هل يعقل ان يثور الشعب ضد ثورته؟

هل يعقل ان يثور الشعب ضد ثورته؟
  • 24 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

غازي البدوي


يوم 30 يونيو ارتبط باسو أ فترة حكم مرت على السودان بما خلفته من دمار وخراب وفساد واستبداد وقتل وتعذيب واغتصاب وانتهاك لحقوق الانسان وعبث بالدين وتشويه للاسلام وتمزيق للوطن لذلك لايمكن لمواطن سودانى ان يحرص على احياء ذكرى يوم كهذا خصوصا الثوار .اذن من هم الذين يحرصون على احياء ذكرى هذا اليوم؟

لا احد غير الكيزان وانضم اليهم الشيوعيين الذين تحالفوا معهم فى 2005 بعد اتفاقية القاهره. اذن لماذا يسير خلفهم المغيبون الغافلون؟

يتشارك الشيوعيون والكيزان كراهية المهديه وكل ماله ارتباط بها ويكرهون الامام الصادق المهدى بشكل اشبه بالحالة المرضيه وماكان للسودان ان يكون دوله لولا الثورة المهدية التى صنعت له اسما وجعلته علما وبذلك يتوافقون مع مصر التى تعتبر المهديه عدوها الاول لانها حررت السودان من الحكم التركى الانجليزى المصرى وكانت تحلم بان ترث السودان واهله فتبيع الذهب الذى فى باطن الارض والبشر الذين على ظهرها.

تعتبر مصر الامام الصادق الخطر الوحيد الذى يهدد طموحاتها ليس فقط فى الاستيلاء على السودان بل كذلك على مياه النيل فقد الف كتابا بعنوان مياه النيل الوعد والوعيد حذر فيه من استبعاد دول المنبع من المشاركة فى القرارات التى تتعلق بنهر النيل ولكن مصر تراه ملكا لها وحدها اما بقية الدول الافريقيه فهم كالعير التى تموت فى البيداء عطشا والماء فوق ظهورها محمول وترى الافارقة قرود لايحق لهم الدفاع عن حقوقهم كما صرح بذلك احد مسؤوليهم.

سعت مصر لاجبار الامام الصادق المهدى لتسليم نفسه للبشير الذى فتح ضده 10 بلاغات اغلبها عقوبته الاعدام عندما منعته من دخول اراضيها لانه لم يمتثل لامرها بعدم السفر والمشاركة فى اجتماع نداء السودان الذى كان يترأسه فى ذلك الوقت فغادر الى لندن ليعود منها فى نفس يوم اندلاع ثورة ديسمبر المجيده متحديا البشير وبلاغاته مع العلم بان تزامن يوم عودته ليس مصادفة لان تاريخها كان محدد مسبقا.

تحرص مصر على اتباع سياسة تجنيد العملاء وشراء الذمم ليس الافراد فقط ولكن حتى الاحزاب والكيانات الدينيه مثل طائفة الختميه التى عاد مرشدها مع حملة كتشنر كضابط استخبارات ومن بعد اسست حزب سياسى مع اسماعيل الازهرى كان شعاره السودان تحت التاج المصرى ولم تقف عند هذا الحد بل صدرت للسودان الاخوان المسلمين والشيوعيين اعداء الامس حلفاء اليوم لذلك فهى لن تيأس من السعى لاحتلال السودان طالما لازال هنالك سودانيون يتآمرون ضد وطنهم وجاهزون لبيعه بابخس الاثمان .

فمصر بعد هزيمة مشروعها باعلان استقلال السودان استطاعت ان تحول وجهة انقلاب عبود الى صالحها عبر انقلاب داخلى لتضيع حلفا وتغرق ويشرد اهلها لاجل سواد عيون مصر ويستعدى الانقلابيون الانصار ويقتلون منهم 12 فردا فى ليلة قفلة المولد 1962 وتدبر انقلاب مايو الشيوعى الذى نفذ لها الابادة الجماعيه للانصار فى الحزيرة ابا وودنوباى واغتال امامهم ورفيقيه فى الكرمك وهم اسرى لايحملون سلاحا .دبرت كذلك انقلاب الانقاذ وسارع حسنى مبارك لزيارة الخرطوم فى ثانى ايام الانقلاب لتثبيتهم وطالب الدول العربية والاروبية بالاعتراف بالانقلاب فاعترفت به السعودية والعراق وليبيا وكان رؤساء هذه الدول والملك السعودى يعتبرون السيد الصادق المهدى عدوهم الاول وكذلك بعض الدول الافريقية ليكتشف حسنى مبارك انه كان غبيا ودعم الد اعدائه وملكهم السلطة فى السودان ولكنه استطاع تطويعهم لاحقا بعد تدبيرهم محاولة اغتياله الفاشله لياتى السيسى ويكمل المشوار ويجبرهم على بيع اراضى الشماليه ويفرض عليهم تشييد سدود دال وكجبار والشريك لدرء الاطماء عن بحيرة

السدالعالى وليس للسودان اى مصلحة من تشييد هذه السدود بل يتضرر منها لانها ستدمر مدن وقرى وتشرد سكانها.

