هل تخطط قناة الجزيرة للوقيعة بين الشعب والحكومة؟

هل تخطط قناة الجزيرة للوقيعة بين الشعب والحكومة؟
  • 01 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

شهدت الأيام الماضية اخبار مضللة من قناة الجزيرة ضد الحكومة الانتقالية ، أخطرها تقريران ، الاول تحدث عن نية الحكومة الانتقالية بيع ميناء بورتسودان لشركة موانيء دبي ، والثاني تحدث عن نقل جنود سودانيين عبر طائرة إماراتية لدعم احد الأطراف المتقاتلة في ليبيا . القاسم المشترك بين الخبرين هو إسم الامارات ، في التقرير الأول شركة موانيء دبي وفي الثاني طائرة إماراتية، هذا يؤكد ان القناة تريد الزج بالسودان غصبا عنه وباساليب ملتوية في صراع قطر مع الامارات ، خدمة لاجندتها قطر في الصراع الخليجي من جهة ، وخدمة لأجندة تنظيم الإخوان المسلمين العالمي الذي يتخذ من قطر مقرا ومحمية لقياداته من جهة أخرى .

قناة الجزيرة عليها ان تفهم ان تنظيم الحركة الإسلامية قد أسقطته ثورة شعبية لم يشهد السودان لها مثيل ، ثورة شارك فيها الشعب السوداني باجمعه ، صغيرا وكبيرا، رجلا وامرأة، ثورة ظل فيها الشعب لشهور عدة في الشوارع حتى انتزع النصر ، و بالتالي لن يسمح هذا الشعب بعودة هذا التنظيم للحكم مرة اخرى ، خاصة بعد فظائع الفساد والظلم والانهيار الذي حدث في بنية الدولة السودانية على يديه ، ولا يخفى على الشعب السوداني توجه القناة الإخواني وسعيها لإعادة دورة الحياة لتمكين الشق الثاني من الإخوان المتمثل في المؤتمر الشعبي ، وهي أحلام ( زلوط ) ليس الا .

يعاني السودان تاريخيا بشدة من التنظيمات العالمية اليمنية واليسارية ، فهي تنظيمات ليست وطنية بل إقليمية جهوية كاحزاب البعث العربي ، أو عالمية كتنظيم الإخوان المسلمين والشيوعيين ، الأفكار معلوم انها ليست مقيدة ببلد ولكن حين يتخطى التنظيم السياسي مرحلة الإيمان بالفكرة فقط إلى مرحلة التنسيق عالميا او إقليميا مع الأحزاب والكيانات والدول التي تحمل ذات الفكر ، يتحول الحزب السياسي من حزب وطني إلى حزب قاري أو عالمي ، وهي صفة تجعل أسرار البلاد عرضه للنقاش خارج إطار الوطن وفي لقاءات تضم أحزاب مشابهة من دول أخرى، هذا غير العون والسند الذي يجده هذا الحزب من الخارج لتنفيذ أجندته السياسية والفكرية وهو ما يعتبر خيانة وطنية ، وتنظيم الحركة الإسلامية هو المثال الأكيد والاشهر على هذا النوع من الخيانة الوطنية ، فقد استفادت الإنقاذ عبر سنوات حكمها الثلاثين من دعم التنظيم العالمي بالمال والسلاح والرجال ، وهي ذاتها الأسباب التي تقود قناة الجزيرة للوقيعة بين الشعب السوداني والحكومة الانتقالية التي عزلت كل تنظيمات الحركة الإسلامية من المشاركة فيها بعد إسقاط الإنقاذ.

الإعلام أصبح سلاح فتاك في عالم اليوم ، القنوات الفضائية تدخل البيوت بلا استئذان ، بلا جواز مرور، يشاهدها الجميع ، يمكنها أن تغير الحقائق الراسخة في الأذهان ، تشوه الحقائق ، تعيد ترتيب العقول بطريقة جديدة مغايرة لما يجب أن يكون عليه الحال ، وهذا ما تسعى إليه قناة الجزيرة هذه الأيام، الربط بين الحكومة الانتقالية والإمارات لتغذية مشاعر قديمة عند قطاع من الشعب يعتقد أن الامارات تسير المكون العسكري في السلطة الانتقالية ، الخطة ان تنفذ القناة من خلال هذه المشاعر لتحويل الشكوك إلى حقيقة ، ثم تطوير الحقيقة لاحتجاج والاحتجاج لثورة وإلباس الثورة ثوب مخالف لعقيدة الامارات وهل من ثوب مخالف أفضل من الاسلام السياسي ؟!


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.