هل أحزابنا ستقودنا للديمقراطية؟

هل أحزابنا ستقودنا للديمقراطية؟
  • 24 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

البروفيسور صامويل هنتغتون صاحب نظرية (صراع الحضارات) وأحد أكثر علماء السياسة تأثيرا في القرن العشرين، يرى ان الديمقراطية الناجحة تعتمد على وجود مؤسسات فعالة أكثر من وجود عدد كبير من الأفراد الذين يؤمنون بقيم الديمقراطية ويبحثون عن المشاركة الديمقراطية. ويسجل هتنغتون الأحزاب السياسية كمؤسسات فعالة، وهذا يعني أن دور الأحزاب السياسية في نجاح الديمقراطية أكبر من نجاح الأفراد المتفرقين مهما كثر عددهم.

الأحزاب السياسية حسب هتنغتون هي أساس حدوث أنماط التحول الديمقراطي، وفي حالتنا السياسية فإن نمط التحول الديمقراطي الاحلالي الذي يستهدف احلال طبقة الشمولية بطبقة الديمقراطية هو المتوقع، وهو يستلزم وجود أحزاب سياسية مؤمنة بالديمقراطية وبممارستها، فهل أحزابنا السياسية ديمقراطية؟ ومؤمنة بالديمقراطية؟ هل أحزابنا هي أحزاب سياسية فعلية؟ وهل أعضاء الأحزاب يعلمون ماهو الحزب السياسي؟ وهل ستقودنا هذه الأحزاب الراهنة نحو الديمقراطية بعد ثورة ديسمبر؟ دعونا نسيح في ملامح الحزب السياسي.

الحزب السياسي تعريفا هو جماعة من المواطنين تربطهم مباديء ومصالح مشتركة، يجتمعون في ظل إطار منظم، لغرض الوصول للسلطة او المشاركة فيها لتحقيق أهدافهم خدمة للوطن. للحزب عناصر خمسة رئيسية هي الاعضاء، جماهر الحزب، الأفكار المشتركة، الأهداف، التنظيم، والسلطة الوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها ليكون الحزب قادرا على تنفيذ برامجه و سياساته المعلنة.

التحديات التي تواجه الحزب السياسي هي عناصره نفسها، كلما كانت عناصر الحزب واضحة ومترابطة وبسيطة المفهوم كان الحزب ناجحا في تنفيذ الأهداف. فضاء عمل الحزب السياسي هو تطوير عناصره الخمسة للفوز بالانتخابات والوصول للسلطة بالطرق السلمية، وهذا الجهد للحزب هو الطريقة الفعالة التي يشارك بها الحزب في بناء الديمقراطية، لذلك وضوح الرؤية حول العناصر الحزبية الخمسة لعضو الحزب وللمواطن هو العامل الحاسم في رفع الوعي الديمقراطي وفي إستقطاب الجماهير وإقناع الناخب وفي وصول الحزب للسلطة وتطبيق برنامج الحزب عبر السلطة.

في دول العالم الثالث تعاني الشعوب من الدكتاتورية ومن ضيق مواعين الديمقراطية داخل الأحزاب ومن الفساد ومن ضعف في الوعي السياسي وضعف في الاقتصاد وقلة في فرص العمل ومشاكل في الهوية والحرية وسيادة حكم الاقلية والتمييز امام القانون والحرب، ايجاد الحزب السياسي لحلول واضحة وبرامج حقيقية لمعالجة هذه المشاكل يمثل عاملا مهما في تحديد قيمة الحزب الحالية والمستقبلية. نتطلع إلى أحزاب راشدة تساهم بعد ثورة ديسمبر في بناء الوعي والديمقراطية في المجتمع السوداني.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.