وحي الفكرة: الفضيحة المزدوجة

وحي الفكرة: الفضيحة المزدوجة
  • 14 يونيو 2021
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

🔅 قيل قديماً إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً.. أي الكذاب الذي ﻻ يتقن الكذب ضعيف الذاكرة كثير التناقض، وكمثال حكاية الرجل الذي حكي أنه جرى (جرية واحدة) من تمبول ولم يتوقف إلا في المناقل، ففاجأه احد الحاضرين افو نسيت البحر؟ فبهت الرجل، وانسحب من المجلس خجلاً بعد أن كان متصدراً له.

سقنا ماقيل وما ورد من خلل معيب في تأليف الكذب لدى الرجل الذي ادعى الجري من تمبول حتي المناقل، فخذلته ذاكرته فنسي النيل إذ إن تمبول بشرق الجزيرة والمناقل بغربها، ويفصلهما النيل، قلت سقنا ذلك ﻷن التصريحات المتضاربة بين وزير المالية جبريل ابراهيم وعضو لجنة التمكين وجدي صالح تستدعي الحديث عن الكذب النيئ او التصريحات الملفقة.

وجدي يقول ان لجنته سلمت المالية 6 ملايين دولار نقداً ،ووزير المالية ينفي ويقول إن وزارته لم تستلم جنيهاً واحداً من لجنة إزالة التمكين، لتطل علينا فضيحة مزدوجة، لا يمكن تجاوزها في الحالتين، فإذا ثبت أن كلام وجدي صحيح فتلك فضيحة كبيرة تكشف أن وزير ماليتنا لا يعرف شيئاً عن وزارته، أما إذا ثبت أن الوزير جبريل علي حق، وان ما ذكره وجدي لا أساس له من الصحة فتلك فضيحة أكبر تطال لجنة التمكين وتتجاوزها إلي الثورة، بل إلى كل المشهد العام في السودان هذه اﻷيام.

والذاكرة المنتبهة للمتابعين لوقائع التصريحات المتناقضة لم تنس الموقف المشابه الذي وقع بين عضو اللجنة صلاح مناع ووزيرة المالية السابقة، وسجالهما المتناقض حول ذات الموضوع (الاموال المستردة التسليم والنفي) ، مما يثير كثيراً من الشكوك والتساؤلات حول هذا الموضوع الخطير ، واهم تلك التساؤلات أين تحتفظ لجنة التمكين بتلك الأموال المستردة؟

وكيف تم تأمين الاحتفاظ بها كودائع بعيداً عن وزارة المالية صاحبة الولاية الكاملة علي المال العام (السيولة النقدية والأصول العينية)؟ لتستعيد الذاكرة القرار الذي أصدره رئيس الوزراء حمدوك نفسه بتكوين لجنة خاصة مهمتها استلام الأموال والأصول المستردة من منسوبي عهد الانقاذ ولماذا لم تظهر تلك اللجنة؟

إذن الموضوع أكبر من تصريحات متناقصة وتحدٍ متبادل، مما يؤشر إلي أن هناك كثير اًمن الحقائق الغائبة، ولكنه علي كل حال يمثل بوضعه الراهن ( التصريح بتسليم 6ملايين دولار ونفي استلام جنيه واحد).

إنما هي في الحقيقة فضيحة داوية تطال لجنة إزالة التمكين ووزارة المالية في الوقت ذاته، وتكشف ضعف التنسيق وانعدام التناسق وغياب الشفافية في إدارة الشأن العام. وقد سجل العقل الجمعي للمجتمع السوداني مقولته الشهيرة (العود لو ما فيهو شق ما بقول طق).

التعليقات مغلقة.