في ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة ٢-٢

في ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة ٢-٢
  • 21 ديسمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

عبدالمنعم ابوتفة

٩- عدم صبر الشعب السوداني على حكومته التي اتى بها لادارة الفترة الانتقالية من جهة وصبر حمدوك المبالغ فيه على المكون العسكري للدرجة التي جعلتهم يستغلون هذا الصبر ايما استغلال ، نعلم ان حمدوك يستبطن التجربة الرواندية الناجحة التي قادت الزعماء الذين ارتكبوا الابادات الجماعية الى المحكمة الجنائية الدولية بعد اكثر من عشرة سنوات من بداية التحول الديمقراطي في رواندا وكانوا جزءا منها خلال دورتين انتخابيتين كل دورة مدتها خمس سنوات ، تم اقتيادهم للمحكمة الجنائية الدولية بعد استقرار البلاد واقامة البنيات الاساسية وجذب الاستثمار وترسيخ الديمقراطية وضمان تحصين البلاد من الردة الى الحرب ، فهل يستطيع الشعب السوداني الصبر على دم الشهداء لتجنيب البلاد مزالق الردة والعودة الى الحرب ، خاصة بعد توقيع اتفاق السلام مع من فقدوا عشرات الالاف من الشهداء الذين قاتلوا بالسلاح ضد النظام البائد من ذويهم واقاربهم الاعزاء لديهم من الشعب السوداني بدارفور وكردفان والنيل الازرق والشرق ،

١٠-الخطا الذي ارتكبه حمدوك انه مد حبال الصبر للمكون العسكري باكثر مما يلزم لمنع تمددهم في السلطة ، ولم تفلح قيادة الحاضنة السياسية في دعمه باستخدام العصا الغليظة المجربة ضد العسكر وهو الشوارع التي لاتخون ، كان على حمدوك رفع عصا الشارع بين الحين والاخر وكلما تجاوز العسكر حدوده ، على ان يتم استخدام الشارع بحساب دقيق وبتنسيق كامل مع قيادة الحاضنة السياسية وعند الضرورة . ولكن خطا الجميع هو استخدام الشارع في وجه الحكومة وليس في وجه العسكر .

وختاما وبعض عرض مسير التجربة اري ان الحل فيما يلي:-

١- اعتبار مسيرات ومظاهرات واحتفالات اليوم بداية تجديد لمسيرة الثورة وتمرين جديد لمسيرات ومظاهرات قادمة منظمة بعناية فائقة على ان توجه ضد المكون العسكري وليس ضد الحكومة المدنية التي يتم تشكيلها .

٢- احياء مبادرات لتوحيد قيادة الثورة باعادة تشكيل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وادخال عناصر مختارة من قيادات لجان المقاومة ومن العنصر النسائي من شباب الثورة والاحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح بنسب يتفق عليها على ان يظل الهادي هو اعلان قوى الحرية والتغيير .

٣- إلتزام حمدوك بمطالب الشارع التي رفعت اليوم والعمل على تنفيذها باستخدام الشارع . والثورة مستمرة وعلى العسكر التزام حدودهم وفق الوثيقة الدستورية. وعلى حمدوك ان يعدل سلوكه مع العسكر تدريجيا اعلانا لنفاذ الصبر الذي لم يعد مجديا ، والتزاما بمطالب الجماهير والشوارع التي لاتخون .

٤- ان تتشكل الحكومة الجديدة من التكنوقراط والسياسيين والشباب والنساء بنسب يتفق عليها ، فقد اثبتت التجربة نقص الخبرة السياسية للتكنوقراط في زمن بات الوعي السياسي ضرورة اساسية للحكم .وان لا يترك الشارع حكومته الجديدة القادمة تحت رحمة العسكر وان تكون على اهبة الاستعداد للخروج عند الضرورة ضد العسكر وليس ضد الحكومة ، يجب تصحيح الصورة المقلوبة الان والدخول للمعارك القادمة بتنظيم عالي الدقة والتوقيت في تلاحم محسوب مع الحفاظ على سلمية الثورة مهما كانت الظروف .

٥- ان يسعى الشباب للانخراط في العمل الحزبي بإنشاء احزاب سياسية جديدة تستفيد من ايجابيات الاحزاب القائمة فكريا وتنظيميا وتتفادى سلبياتها ملتزمين بخط الثورة واهدافها ووضع مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب .

٦- ان تسعى احزابنا القائمة الى تطوير بنيتها الفكرية والتنظيمية والاستفادة من دروس الماضي والحاضر . وضرورة توقيع وثيقة شرف بين الاحزاب السياسية لحماية الديمقراطية والتصدي للانقلابات العسكرية والعمل على تشريع قانون يعاقب اي حزب سياسي يشارك او يحرض او يدعم اي انقلاب عسكري او يتعاون او يتحالف مع اي نظام دكتاتوري .

abutiffa1@hotmail.com.

التعليقات مغلقة.