يا حمدوك .. من أين لك هذا ؟

يا حمدوك .. من أين لك هذا ؟
  • 14 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

عواطف عبداللطيف

لا اعتقد ان هناك من يخالجه الشك ان السودان يقبع في قائمة الدول فأحشت الفساد لاسباب لا يجد الانسان السوي لها تفسيرا غير ضعف الايمان وتراجع النخوة فمن أفسدوا حدثتهم أنفسهم المريضة المرتبكة بأنهم يلعقون الشهد والعسل .. وما نهبوه من خيرات البلاد و ما دمروه من مشروعات كان كفيلا لتحقيق الحياة الرغدة والمتزنة لهم ولشريحة واسعة من أهلهم وزويهم ومجتمعاتهم لكنها النفوس التي لا ترعوي وتسير في جادة الطريق دون العصا وتشديد الرقابة وبسط القانون وتفعيل اللوائح والانظمة الصارمة..
مع الاسف الشديد حتى بعد تكوين مؤسسات وآليات حكومة ثورة ديسمبر التي هبت ونهضت لجب ما قبلها من مساوي ظلت الميديا تضج بكثير من حالات التجاوزات هنا وهناك قد يكون قليلا منه مفبرك ومنسوج بعناية لإحباط الهمم وغرس الدسائس والفتن وتفتيت العضد ولكن مهما كان ذلك حقيقي أم تدليس فان سد هذه الثغرات متاح ومتعارف وبات ضرورة ملحة قانون من أين لك هذا ؟
ان تشكيل وقيام حكومة الثورة في نسختها الاولى لم تخلوا من كثير هنأت نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن نهم وشره بعض النافذين والمستشارين والوزراء ومدراء مكاتبهم لامتطاء فخيم السيارات والسكن في القصور وأستسهال بوابات الفنادق وما لذ وطاب من مطاعمها في وقت لقمة الخبز الحاف باتت عصية علي المواطنين بكل مستوياتهم وحقنة الانسلين افتقدها مرضى السكري من حبوباتنا وعماتنا ومن يستسهل اللقمة سيستسهل بلع الجمل بما حمل ..
من أين لك هذا ؟ تسد الذرائع وتقفل بوابات ” اللقف ” والتمويه وتقف صدا منيعا أمام النفوس الضعيفة الرعناء وهو قانون معمول به في كثير من الدول والمؤسسات يطفي المصداقية ويسد السيل المنهمر من الاخبار التي تنسج حكايات وحكايات عن الفساد واستغلال السلطات ..
كوكبة وزراء النسخة الثانية من حكومة الثورة او حكومة السلام أصلا رافقها كثير من الاخبار المشينة منذ جولات التفاوض بجوبا إن كانت صحيحة او كاذبة كما ان ضمن التشكيلة الوزارية تجار وأصحاب أموال ونفوذ ومصانع ولكي لا يختلط ” الميري ” مع الرسمي يجب أن يوقع الجميع على الصيغة المتعارف عليها بممتلكاته وحساباته وأمواله ليخرج كما جاء بعد ان يكون قد ادى ضريبة الوطن واخذ عليها استحقاقات الكرسي الوزاري دون ذيادة او نقصان ..
ان التشاكس والتدافع لاحتلال المقعد الوزاري والذي أجل تشكيل الوزارة لشهور لا يعتقد الكثيرون أنه اكراما لعيون المواطن والوطن بل لمآرب اخرى وهي النفس البشرية إلا تلك التي مسكت بحبل الله القوي وعصمت نفسها من الانزلاق في عالم يموج بالماديات والاغراءات والمفاسد ..
فيا سعادة رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك أن اعادة صياغة القوانين واللوائح والانظمة وتنقيحها وتفعيلها هو أقوي أياديكم لتسيير دفة هذه السفينة المتأرجحة وسط أمواج متلاطمة … ومن أين لك هذا ضرورة ملحة يجب حض كل الوزارات والمؤسسات لتفعيله والعمل به جنبا الي جنب مع الثقة في الكفاءات .

اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com

التعليقات مغلقة.