراً فى أول مارس المنصرم؛ وذلك لكسب المزيد من الوقت لإجراء  المشاورات والتربيطات فى مناخ صحى بدلاً عن ترك الأمور لأغسطس عندما يلتئم المندوبون فى فيلادلفيا؛ وذلك لتجنب المشكلات التى سببها ضيق الوقت فى 2016م، ونقلت أجهزة إعلام عن مصادر فى الحزب الديمقراطى أن فريق ساندرز بدأ ينسق على أوسع مستوى مع معسكر بايدن عقب انتخابات ميتشيغان التي حققت لبايدن عدداً كبيراً من أصوات المندوبين، وأشارت إلى دور محوري أداه الرئيس السابق باراك أوباما الذي قاد المباحثات مع المرشحين، وأفلح فى التشبيك بين حملتيهما؛ بغرض خلق إطار تنخرط من خلاله حملة ساندرز للتعاون مع المرشح المفترض لبناء أرضية صلبة تحقق الفوز على ترمب.

يواجه بايدن تحديّات صعبة أهمها إقناع الشباب داخل حزبه لكى يصوتوا له، وهو وان كان يتقدم اليوم على ترمب بأربع نقاط فى معظم استطلاعات الرأى سيواجه تحديات مغايرة تفرضها أوضاع كورونا التى أرهقت البلاد والعباد!!



الوسوم رصد-التحرير

التعليقات مغلقة.