هكذا فشل مخطط نسف الانتقالية في ٣٠ يونيو

هكذا فشل مخطط نسف الانتقالية في ٣٠ يونيو
  • 04 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

لجان المقاومة المستقلة أعلنت بصورة واضحة ان مليونية ٣٠ يونيو هي مليونية مطالب محددة ودعم لحكومة حمدوك ، هذه اللجان كتبنا من قبل عن احباطها لمحاولات لاختراقها من قبل بعض التنظيمات السياسية ومن سكرتارية تجمع المهنيين ( الجديدة ) . الاختراق كان يستهدف بصورة واضحة تنفيذ مخطط يهدف إلى استخدام المليونية لنسف الشراكة التي بنيت على اساس الوثيقة الدستورية.

تم البدء في تنفيذ المخطط منذ لحظة توقيع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية في اغسطس من العام الماضي ، أنصار هذا التيار اعتبروا توقيع الاتفاق انتصارا ساحقا عليهم من قبل قوى ( الهبوط الناعم ) ، وظلوا يسعون بكل ما يملكون من أجل الانتصار لأنفسهم ولو أدى ذلك لنسف الفترة الانتقالية ، لانجاز اهدافهم يحتاجون للجماهير ، من أجل حشد الجماهير لهذا المخطط سعوا إلى الاستيلاء على المؤسسات الجماهيرية وهي تجمع المهنيين ولجان المقاومة . الاستيلاء على تجمع المهنيين سيمكنهم من تسيير الجماهير كما يريدون عبر صفحة التجمع ، اختراق لجان المقاومة سيمكنهم من تسيير الجماهير على الأرض كما يريدون .

التخطيط للاستيلاء على تجمع المهنيين تم البدء فيه منذ وقت مبكر ، عبر إضافة كيانات لا تمثل سوى أعضاء يعدون على أصابع اليد الواحدة ، وعبر رفض اضافة كيانات أخرى بصورة انتقائية ، ثم عبر اتهام شخصيات معينة في سكرتارية التجمع وقيادة خط اغتيال لشخصياتها من أجل فك ارتباط الجماهير الوجداني بها ومن ثم ابتلاع الانقلاب عليها جماهيريا . اكتملت الخطة بالتكتل السياسي في انتخابات التجمع للسيطرة الكاملة على السكرتارية، رفضوا انتظار تقارير الدورة ، رفضوا انتظار اجازة اللوائح الداخلية، وأصروا على الانتخابات فقط ( هسع ناوو ) . لا يمكن أن تلصق تهمة بشعة باشخاص في تجمع مهني مستقل أكثر من اثبات تكتلهم مع سبق الإصرار والترصد من أجل اختراق هذا الجسم المهني سياسيا وتحويله من جسم يمثل الجميع إلى جسم يمثل فقط حزب سياسي واحد ، هذه الجريمة هي ما أوجبت الوقوف أمام هذه السرقة وهذا الاختراق الفاضح وإعلان ستة أجسام رفضها هذا الاختطاف السياسي للتجمع .

بعد استلامهم لتجمع المهنيين وصفحته واختراقهم لبعض لجان المقاومة، بدأ تنفيذ مخطط مليونية ٣٠ يونيو الخطير ، أوكلت للجان المقاومة المخترقة مهمة قيادة المواكب خارج المسارات ، ثم أوكل للسكرتارية الجديدة عدم الاستجابة لنشر بيانات لجان المقاومة التي سوف تخرج مطالبة الجماهير بالرجوع للمسارات . كان الهدف من الخروج عن المسارات احداث عنف مع القوات العسكرية يجر إلى إطلاق نار ووقوع ضحايا، مع وقوع الضحايا تتجه السكرتارية الجديدة عبر صفحة التجمع للتصعيد وتطلب من الجماهير الخروج للدفاع عن الثورة ،مع ازدياد العنف يتم توجيه الجماهير عبر لجان المقاومة وعناصر التيار السياسي المعروف للاعتصام أمام البرلمان في امدرمان وأمام مجلس الوزراء او القيادة العامة للجيش في الخرطوم . مع بداية الاعتصام تواصل صفحة التجمع التصعيد وتصل لمطلبها النهائي فض الشراكة مع العسكر وإلغاء العمل بالوثيقة الدستورية .

