دكتور البدوي .. اسمعنا مرة

دكتور البدوي .. اسمعنا مرة
  • 08 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


بالرغم من انني كتبت في هذه الصفحة من قبل ان زيادة المرتبات لن تؤثر سلبا على اسعار السلع والخدمات بزعم ان هناك مليارات كثيرة كانت تدفع كمرتبات وحوافز لاعداد موهلة من الوزراء ووزراء الدولة والمستشارين والدستوريين في المركز والولايات من النظام السابق .
وهناك ابواب كثيرة من الصرف الغير مبرر قد أقفلت ( او هكذا نفترض) . وان اي زيادة في مرتبات العاملين في الدولة قطعا ستأتي من هذه المليارات التي تم توفيرها من هذه البنود .

ولكن يبدو اننا أخطأنا التقدير واحسنا الظن في وزير ماليتنا الهمام . ولكن يظل السؤال قائما لوزير المالية …… اين اختفت تلك المليارات ؟؟!! هل من اجابة ،,؟؟!!

وزير المالية الذي يصر بشكل غريب ان مبلغ الدعم الذي تنوي المالية توزعه على محدودي الدخل سينتشل هذه الاسر من براثن الفقر . لدرجة ان وزير المالية يتحدث أحيانا ان
80 % من ابناء هذا الوطن ستصلهم هذه الاعانة الشهرية بواقع 500 جنيه للفرد الواحد..
ولا ادري هل نسى الوزير او تناسى ان هذه ال 500 جنيه هي قيمة 100 قطعة خبز بعد ان يطبق زميله والي الخرطوم تسعيرة الخبز التجاري !!! . وقصة الخبز التجاري ( اسم الدلع لرفع الدعم اذا كان هناك دعم من اساسه) وسنفرد له حيزا خاصا في مقبل الايام .

نعود لقصة دعم الاسر .. ونقول ..في ظل هذا الارتفاع الجنوني في اسعار السلع .. ماذا يعني ان تمنح الفرد 500 جنيه شهريا وبافتراض اسرة مكونة من 6 افراد هذا يعني ان الدعم الشهري سيكون 3000 جنيه . وبإجمالي 36000 جنيه في السنة .

ايهما اجدى يا وزير المالية ان أمنحهم هذا المبلغ نقدا ام ان اشتري لهم عشه بها 40 دجاجة اذا كانت الاسرة في الارياف او ان اشتري لهم ماكينة خياطة اذا كانت الاسرة من سكان المدن ؟؟ هذه أمثلة وهناك المئات من المشاريع المتناهية الصغر والتي في استطاعتها اخراج هذه الاسر من دائرة الفقر المدقع الى دائرة الانتاج وهذه المشاريع رغم بساطتها الا انها اذا تجمعت تعطي دفعة حقيقية للانتاج الكلي للدولة .

دول شرق اسيا مثل ماليزيا وسنغافورة وتيلاند والبنغالديش اساس نهضتها الاقتصادية بدأت من هذه المشاريع المتناهية الصغر والتي ترونها تافه وتستصغرونها .
ولذلك فإن المثل الشعبي الصيني والذي يقول ( لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد) هذا المثل وجد الارض الخصبة عندهم وطبقوها ونجحوا ايما نجاح ..

ولكن السيد البدوي يصر ان يعطيهم السمكة جاهزة وهو يعلم جيدا واذا استمرت نسبة التضخم بهذا المستوى المخيف فانه سيعطيهم في الشهر الاول سمكة وسيفشل في الشهر التالي ان يمنحهم حتى بيض السمك .

على الدكتور البدوي ان يستمع لرأي الاقتصاديين قليلا وان لا يصر على ( ركوب الراس ) فالوضع اصبح لا يطاق وان تجريب المجرب مصيره الفشل والشعب لم يعد قادرا على تحمل المزيد من التجارب الفاشلة .
دكتور بدوي ارجوك .. اسمعنا مرة !!
حمى الله الوطن من الكورونا ومن صندوق النقد الدولي .


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.