الرسالة وصلت ولا لسه؟

الرسالة وصلت ولا لسه؟
  • 31 أكتوبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

بمليونية ٣٠ اكتوبر اوصل الشعب السوداني رسالته واضحة للبرهان ومن هم خلفه، وأصبحت الحقيقة الواضحة الآن هي ان هذا الشعب لن يحكم غصبا عنه، لن يحكم بالبوت، لن يقهر، وأن السبيل الوحيد لحكمه هو الحكم المدني في الفترة الانتقالية، والحكم الشرعي عبر الانتخابات بعد إنتهاء الانتقالية.

مليونية ٣٠ اكتوبر قضت تماما على مستقبل البرهان وحميدتي في الوجود في الحكم أثناء الثورة، ويجب أن يفكر جميع الذين يبحثون عن حلول حوارية تتضمن إقناع الشعب بالهدوء، ان يبحثوا عن حلول لفترة ما بعد البرهان وحميدتي.

الشارع تخطى الآن تماما حلول إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل ٢٥ اكتوبر، لم يعد بإمكان شخوص المكون العسكري الذي انقلب في ٢٥ أكتوبر على الوثيقة الدستورية ورمى بكل الطاقم الحكومي المدني في السجن، ان يكون جزءا من اي مستقبل سياسي للحكم أثناء الفترة الانتقالية.

اذا كانت هناك أي أفكار من أجل حوار وإعادة تفعيل للوثيقة الدستورية، فإن محاولة حجز مكان للبرهان وحميدتي مجددا تعني عدم إنجاز الحل، وتعني استمرار المواكب من الجيل الراكب رأس.

اعادة الوضع الى ما كان عليه الحال قبل ٢٥ اكتوبر وقبول المكون المدني بذلك،رغم الدماء التي سالت، تعني ببساطة سقوط المكون المدني ايضا، فرض هذا النوع من الحلول على الجماهير لم يعد ممكنا، فالشارع قد أصبح سقفه الآن عاليا، وإذا لم يحقق اهدافه سيواظب على المليونيات حتى إسقاط الانقلاب بالكامل.

قوى الحرية والتغيير لا يمكن المزايدة عليها ولا اتهامها ولا محاولة تصويرها وكأنها عدو للشارع، جميع قيادات قوى الحرية والتغيير الآن في السجون، وهذا دليل دامغ على انها لم تبدل الثورة ولم تبيعها. نعم صاحبت تجربة الحكم التي قادتها حكومة قحت الكثير من الاخطاء، وهي أخطاء معظمها كان بفعل المكون العسكري والفلول، الحكومة الأولى لو نذكر والتي كان معظم كوادرها تكنوقراط واجهت نفس التربص والفشل.

لجان المقاومة مازالت في طور البناء، الكثير من اللجان لم تكمل بناءها القاعدي، الضغط على لجان المقاومة وتحميلها مسؤلية الحوار والحكم قد ينسف فكرة اللجان من اساسها، دخول تجمع المهنيين في معمعة الحوار والحكم قبل أن يشتد عوده قاد إلى انشقاقه وفقدانه للبوصلة حتى اليوم، إقحام شباب لجان المقاومة في هذا المعترك قد يؤدي إلى انشقاقات داخلها.

اذا كان ثمة وساطات محلية ودولية فان تكوين مجلس ثوري مشترك من قحت ولجان المقاومة قد يكون هو الخيار الافضل لتمثيل المدنيين، التفريق بين هذين الكيانين ومحاولة دق اسفين بينهما، سيعجل بخسارة الثورة لقواها الحية وقد يكلفنا خسارة دعم العالم. الكيانات الثورية خارج هذين المكونين مثل الحزب الشيوعي ومنظمتي شهداء ومصابي ثورة ديسمبر يضافوا ايضا لهذا المجلس الثوري.

sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.