كان المخطط يمضي بصورة ممتازة حيث استطاعت بعض اللجان والعناصر المخترقة قيادة المواكب خارج المسارات ، حين شعرت بذلك لجان المقاومة أعلنت من فورها عودة الجماهير لمنازلها وأرسلت البيانات لنشرها عبر صفحة التجمع، ولكن السكرتارية الجديدة لم تنشرها، كان الوضع على الأرض يتحرك بسرعة نحو الصدام كمثال اخترقت بعض العناصر موكبا بشارع المطار محاولين قيادته لمجلس الوزراء واشتبكوا مع القوات النظامية المرتكزة في لفة الجريف ، اجبرت القوات لاستعمال الغاز المسيل للدموع ثم اضطرت للرجوع للخلف حتى مدخل المطار عند وكيل التويوتا ، تكررت المحاولة للمرة الثانية وأرغمت القوات على الرجوع حتى المركز الطبي الحديث ، بينما في امدرمان أعلنت العناصر المخترقة للمواكب الاعتصام أمام البرلمان امام دهشة الجميع .

كانت كلمة السر في هذا المخطط هي صفحة تجمع المهنيين ، فهي التي تمنع نشر بيانات رجوع المواكب وهي من عليها اعلان الخروج للدفاع عن الثورة ثم هي من عليها اعلان الاعتصام ثم هي من عليها اعلان فض الشراكة وإلغاء الوثيقة الدستورية. كانت السكرتارية الجديدة لتجمع المهنيين ملتزمة تماما بخط التصعيد والصدام والبلبلة ، ولكن من يلتزمون جانب الوطن موجودون ايضا ، تم تجريد السكرتارية الجديدة من صفحة التجمع ، ثم مباشرة تم نشر بيانات لجان المقاومة الداعية إلى عودة المواكب إلى المنازل بعد خروجها عن المسارات ، وتم عزل العناصر التي تنفذ في المخطط على الأرض وفشلت مخططاتها .

حين تم استلام الصفحة جن جنون السكرتارية القديمة فكل شيء تم التخطيط له قد انهار ، حاولوا بشتى الطرق تهكير الصفحة ففشلوا ، ثم لجأوا إلى عملية لا أخلاقية حين ذهبوا بمعاونة احد العاملين في شركات الاتصالات إلى استخراج شريحة مندوب الصيادلة في تجمع المهنيين ظانين انه ادمن من أجل إعادة السيطرة على الصفحة ومواصلة المخطط ، ولكنهم فشلوا ايضا . فلم يبق امامهم الا البكاء والثكاليب واتهام الذين افشلوا مخططهم بالسرقة والانقلاب .

المواطنون الذين مازالوا يشككون في أهداف ودوافع استلام صفحة التجمع هذه هي الحقيقة عارية : تم استلام الصفحة بغرض حماية الأرواح واستكمال المليونية بسلاسة والدفاع عن الثورة وحماية حكومة حمدوك ولا شيء اخر ، ولكم ان تراجعوا الصفحة الرسمية لتجمع المهنيين التي انزلت بيانا بعد استلام الصفحة توضح فيه السبب ، ثم راجعوا صفحة مندوب لجنة الصيادلة المركزية أمين مكي وهو يعلن عن سرقتهم لشريحته، ثم راجعوا الصفحة الشخصية على الفيسبوك للسكرتير الإعلامي لتجمع المهنيين الجديد حسن فاروق واطلعوا على هاشتاقه الثابت من لحظة انتخاب السكرتارية الجديدة وانكشاف مخططها السياسي هاشتاق ( لم تسقط بعد ، تسقط تالت ) واخيرا راجعوا صفحات لجان مقاومة امدرمان وكرري وغيرها لتطلعوا على بيانات عودة الجماهير لاختراق المواكب ، واسألوا الجماهير التي كانت جزء من موكب شارع المطار عند لفة الجريف والجماهير التي وصلت امام البرلمان في امدرمان والدعوة التي وصلتها للاعتصام هناك حتى تصحيح مسار الثورة . وكما قيل فإن الخرطوم لا يخفى فيها خبر ، ومن أراد الوصول إلى الحقائق فما أسهلها.

انتهت المليونية على خير ، وحققت اهدافها المطلبية ووصلت رسالتها للحكومة الانتقالية ووعدت بالرد عليها ، بينما انهزمت شلة ( لم تسقط بعد ، تسقط تالت ) وباءت بخسران عظيم .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.