الحل في وحدة قحت وإقالة حمدوك

الحل في وحدة قحت وإقالة حمدوك
  • 11 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

قرأت في بعض الصحف الإلكترونية ان بعض لجان قحت طالبت حمدوك بالاستقالة، ثم قرأت ان لجنة تتبع للجنة أستاذة الجامعات طالبت وزيرة التعليم العالي بالاستقالة، ثم قرأت لأحد المستقيلين من وزارة الرياضة وهو يقول بأن وزيرة الشباب والرياضة فاشلة وان كل الموظفين في وزارتها مقتنعين بأنها غير صالحة لهذا المنصب ولكنهم مجبورون على أمرهم، هذا طبعا غير المطالبات المستمرة لوزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني من الجميع تقريبا بالاستقالة، هذه الدعوات بإقالة الوزراء ليست دعوات فارغة المضمون، بل هي انعكاس لما يعيشه الشعب من أزمات متراكمة لم يكن يتوقعها احد في ظل حكومة الثورة.

ننوه إلى أن رئيس الوزراء أقال سبعة وزراء منذ أكثر من شهرين ولم يعين مكانهم وزراء جدد حتى هذه اللحظة، والجميع يعلم أن حكومة يستقيل او يقال منها سبعة وزراء فهي حكومة ساقطة لا مشروعية لها ولا يجب ان تبقى، لذلك مطلوب فعلا من أجل البحث عن مخرج موضوعي للأزمات المتلاحقة والظروف الخانقة التي تمسك بتلابيب الشعب والوطن ان تحل هذه الحكومة وان يغادر حمدوك ومن معه، وتعيد قوى الحرية والتغيير تشكيل حكومة جديدة بعد الوفاء للحركات المسلحة بما تضمنه اتفاق تقاسم السلطة في اتفاقية جوبا.

الملاحظ أن قوى الحرية والتغيير في المؤتمر الاقتصادي كانت جميعها تنادي بعدم رفع الدعم وتتحدث عن سوء قرارات رفع الدعم الحكومية، وقرارات اللين الحمدوكية مع العالم الخارجي وعلى رأسه أمريكا، وهو انتقاد يثبت أن استمرار حمدوك وبرنامجه الاقتصادي الراهن سواء وافق عليه الشعب ام لم يوافق لن ينال رضا قوى الحرية والتغيير، وبما أنه برنامج اقتصادي صعب وقاسي ويحتاج مدى زمني طويل لينجح، فإن فقدانه للسند السياسي من الحاضنة السياسية سيجعله يفشل لا محالة، لذلك دعوا حمدوك يذهب ولتأتي قوى الحرية والتغيير برئيس وزراء جديد ولتطبق رؤيتها الاقتصادية التي ( فلقتنا ) بها ولنرى أثارها. فربما في برنامجهم مخرج لهذه البلاد، وبما انها فترة انتقالية فلنجرب كل الطرق التي قد تقودنا إلى النور.

مهم جدا في هذه الفترة الحرجة ان يكون رئيس الوزراء متماهي مع الحاضنة السياسية، وفي المقابل مطلوب ان تتماهى هذه الحاضنة مع أحلام الجماهير، على قوى الحرية والتغيير ان تنظم نفسها وتهيكلها وان تتسع لتشمل كل تشكيلات الثوار فهذه مطالب الجماهير، وأن يتم داخل هذا التنظيم والهيكلة استعادة وحدة تجمع المهنيين ورعاية قيام النقابات المنتخبة وقيام برلمانات الحوارات المستمرة بين الثوار من أجل تمتين الثورة والمحافظة عليها، لا خيار أمامنا سوى ذهاب حمدوك ووحدة قحت من أجل استعادة التماسك الوطني، ومواجهة الواقع متحدين كثوار. هل سننجح؟ لا ادري فالأمر مربوط بالحاضنة السياسية نفسها وبقدرة قياداتها على ترك الصراع وتجاوز الذات والذهاب نحو الوحدة من أجل الوطن، اذا نجحت قحت في الوحدة والهيكلة سننجح وإذا استمرت بهذا الترهل والفشل سيكون طريقنا صعبا ومرهقا ومجهولا.


sondy25@hotmail.com

التعليقات مغلقة.