وحي الفكرة-السودان مافيا اﻹقتصاد الوهمي

وحي الفكرة-السودان  مافيا اﻹقتصاد الوهمي
  • 28 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

نحن أمة حبيسة اﻷوهام أحيانا نصنع اﻷكاذيب وننشرها ثم نصدقها أو تصلنا من شبكات صناعة اﻷكاذيب فنستسلم ونعدها حقائق، وتلك هي مصيبتنا الكبري التي ترهقنا في معاشنا وفي معاملاتنا اليومية وتهزمنا كأفراد ومجتمعات بل ووطن
واقعنا السياسي واﻷقتصادي رهين تلك اﻷوهام واﻷكاذيب ..

قليل من التدقيق يكشف لنا بوضوح اننا ضحايا إقتصاد وهمي بكل المقاييس لا علاقة له بحركة اﻹقتصاد العالمي ونظمه المعروفة ، اﻹنتاج، الوفرة، الندرة ،العرض، والطلب، مما يدل علي أن هناك شبكات تجيد فن اﻷبتزاز اﻷقتصادي ،وهو ما يجعل اﻷقتصاد الوهمي المختلق متحكما وقادرا علي هزيمة الوطن والمواطن.

اﻹقتصاد الوهمي هو السبب وراء ارتفاع قيمة الدولار وتدهور الجنيه السوداني والسؤال الذي يكشف الحقيقة كيف يتصاعد سعر الدولار في غياب طلب الموردين وتوقف حركة السفر الي الخارج وتعطيل مواسم الحج والعمرة ؟ وإذا كانت تلك اسباب تزايد الطلب علي الدولار في السوق فمن المنطقي هبوط سعره نتيجة لضعف الطلب ، وهذا يؤكد أن حركة اﻹقتصاد الوهمي هي سيدة الموقف وان مضاربات خفية هي التي تخلق طلبا علي الدولار ..

وثمة مثال آخر يكشف بوضوح غياب اﻹقتصاد الحقيقي وسيطرة اﻹقتصاد الوهمي المختلق والمثال المؤسف هو ان المضاربين يكسبون والمنتجين يخسرون وهذا هو مايحدث في السودان دون بلاد العالم اﻷخري والسبب ان ثقافة المضاربة وهواية التجارة الجشعة متغلغلة في كل اﻷوساط فالسياسي والموظف والطبيب والمهندس والقانوني والمعلم معظمهم يمارس التجارة الخفية او السمسرة القذرة ،

والشواهد كثيرة من لدن وزير خارجيتنا في عهد حكومة سابقة والذي فاجأ مستثمرا عربيا شهيرا بطلبه عمولته بلا حياء مما تسبب في خسارة السودان ﻹستثمارات ضخمة نتيجة لرواج معلومة وسط المستثمرين ان قادة الدولة في السودان سماسرة يبحثون عن مصالهم الشخصية ولايمكن للمستثمر المخاطرة في مثل هذه الحالة، ولايزال الوضع كما هو ولطالما أن هناك بعض المسئولين الكبار في الدولة يمتلكون شركات كبري تنشط في مجال منتجات اقتصادية هامة ترتبط بالصادرات القومية الهامة.

اﻹقتصاد الوهمي هو المسئول عن تخلف السودان ومنعه من ان يكون افضل الدول الافريقية والعربية في كل شيئ ولكن بسبب شبكات اﻹقتصاد الوهمي الفاسد والذي بسببه إفتقر السودان علي الرغم من انه اغني دول العالم بموارده وهو الذي جعل وطننا الحبيب يتسول القروض والمنح بينما ثرواته المنهوبة والمهربة عبر الحدود واحيانا عبر المطارات والموانئ علنا هي سبب ثراء اﻵخرين..

المطلوب اﻵن هو التخلص من شبكات اﻹقتصاد الوهمي وسط القادة والسياسين وقادة اﻷحزاب والمؤسسات العسكرية واﻷمنية في الدولة والحركات المسلحة والمنظمات وموظفي الدولة عموما وأصحاب المهن كاﻷطباء والمهندسين والصيادلة والموردين واهل التجارة عموما،فﻻيعقل ان تكون ثرواتنا ومنتجاتنا متاحة لغيرنا خارج الحدود ومحرمة علينا بسبب الجشع ومافيا اﻹقتصاد الوهمي.

التعليقات مغلقة.