بعد عـامٍ على المجَزرة، ما زال القَـتََلَةُ يمِدُّون علينا ألسِـنتَهم !!

بعد عـامٍ على المجَزرة، ما زال القَـتََلَةُ يمِدُّون علينا ألسِـنتَهم !!
  • 23 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

د. بشير إدريس محمدزين

• في صبيحةِ مثلِ هذا اليوم بالضبط من العام الماضي، كان السودانُ كلُّه قد إستيقظَ غارقاً في مأتمٍ عظيم..وكان صباحُ ذلك اليوم مُراً، وباكياً، وفاجعاً..وكان الموتُ الأسودُ ينشرُ بؤسَـه الكالح في كل مكانٍ وبيت من ربوع بلادِنا العريضة !!
فلقد سحقت قواتٌ نظاميةٌ، بزيٍّ عسكريٍّ سوداني “ولكنها مجهولة الهوية، وآتية من السماء” سحقت الثوار الشباب، الذين كانوا قد إعتصموا ببوابات قيادة “قواتهم المسلحة” ليحرسوا مكتسبات ثورتهم التي بذلوا فيها دماءهم وأرواحهم.. سحقتهم أمام الناس، وأمام العالم كلِّه، تماماً كما يسحقُ أيُّ عسكريٍّ متغطرس، أيَّ سربِ نملٍ تافه، يأتي به حظُّه العاثر تحت كعب بوتِه المُحَرشَف !!

• سحقت تلك القوات العسكرية “القادمة من السماء” البناتِ والأولاد، وكلَّ من صادفها من الثوار، ومزَّقت خيامهم، وثيابهم، وبناطلينهم، وكرامتهم، ثم بدأت بإغتصاب البنات، ثم، ولأول مرة في تاريخ أي (قواتٍ عسكريةٍ سودانية) دلفت من ثمَّ إلى الأولاد وأغتصبتهم بأشدَّ مما إغتصبت البنات، ثم قتلت من قتلت، ورمت بهم إلى بطن النيل، ثم أحرقت الخيام ختاماً، وهي تشتِمُ من إعتقلت وتقهقه، وتتصايح بالنصر، وتتلذذ، ثم أنسحبت بعد ذلك إلى السماء حتى لا يستدلَّ عليها أحد، وكل ذلك كان تحت نظرِ العالم !!

• ولأن تلك القوات الذكية كانت تعلمُ أنْ ليس بحيلة أحدٍ أن يهتدي إلى دربِ السماء، ولأنها تعلمُ أن لجنةً غشيمةً ستتشكل من بعد، وستأتي تجرجرُ أرجلها “وتتنايص” بحجة إجراء التحقيق، فأختارت تلك القواتُ أن تتلاشى “خلف السحاب في طريقها إلى السماء” !!

• والذي حدث بعد ذلك هو بالضبط ما توقعته تلك القوات العسكرية السودانية الذكية، المنسحبة بعرباتها وعتادها إلى السماء، فلقد تشكَّلت اللجنةُ الغشيمةُ بالفعل، وجاءت تجرجر “رجلينها” بالضبط، “وتنايصت”، وكما تخيلتها تلك القواتُ بالضبط، وها هي ذكرى ذلك اليوم الأسود المشؤوم تأتي ولا يعرفُ أحدٌ أين تلك اللجنة، ولا ماذا فعلت وتفعل، ولا إلى أين قادها قدماها وهي “تجرجرهما بنياصة” مثلما توقعت تلك القواتُ “الآتية من السماء” بالضبط !!

• إنَّ ما يجعلُ طعمَ هذه الذكرى مُرّاً كالحنظل، وما يجعلنا نستعيدُ كابوسَـها كما لو أنها حدثت هذا الصباح، أنه، وبعد مُضِي عامٍ كامل، ما زالت دماء الشهداء متناثرة في كل مكان لم يمسحها أحد، وما زالت الأشلاء والجثث في مكانها، وما زال المفقودون، والجرحى، والمُنتَهكون على ما كانوا، بل لم يساعد أحدٌ حتى الآن مَن أغتُصِبوا من الثوار، البنات والأولاد، على القيام على حيلهم، ومسح الأقذار من أعقابِهم، وإرتداء ملابسهم الداخلية لسَتر خوَر، وضعف، وعورتي حكومة الثورة، مع لجنتِها التي تُجِرجِرُ قدميها !!

التعليقات مغلقة.