اندلعت ثورة ديسمبر وكانت لوحة الاعتصام زاهيه تزينها صور حميدتى عرفانا له لنصرة الثورة وحمايتها ولكن سرعان ماتحرك الشيوعيون وعكسوا المشهد بالتصعيد البليد والمشاكسة وهياؤا للكيزان فرصة لالتقاط انفاسهم فاندسوا وسط المعتصمين بعد ان غادر اغلب الثوار ساحة الاعتصام لتمتلئ بالفلول والعصابات وبدا تشويه الثوره لتاتى كارثة فض الاعتصام الذى كان يعلم به الحزب الشيوعى حسب افادات ومضه ويستثمرها بكل الخبث ليحول حميدتى من بطل وشريك اصيل فى الثوره الى مجرم قاتل زورا وبهتانا وافكا .

تغول الحزب الشيوعى على حكومة الفترة الانتقاليه ولكنه غير راضى عنها لانها لاتوفر له الانفراد لسن قوانين القهر والاستبداد التى لاتتم الاعبر حكومة انقلاب لذلك ظل يسعى للانقلاب ولكنه حزب صغير حقير ومعزول وليس بمقدوره اكثر من احداث زوبعة فى فنجان فاستنجد بحلفائه الكيزان فبينهما مشتركات عده فتم اختيار 30يونيو الثانيه لابقاء ذكرى انقلاب الكيزان حيه حتى ان نجح الانقلاب يكون فيها وتمحى الثورة للابد.فشلت تلك المحاولة ومحاولات الزخف الاغبر حتى حل شهر يونيو فحددوا 30 يونيو الثالثه فى ظرف جعل الحزب الشيوعى فى وضع مضحك فهو الحزب الحاكم الذى يخرج متظاهرا ضد حكومته ويرفع مطالب عجز هو عن تنفيذها وهو قابض بتلابيب السلطة !!!
يتوقع التحالف الشيوكوزى ان تمتلئ الشوارع بالمتظاهرين فهم قد استطاعوا ان يجعلوا الاسعار فى حالة ارتفاع وان يعيدوا صفوف الخبز رغم توفر الدقيق والغاز واضافوا لذلك قطوعات الكهرباء ولكن فات عليهم ان الشعب لن يخرج لاسقاط ثورته ليعيد من ثار ضدهم واقتلعهم الى السلطه وهو قد ذاق الامرين على ايديهم من اعتقال وتعذيب وتشريد وذل واهانه. هل يظنون ان الشعب نسى معاناته ايام حكمهم وهذه الازمات التى يفتعلونها اليوم قد بدات فى عهدهم لدرجة حرمانهم من سحب اموالهم من البنوك؟ هل يمكن ان يخرج الشعب فى 30 يونيو ليعيدهم للسلطة وبيانات لجنة تفكيك التمكين التى لم تفتح بعد كسر من المائة من ملفات فسادهم؟
ثار الشعب ورفع شعارات حرية سلام وعداله ومهر ذلك بالارواح والدماء ولن يسمح لاحد ان يتاجر بها فلحظة الثورة ساعه ولكن البناء يحتاج الف ساعه وقد بدأت بشائر جنى ثمار الثورة تلوح فزيادة الاجور التى يعارضها الحزب الشيوعى اعادت للعمال والموظفين كرامتهم ونجاح الموسم الشتوى حقق اعلى انتاجيه فى تاريخ السودان ومباحثات السلام ماضيه والحريات مكفوله والقانون يطبق بلا استثناء ولاتجاوز لذلك فليعلم هؤلاء ان الشعب حارس لثورته ليس بالهتاف والنواح والعويل ولكن بالعمل والصبر والمصابرة والتفاؤل والامل باعادة بناء وطن يستوعب كل ابنائه بلا اقصاء ولااستعلاء ولاتمييز.

الوسوم غازي-البدوي

التعليقات مغلقة.