مجلس الشركاء هل هو المجلس التشريعي !!

مجلس الشركاء هل هو المجلس التشريعي !!
  • 20 فبراير 2021
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


اوردت صحيفة الانتباهة الصادرة صباح أمس الجمعة١٩ فبراير ٢٠٢١ خبرا افردت له مانشيت عريض في صفحتها الاولى يقول مانيشت الصحيفة ( حمدوك بإجتماع مجلس الشركاء : التطبيع والتعويم امر انتهى وما عايز نقاش)

وفي تفاصيل الخبر ان رئيس الوزراء انهى جدلا ساخنا في آخر إجتماع لمجلس الشركاء حول التطبيع مع اسرائيل وتعويم الجنيه معتبرا ان قبول التطبيع والتعويم شرطا لمشاركة الاحزاب في الحكومة دون جدال كثير واعتبر الامر مفروغا منه وقال بحسم ( الامر انتهى وما عايز نقاش ) .

وقلت الصحيفة في نفس الخبر ان وزيرة الخارجية دكتورة مريم قالت انها انحازت لمنصبها وان مهمتها تنفيذ برامج الحكومة بعيدا من اي إنتماء حزبي وان الاجتماع خلص الى قبول جميع الاحزاب ببرنامج رئيس الوزراء الملزم والذي يتضمن التطبيع مع اسرائيل وتعويم الجنيه ( انتهي خبر صحيفة الانتباهة ) .

ولا نريد ان نضغط على البعثيين اكثر من ذلك ونسألهم عن القومية العربية ذات الرسالة الخالدة وموقفهم من حديث وزيرة الخارجية أم انهم ايضا مثل الدكتورة مريم وجدوا لانفسهم ايضا شباك او باب للهروب الى الامام عندما قالت انها تلتزم ببرنامج رئيس الوزراء وليس تعليمات حزبها !!

وموقف وزيرة الخارجية يذكرني بكلام احد خبثاء الفيس ( واعتذر عن تسميته بالخبيث وهو قطعا يقرأ ما أكتبه ) حيث قال بأن قبول حزب الامة أمر التطبيع مع اسرائيل يجعلنا نشكك ان وفاة الامام الصادق ( عليه الرحمه) لم تكن طبيعية وخاصة انه انتقل الى جوار ربه في الامارات وليس في الخرطوم .

نعود لحديث دكتور حمدوك حول قصة التطبيع وان الامر منتهى ولا يريد حوله اي نقاش وهذا يعني ان اي حزب او حركة معترضة على التطبيع عليهم مغادرة كابينة الحكومة .

وانا هنا لا اتحدث عن تطبيع العلاقات مع اسرائيل بالقبول او الرفض وليس هذا هو سبب المقال فإنا شخصيا لست من المعترضين اصلا على إقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل او حتى ( مع الجن الاحمر) من اجل مصالح السودان العليا .

فقط اريدكم ان تعودا قليلا بالذاكرة للخلف والتصريحات التي صاحبت لقاء البرهان ونتنياهو في يوغندا ونتوقف في بعض تصريحات قادة الحكومة المدنية .

حمدوك في باديء الامر نفى تماما علمه المسبق بهذا اللقاء ثم بدأ في التراجع عن التصريح الاول ثم خرج إلينا وزير الاعلام السابق ليعلن على رؤوس الاشهاد ان الحكومة لن تقدم على التطبيع الا بعد موافقة المجلس التشريعي الانتقالي بعد تكوينه . ثم تبعه وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين وفي اكثر من لقاء وردد نفس عبارات وزير الاعلام وشدد انه لا تطبيع الا بموافقة المجلس التشريعي !! وحمدوك نفسه أكد ذلك في لقاءاته الصحفية الشحيحة !!

ومن حقنا ان نسأل دكتور حمدوك كيف جاز له ان يقول ان الامر أنتهى ولا نقاش حوله وتقول ذلك داخل اجتماع مجلس شركاء الحكم او مجلس تشخيص النظام السوداني كما أسميته من قبل على نسق مجلس تشخيص النظام الايراني .

هل نفهم من حديثك ان قيام المجلس التشريعي حلم من الاحلام الكثيرة التي لن تتحقق مثله ومثل العدالة الانتقالية ، أم ان مجلس تشخيص النظام هو البديل واصبح هو المولود غير الشرعي لثورة ديسمبر !!

لقد تشابه علينا البقر يا حمدوك ولم نعد نفهم ماذا يجري خلف الغرف المغلقة . هل استبدل الثوار ديكتاور بدكتاتور آخر وعلينا فقط السمع والطاعة . متى تتنهي هذه المسرحيات الهزلية ومتى يشعر هذا الشعب المغلوب على امره انه فعلا هو صاحب النهي والامر ومتى سيقف ويردد مع الراحل المقيم وردي عليه الرحمه ( سيد نفسك ..مين اسيادك )

واين هو برنامج الحكومة الملزم الذي اشارت اليه وزيرة الخارجية . أليس من حق الشعب ان يعرف هذا البرنامج ويوافق عليه ويعمل معك ومع وزراء حكومتك على إنجاحه ؟ .

أعلم علم اليقين أن جماعة ( شكرا حمدوك) لن يعجبهم ما قلته وأقول لهم لكي نقول فعلا وصدقا ( شكرا حمدوك ) دعونا نقول له .. صارحك شعبك يا حمدوك ولا تمارس معه أسلوب التضليل وهو من أساليب الحكومات الديكتاتورية والتي ثار الشعب ضدها وأقتلعها من جذورها وهو على قلعك لقادر .

ورغم كل ذلك ونسبة للظروف الاستثنائية التي تمر بها الثورة فالشعب قادر ان يعطيك فرصة اضافية لتصحيح الاوضاع ( كل الاوضاع المعوجة ) من العدالة الانتقالية للاقتصاد المنهار ..للسيولة الامنية .. للشفافية المطلقة وللسلام الحقيقي وليس سلام المحاصصات . فأتمنى ان لا يطول إنتظار الشعب كثيرا فالروح قد بلغت الحلقوم يا حمدوك .

كان الله في عوننا


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.