بلد بلا تكنولوجيا

بلد بلا تكنولوجيا
  • 15 سبتمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

الثورة الصناعية التي حدثت في اوربا في القرن الثامن عشر نقلت أوربا إلى القمة، ويقصد بالثورة الصناعية اكتشاف الآلة واستخدامها.

مع الزمن تطورت الآلة/التكنولوجيا وتفوقت في الإنتاج باضعاف مضاعفة على الأيدي العاملة البشرية. أصبحت التكنولوجيا هي سيدة العالم والسلاح الاعظم.

لم تعد الامية في العصر الحالي أمية الكتابة وعدم الذهاب إلى المدرسة، وإنما هي عدم الالمام بالتكنولوجيا واستخداماتها. لذلك أصبح على الدول التي تسعى لتنمية وتطوير نفسها ان تتجه نحو استخدام الآلة المتطورة والتكنولوجيا، ومقارنة بالعالم من حولنا نحن دولة بلا تكنولوجيا.  

في نوفمبر ١٩٩٧ أصدر الرئيس الأميركي بيل كلينتون قرارا تنفيذيا تم بموجبه منع تصدير التكنولوجيا للسودان، هذا القرار جعلنا تقريبا خارج العصر لسنوات طويلة.
في ديسمبر ٢٠٢٠ تم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأصبح بإمكاننا الاستفادة من التطور التكنولوجي في العالم، فهل تكسب الحكومة الانتقالية هذه الفرصة؟

نحن متأخرون في مجال التكنولوجيا، ولكن هناك ما يمكن العمل انطلاقا منه، فحوالي ٧٨% من سكان السودان يملكون شريحة هاتف، وأكثر من ٣٠% من سكان السودان يستخدمون شبكة الإنترنت، ولدينا كفاءات ضخمة في مجال التقنية والالكترونيات منتشرين في بلاد المهجر، استقطاب الكفاءات والاستفادة من عودة العلاقات مع المجتمع الدولي ستكون الدرب الأفضل نحو الانطلاق الإلكتروني اذا توفرت الإرادة لدى الحكومة.

الحكومة الانتقالية عليها ان تتجه بسرعة نحو إدخال الآلة/التكنولوجيا في كل مناحي الحياة وخاصة في الخدمات ووسائل الانتاج، إدخال الآلة والتقنية التكنولوجية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي والصحي وغيره، سوف ترفع من قدرات الإنتاج بصورة مدهشة.
كما على الحكومة الانتقالية أن تستخدم التكنولوجيا في مجال تقديم الخدمات الحكومية عبر تحولها إلى حكومة إلكترونية.

التحول لحكومة الكترونية سيؤدي إلى تسريع إنجاز المعاملات وتخفيف الجهد والوقت المهدرين بسبب بطء وسلحفائية الموظفين الحكوميين الذين يتمتعون بصفة جبارة في إهدار الوقت، حيث يصلون متأخرين ثم يستهلكون وقتا ثمينا في الوجبة وفي القيل والقال والجدل وقبل نهاية الدوام الرسمي يغادرون!!

استخدام تطبيقات الانترنت في مجال تقديم الخدمات الحكومية ذو فوائد جمة، فالتطبيقات لا تتقيد بأوقات الدوام، هي تعمل بلا توقف ليلا ونهارا، لا تحتاج وقتا للفطور ولا إذن غياب للعلاقات الاجتماعية، لا تقوم بالاضراب عن العمل ولا تتقاعس، لا تؤجز، تعمل طوال اليوم لمدة ٢٤ ساعة وطوال ايام الاسبوع بلا انقطاع، اللهم إلا إذا حدث عطل الكتروني.

على سبيل المثال الخدمات التالية يمكن اجراؤها عبر الشبكة الإلكترونية بواسطة المواطن وهو في بيته: إصدار البطاقة القومية والجواز وجميع الشهادات العلمية والصحية وغيرها، الكهرباء، المياه، خدمات المرور، الجامعات، المدارس، الوظائف، شرائح الجوال، الشراء الإلكتروني، مواعيد المستشفيات، تذاكر السفر والخ. وهي خدمات تقدم الآن في معظم دول العالم بما فيها دول الخليج العربي.

تقديم الخدمات عبر الإنترنت سيقود الى توسع سريع في استخدام الانترنت بين السكان مما سيقلل من الأمية الإلكترونية ويفتح الآفاق لتغيير النظرة السلبية لدى قطاع عريض من المجتمع نحو التكنولوجيا، وهذا بدوره سيقود إلى ثورة تقنية، والعالم أصبح عبارة عن شاشة رقمية، من يستطيع التعامل معها، يستطيع أن يتطور ويتقدم.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.