الدقير على خطى المهدي

الدقير على خطى المهدي
  • 27 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

بعد فترة ليست طويلة من الدعوة التي قدمها حزب الأمة القومي لإعادة هيكلة الحرية والتغيير ، جاء الدور على حزب المؤتمر السوداني ليواصل في ذات الاتجاه الداعي الى صيغة جديدة لقوى الحرية والتغيير ، مبنية على مؤتمر تداولي يتفق فيه على الأوزان والتمثيل ، ولم يقف حزب المؤتمر السوداني هنا بل اذهب أبعد من ذلك وطالب بإجراء تعديلات على الحكومة الانتقالية في مستوياتها الوزارية والسيادية .

هكذا يكون الحزبان الكبيرات في كتلة نداء السودان ( حزب الأمة والمؤتمر السوداني ) قد أعلنا عن مواقف متقاربة تجاه قضايا الحاضنة السياسية والحكم ، بينما مازالت بقية كتل قوى الحرية وللتغيير صامتة ، ولكنه صمت لن يطول ، وسنسمع في الأيام القادمة طروحات جديدة من أحزاب سياسية أخرى وكتل ، فالواقع السياسي الراهن لم يعد يحتمل الصمت ، الفشل في إدارة الدولة واضح كالشمس في رابعة النهار ، والمشاكل في جسد الحرية والتغيير لم تعد محتملة .

الاستاذ عمر الدقير قال ( لا بد من تقوية المكون المدني في مجلسي السيادة والوزراء، ولو استدعى ذلك تغيير الأشخاص في المجلسين ) ، وهي مطالبة موضوعية في ظل الفشل الذي لازم أداء المدنيين في مجلسي السيادة والوزراء ، على صعيد المجلس السيادي يبدو التعايشي وود الفكي وتاور هم الأكثر نشاط وديناميكية ، بينما بقية المدنيين لا تكاد تسمع لهم صوتا . على مستوى مجلس الوزراء يبدو أن قيادة المجلس نفسها الممثلة في شخص الدكتور عبدالله حمدوك تعاني من الضعف والتردد في اتخاذ القرارات ، ومن الوزراء يتصدر فشل وزير الداخلية في فرض الحظر على المواطنين بالاضافة ألى فشل وزير الصحة في إدارة الازمة الصحية ،وغالبا سيكونان ابرز المرشحين لمغادرة مقعد الوزارة ، بالإضافة إلى وزراء لا يراهم احد ولا يسمع عنهم احد كوزير الزراعة .

  الفترة الانتقالية الراهنة تماثل دورة حكم انتخابية، فهي تبلغ ثلاث سنين ونصف ، وهي فترة طويلة ، ويمكن فيها إنجاز كل شيء اذا توفرت في مقعد رئاسة الوزارة شخصية تتمتع بالقبول والفاعلية التنفيذية والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة ، حمدوك يمكن أن يكون وزير مالية أو وزير خارجية ولكنه لا يرقى ليكون رئيس وزراء لهذه الفترة الانتقالية الحرجة التي تحتاج شخصية بمواصفات خاصة ، الأستاذ عمر الدقير هو الرجل المناسب لهذا المنصب ، فالرجل محنك وشجاع ولا يعرف التردد ولا الرمادية وفوق ذلك مقبول داخليا وعالميا .

النقطة الوحيدة في رؤية المؤتمر السوداني التي خالف يها رؤية حزب الامة القومي هي الدعوة إلى تمديد الفترة الانتقالية بحجة السلام ، وهي نقطة يرفضها حزب الامة .

لا يمكن التعامل مع رؤية حزب المؤتمر السوداني بانصرافية ، فهي رؤية من حزب فاعل في الثورة وديناميكي ، لا يمكن تخطيه او تناسيه . حشد الشارع وتجييشه ضد حزب المؤتمر السوداني بعد مطالبته بتعديل حكومي ، متوقع بنسبة كبيرة ، ولكنه سيفشل بكل تأكيد لأن الواقع الاقتصادي المنهار يمثل دليلا حقيقيا يعايشه الناس كل صباح على صحة تحليل حزب المؤتمر السوداني ومن قبل حزب الأمة القومي.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.