أين تطلعات الشباب من رزنامة الحكومة

أين تطلعات الشباب من رزنامة الحكومة
  • 03 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

عواطف عبداللطيف


الجميع الان في انتظار تشكيل الحكومة او فالنقل النسخة الثانية المعدلة و التي يترقبها الشعب لعلها ترؤي ظماءه وتشبع جوعه .. ويمكننا ان نتسأل وبعد مرور سنتان بالتمام والكمال وبقراءة لرزنامة الحكومة السابقة وما انجز من مهامها تجاه شرائح الشباب بالتحديد ؟ ماذا قدمت لهم ؟ وماذا تنتظر منهم .. او بصيغة اخرى أين كانوا والي اين وصلوا ؟. وما هي المتغيرات الاساسية في محيطهم … طموحاتهم .. سلوكياتهم .. تفكيرهم .. خططهم .. ومدى مشاركتهم ورضاءهم عن حكومتهم ؟

قطعا لا ينكر عاقل اهمية الانجازات والتي تعتبر السقف الاعلي لكل المواطنين وبمختلف شرائحهم العمرية ألا وهي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعودته التدريجية لمقعده الطبيعي ضمن كوكبة البلدان ذات السيادة والريادة في منظومة دول العالم .. وتحقيق متطلبات السلام والاستقرار في كل ربوعه والذي نحسب ان سلام جوبا وضع مؤشراته والتي تحتاج وقت ليؤتي ثماره … نقول ربما تكون شريحة واسعة من المجتمع غير معنية مباشرة بملف رفع اسمه من قائمة الارهاب او فالنقل غير متابعين لتفاصيله ولم يلمسوا أضراره او أهميته وتبعاته الايجابية والسلبية الخ .. وبرغم ذلك يبقى السؤال قائما وملحا ماذا قدمت الحكومة الانتقالية لشرائح الشباب ؟

هذه الطاقات الكامنة والتي تمثل القاعدة الاكثر كثافة في نسيج المجتمع بحسب ان السودان يعتبر من البلدان الشابة مع الاسف الشديد لم تجد من يحرك بوصلتها للعمل المنتج ويستقطب اهتمامها ويجذبها ويوجهها للوجهة الجادة والمبتكرة المبدعة في ميادين الانتاج وبناء القدرات ورفع الامكانيات …

لم يطرأ اي جديد او مختلف وجاذب لاهتمام الشباب وتحريكه من خانة العطالة والا مبالاة والاستكانة والخمول والإحباط .. فشريحة الشباب والتي شقت الافاق بهتافاتها ” تسقط بس ” وتفتقت منها كثير من الافكار اللامعة التي رافقت فترة النضال الثوري والاعتصام لمسناها في شكل خطب وإشعار وتلوين ونحت ورسم ودعم ومؤازرة وتكاتف بعضهم بعضا وتذويب للحواجز والفوروقات الاجتماعية واستنكارا للعنصرية البغيضة وووو غيره الكثير كانت عبارة عن روؤس مواضيع او فلنقل كشفت صفحات من القدرات الكامنة من تطلعاتهم وامكانياتهم وكانت تحتاج للقيادة والتوجيه لتسير للامام وتفرخ الكثير المفيد ..

وما ان تشكلت حكومته الا واصيب الشباب بصدمة تمثلت في اخفاق المكون الوزاري في طرح برامج جاذبة ومشروعات تستقطب هذه الطاقات وتوجهها لوجهتها الصحيحة للتنمية المستدامة .. فرجع الكثير من الشباب للخمول والإحباط وتفرقوا إما
لمقاعد ستات الشاي .. والبعض وجد ضالته في لجان المقاومة والتغيير والتي قادت الكثيرين لتصادم مع الانظمة والحيطان الصلدة والتي لم تجير لتكافي وتعادل متطلباته وتمتص طاقاته… البعض وجد ضالته في الممنوعات وإفراغ حيويته في الجريمة وطرق الاحتيال وغيره .. وغالبيتها إفرازات طبيعية لحالة الاحباط وانسداد الافق الذي لمسه من قادته …

فقد جلس المكون العسكري والمدني في تشاكس مقيت وبينهما ومعهما احزاب وقبائل وطرق صوفية ومنتفعين ومندسين ورموز وملهاة عقيمة في التشاكس وتضارب المصالح تمركزت احيانا في مصالح ذاتية او حزبية فاختلت البوصلة ..هذا غير الاشاعات والدسائس التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام ومهنية .. فهذا الشباب الفتي النضر لم ترسم له الحكومة مسارات نافعة كمشروعات زراعية او صناعية تستقطبهم وتسير وتنموا بحيويتهم وتتغذي بأفكارهم وتنفذ باياديهم …فقد ضاعت البوصلة بين الفاعل والمفعول به .. فهل يا ترى الحكومة المرتقبة سياتي بمقاعدها قادة ملهمين ووزراء متجردين … أم هي كسابقتها سيدور فلكها بعصارة تطلعات الشباب لتزروه الرياح اكثر فأكثر .

اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com

التعليقات مغلقة.