مكتول هواك

مكتول هواك
  • 14 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد المرتضي حامد

أيوا، إنحياز مكشوف أو مغتغت، سمِّه ما شئت،

في طفولتي وصباي كنت أمتع النفس بالإنصات لعدد من خؤولتي وعمومتي وهم يتآنسون في عطلاتهم الدراسية السنوية عائدين من الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وأمريكا يحكون أشياء ساحرة ، بالضبط كما جاء في أغنية فرقة ABBA السويديه الشهيرة ( Eagle)

They came flying from far away, now I’m under their spell
I love hearing the stories that they tell
They’ve seen places beyond my land and they’ve found new horizons
They speak strangely but I understand

ولكني كنت أميل للإنصات لواحد منهم كان كيوسف بين إخوته متفردا في حديثه وكان قرر أن يعيش في منطقة نائية بدارفور خارج مدينة نيالا تسمى (تِنقِلاني) بعد أن زارها مرة واحدة كانت كفيلة بتغيير مسار حياته كلها وحتى وفاته. ترك العاصمة وامتلك في (تنقلاني) ضيعة كبيرة وماشية وخيول وكنت أتساءل كيف يتسنى له، وهو المولود في الحي النووي (حي العرب)، أكروس ذا رود من المسالمه، ترك الأهل في امدر وحسانها وحفلاتها وأسواقها ومجتمعها وإبراهيم عوضها وجابريها وعبداللطيف خدرها وأبروفها وجندولها وغزلان مسالمتها والطريق الشاقي الترام للعيش في (تنقلاني)!!، لكن زالت دهشتي، فقد سئل مارك توين، ماهي أمنيتك في الحياة؟ فأجاب: جزيرة جميلة فيها مكتبة الكونغرس، وحسناء تدير المكتبة. زالت دهشتي بعد أن سافرت إليه وجَدتي وقضينا شهرا في تلك الضيعة جارة الفردوس بأشجارها وماشيتها وصفاء أوكسجينها ومكتبة ضخمة نقلها إليها وراديو بجيب لندن وعوض عمر يتلو مع لقيمات الصباح قصة يوسف وزوجة العزيز ونحن نرتل ما تيسر من صور الغواية والبهاء، لا أخفيكم كم أعجبت بكيدها لامن أعدت لهن متكأ وقالت مع ودالباديه عشان حبيت انا لاموني ثم قالت ليهو أطلع ليهن عشان يعرفن حاجه (الواقفات قنا) وفقا لقاموس البرهان.

الذين لم تتح لهم فرصة العيش في كردفان أو دارفور ربما يظنون أن هناك
مغالاة في الحماسة المتدفقة التي تميز أغنية كالتي في الفيديو المرفق. مكتول هواك يا كردفان . عشت سنينا في كافة اتجاهاتها لكن تطاولت إقامتي في أحضان النهود الجميلة (أعني المدينة) ، فموسم الخريف هناك، في ظني، بروفة شبه نهائية لجنان رضوان . الأشياء هناك كلها ترتبط بالسحر الذي حكى عنه ماركيز في رائعته (مائة عام من العزلة) بما في ذلك صورة الغجري ملكياديس بثلجه ومغناطيسه لكن مع تسامح لم تشهده (ماكوندو) وكرم لم يخطر ببال خوسيه أركاديو بويندا، وبنات يقولن لأورسولا والقمر والأنجم السواري زحوا نقعد مطرحكم، فالذي لم يمضِ ليلته في (قطية) ورذاذ المطر المتبقي من (صبّة) العصرية يُوقِّع حروف نوتته الموسيقية على سقفها والقصب وبجواره كباية شاي ، لزوم تلحين قصيدة عصيدة دخن في قدح بحليب وعسل وسهرة إنسان رقيق ونّاس، لاشك يحتاج مراجعة سودانويته وأوراقه الثبوتية جيدا حفاظا على حقه في التصويت وانتخاب الجمال. الصبّه هناك في (نبطشيتها) الليليه تسمى السَرّايه، يا سلام عليها طق طق طق ياخ.
كنت أتبسم وأنا أنصت للشباب في ميدان الإعتصام وهم يرددون خلف دسيس مان: الصبه هي الصبه ، كانوا، لثوريتهم الجميلة، يقصدون الأسمنت ونحن نسمعها غيثا..

أتيح لي زيارة كافة القارات وأجمل البلدان لكن الذي لم يتناول وجبة بسيطة في (الخوي) في ضوء فانوس والمطر يدلي بآخر أقواله وتدونها حسناء كردفانية لم يسمع بها Gucci بدفتر الجمال هذا غير بعيد عن استراحة ذلك اللوري ودخالة الذي شحدته البنيّه: عليك الرسول بوري، عليه أن ينسى أي مينيو مر به في مطاعم روما ولندن وطوميو أو ماسواها من مدن البلاستك والكهارب فادحة الجفاء.

سبق وكتبت في منبر عام عن كيف تعد البنات الشاي وكيف تطهو النساء في كردفان ودارفور الدجاج وغيره وهي تجربة كفيلة بأن تكشف لك بأن KFC وهارديز وجماعة ال franchise بالجد ما ناقشين حاجه ويعوزهم تدريبا وكورسات في المعهد الدولي للدجاج المحمر وأقسام أم جِنقِر المنافس التاريخي لباسكن روبنز في أم صِميمة وخمّاس السعاته أو ودبنده وفقا لإفادة إبراهيم موسى أبّا ، ومن الثابت علميا أيضا أن الذي فاته الركوب في التَندة في لوري السفنجه أو الأوستن ابيض ضميرك أو الهينو الزد واي وغداء حَلّة المساعد في خريف تلك الربوع عليه أن يصمت إجلالا إن كان من جماعة البزنس كلاس في ال 787 دريملاينر.

أكد العلماء في ألمانيا وفرنسا والمجرات المجاورة كالأندروميدا ، أن الذي لم يشهد حفلا ليليا ل (ودباره) على رمال سقاها الغيث مبكرا أو بعد مطر الرُشاش الرشَه، كما جاء في شهادة ودعباس، فقد ظلم نفسه ، فقد أكدوا بالإجماع أنه ستبقى رويحة الهاويه يا مجافية وجاني بريدو طاير يحمل لي بشاير وسائل خالدة في الخاطر وناجعة للتخاطر والتلبثة رغم أنف الإيميل والأرامكس والطرود الجافه ومؤلفات آرثر فيندلي في عالم الأرواح، وأن اللهيجا سُكر الضامر قواما ست الفريق الطاعم كلاما حسمت مسابقات مِس وورلد في فنزويلا قبل أن تبدأ. هل سمعتم بزول يغني لضابط السجن؟ لعمري إنها أغرب معارضة لأطلال ناجي القائل: اعطني حريتي أطلق يديا ولطلب ريتشارلس الخالد إلى المعشوقة قِدريشنّه الحلاتا قدريشنه Unchain my heart, set me free

هم الكرادفة وربوعم وبقاعهم ، رغم الضنى وهجر الحبيب، ناس اندريه القيافه وحكاماتهم ناس فاطنه الباتيل ، تحزم حقائبك ناويا الرحيل فيصدروا قرارا إداريا يلغي قرارك بسؤال في مقطع واحد (شقيقش قولي يا مروِّح) ؟؟

صدقوني ، عشق تلك البطاح لا علاج له ولا لقاح؟.أأ

التعليقات مغلقة.