مرحباً بالسلام

مرحباً بالسلام
  • 05 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

عمر الدقير

قاد بؤس الخيارات والسياسات تاريخَ السودان قسراً إلى مجرىً راعِف خلال العقود الست الماضية .. جاءت ثورة ديسمبر المجيدة لتعيد التاريخ لمجراه الطبيعي بانتصارها لإرادة الحياة الكريمة وجعلها السلام مطلباً أساسياً يتوسط شعارها الأثير: حرية، سلام وعدالة.

اتفاق السلام الذي تم توقيعه في جوبا يمثل إنجازاً كبيراً لأحد أهم مطالب الثورة وقوة دفع إضافية لمسيرتها، ولا بد أن يتواصل السعي حتى يكون شاملاً بانضمام بقية قوى الكفاح المسلح.

وثيقة اتفاق السلام ليست تميمةً تُعَلّق لدرء الشرور ومعالجة الأزمات، ولن تكون ذات جدوى إلا بتوفر إرادة جادة والتزام صميم لتنفيذها كي تكون مفاعيلها دعماً لتحقيق أهداف الثورة: صوناً للحرية والكرامة، وحفاظاً على وحدة الوطن وسيادته وقراره المستقل ونأياً عن أية مشاريع تقسيمية، ونهايةً لمعاناة اللاجئين والنازحين، وتحقيقاً للعدالة، وإنجازاً للتنمية، وتوفيراً لرغيف الخبز وعلبة الدواء وكتاب المدرسة، وحرباً على ثالوث الفقر والجهل والمرض .. مُمْكِنات كل ذلك متوفرة وهاجعة في واقع وطننا الزاخر بموارده البشرية والطبيعية المتنوعة، ولكنّ استنهاضها واستغلالها بحاجة لشحذ الإرادة الوطنية وتوحيدها واستلهام روح الثورة ولصدق النفوس وجسارة العقول وتضافر السواعد.

ما انقضى من عمر الفترة الانتقالية كان دون الطموح، حيث ما زالت الأزمات الموروثة من النظام المباد تراوح مكانها، بل زادت حدة الأزمة الاقتصادية حتى لم يَعُد في قوس الصبر منزع! .. الواجب الملح هو التوافق الوطني على خطة استراتيجية لمواجهة التحديات – في كل فضاءات الواقع – ومنهج إدارة علمي يتسم بالكفاءة والفعالية والنزاهة والشفافية.

مرحباً بالسلام، ولنشرع الأبواب لنسائمه.

جوبا
٣ أكتوبر ٢٠٢٠م

الوسوم عمر-الدقير

التعليقات مغلقة.