• 07 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

السودان دولة مابين السدين

  • التقارير تقول إن مايعاني منه السودان اﻵن من طوفان مياه النيل لم يحدث منذ مئة عام أو يزيد، وشهود عاصروا فيضانات النيل في العام1948 والعام 1988 قالوا إن فيضان هذا العام 2020 ﻻ يشبه فيضانات النيل بأي حال ومن اﻷحوال، بل ذهب بعضهم بعيدا ليقول ربما منع النيل في مجراه اﻷدني من اانسياب طبيعيا فأثر الاختناق في غرق المدن والقرى المتاخمة من أقصى شمال السودان والخرطوم والجزيرة وحتي ولايات سنار والنيل اﻵزرق.
    ودليل هؤلاء أن معدلات اﻷضرار تزيد كلما اتجهنا شمالاً، وتقلّ كلما اتجهنا جنوباً، اللهم الا المناطق المنخفضة المتاخمة للنيل، ولهم ملاحظة مهمة للغاية، وهي أن ما يحدث اﻵن من طوفان لمياه النيل، وفواجع كارثية للمواطنين، وأضرار عظيمة للوطن في ثرواته البشرية والزراعية، بل وحتي كنوزه اﻷثرية ، إنما هي نتيجة لغفلة الدولة، وغياب مؤسساتها القومية المسؤولة، مثل: مجلس السيادة ومجلس الوزراء ووزارة الري والقوات المسلحة، واستخباراتها، واﻷجهزة اﻷمنية الموكل اليها مراقبة بواعث الأخطار ومصادرها وأسبابها وكيفية مواجهتها، وﻷصحاب الملاحظة حول الفيضان الغريب سؤال، وهو: هل قامت الحكومة السودانية عبر أجهزتها ومؤسساتها المختصة بالتحقق الميداني بأن تقوم وزارة الري، وبالتنسيق مع سلاح الطيران بإجراء مسح دقيق للنيل، ومجراه، من حدودنا مع اثيوبيا حيث سد النهضة، وحتي حدودنا الشمالية حتي السد العالي مع مصر؟ ولهم ملاحظة أخرى، وهي أن معدلات أمطار خريف هذا العالم
    ليست أعلي من معدلات خريف العام 1988م، كما تزعم هيئة اﻹرصاد وحتي إذ ا سلمنا جدلا إنها اعلي فإنها لم تبلغ في ارتفاع معدلاتها وضعاً شاذاً وحجتهم من واقع معدلات السيول وأضرراها، فهي أقل بكثير من خريف العام الماضي.
  • ولكن هناك من يعتقد انها رسالة أي (رسالة الطوفان ) ربما كانت ربانية تنبهنا، و لتمنعنا من اانحراف عن جادة الطريق، أو مجرد التفكير في الانزلاق والتخلي عن قيمنا اﻷخلاقية الراسخة، او لربما رسالة مصنوعة ومتعمدة لتغيير موقفنا تجاه سد النهضة، رسالة تخبرنا بأننا أصبحنا بإرادتنا او بدونها دولة ما بين السدين، وهما: السد العالي المصري، وسد النهضة اﻷثيوبي، وفي كل اﻷحوال فالواقع يقول إن الغفلة حاضرة، والغياب متمدد، والعقاب محتمل، والرسالة الربانية قريبة جداً، والرسالة المصنوعة ذات الغرض واردة أيضاً.

التعليقات مغلقة.