وحي الفكرة-السودان …رهان المخابرات الخاسر

وحي الفكرة-السودان …رهان المخابرات الخاسر
  • 27 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة


ربما كانت مخابرات بعض الدول في المحيط اﻹقليمي للسودان قد أكملت العدة لتوظيف صراع التيارات بالتركيز علي توظيف معلوماتها حول الصراع المزمن بين تيار اليسار المتطرف وتيار اليمين اﻷكثر تطرفا مع إستغلال رغبة فلول المنتفغيين المتحفذين ﻹسقاط الحكومة اﻹنتقالية ومن ثم كنس آثار الثورة تماما، ورهان شبكات التخابر يعتمد علي نزول تيارات مختلفة من الحشود متباينة التوجه الي الشارع وإنتظار حدوث إحتكاك يمكن توظيفه لتصعيد مواجهات تقود للفوضي وتسمح بتسلل دول بعينها تتيح لها فوضي الصراع في السودان اﻹنتصار في معركة المصالح الحيوية المحتدمة داخل اﻷقليم.

وعلي الرغم من أن رهان المخابرات علي توظيف اﻹحتقان لصالح مخططاتها يبدو قريبا من التحقق بمعطيات خطط التآمر اﻹ أن ذلك لن يتحقق في السودان بسهولة، وأن رهان المخابرات اﻹقليمية سينتهي الي الخسران المبين..
لسبب بسيط هو أن البناء الروحي والخلفية النفسيةوالثقافية والعرفية للإنسان السوداني عصية تجاه اﻹنحراف للعنف والتصفيات الدموية، وثمة معلومة غير مكتشفة لتلك المخابرات وهي أن السواد اﻷعظم للشارع السوداني اليوم وهم شباب الثورة لا تستطيع جهة إستقطابهم وتوظيف حشودهم لصالح خططها وأستخدامهم كأداة لحسم الصراع…

لن تكسب المخابرات اﻹقليمية رهانها وإن توفرت عناصر وأسباب اﻹحتكاك والصدام… مثل ضوائق المعيشة والغلاء الفاحش وضعف الخدمات الضرورية وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا وغياب هيبة الدولة في كثير من المواقع الحساسة وتكرار اﻹعتداءات علي الحدود وتباطوء السلطات العدلية والقضائية ولجانها في حسم أهم مطالب الثوار وعلي رأسها حق الشهداء وكشف ملابسات فض اﻹعتصام وضبابية مفاوضات السلام وغيرها من قضايا أخري مهمة جدا وهي إقتراب رئاسة الشق المدني لمجلس السيادة وأستعداد بعثة اﻵمم المتحدة للسفر الي السودان بمجرد إنحسار اﻹصابات بجائحة كورونا والتي بدأت معدلات اﻹنخفاض بالفعل..

ستخسر الجهات المتآمرة علي السودان علي الرغم من بروز الخلافات بين الشيوعيين واتضحت الخلافات بين منسوبي نظام اﻹنقاذ وتباينت وجهات النظر بين مكونات الحرية والتغيير وحدثت تجاذبات داخل إتحاد المهنيين..
وﻵن ارادة شباب الثورة وصناعها الحقيقين أقوي ومؤهلة تماما لفرض رغبتها وﻹقتناع كل التيارات المتنازعة بإن الفوز والنجاح لن يتحقق اﻹ عبر شباب الثورة وهم اﻵن يشكلون الشارع الضاغط والصوت القوي والممثل الحقيقي للشعب السوداني..

ولذا من المستحيل أن تتمكن المخابرات من تفجير حقل ألغامها ﻹحداث الفوضي في السودان.

التعليقات مغلقة.