يا حمدوك كنت فينا مرجوا

يا حمدوك كنت فينا مرجوا
  • 01 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

في أكثر من مقال قلت ، علينا أن لا نصدر أحكاما مستعجلة فيما فعله حمدوك وكنت اطلب من الجميع التريث قليلا حتى نفهم ما ينوي فعله وقلت ، ربما هناك أمور تجري خلف الأبواب المغلقة هنا في الداخل وأمور أخرى تجري هناك خلف البحار .

ولكن خاب أملنا وتبخرت أحلامنا تماما كدخان القنابل المسيلة للدموع التي غطت سماء وسط الخرطوم أمس .

هذا القصر الرئاسي الذي استقبل معتصمي جماعة الميثاق بالورود والرياحين قبل أسابيع قليلة استقبل الديسمبريين الحقيقيين بالقنابل الصوتية وتلك المسيلة للدموع .

من يخبر هؤلاء أن الإصابة هي الإصابة والدم هو الدم سواء بالرصاص الحي أو بالقنابل الصوتية . تغيرت الأدوات والقتل واحد .

رسالتي لحمدوك وأتمنى أن تصله هذه الرسالة وهو يتأهب لإعلان حكومته .

قلت في أكثر من لقاء أن آفة الاتفاقات التي توقع مع الحركة المسلحة أن الحكومات السابقة كانت تنقض هذه الاتفاقيات وانت لا تريد تكرار نفس الخطأ واستنادا على ذلك ستحتفظ الحركات المسلحة بنصيبها في حكومتك القادمة !!!

وهذا تبرير أوهى من حبل العنكبوت ومؤسف حقا أن يصدر من شخص وكما قلت في العنوان كان مرجوا فينا . العقل والمنطق بل الاخلاق والشهامة والرجولة تطلب منك أن تعامل الحركات المسلحة بنفس طريقة تعامل قوى الحرية والتغيير .

تم استبعاد قوى الحرية من اي تشكيلة حكومية قادمة بدعوى انك تريد تكوين حكومة مستقلين أصحاب كفاءة وبالتالي عليك أيضا استبعاد الحركات المسلحة من اي تشكيلة قادمة .

وبما انك لن تفعل ذلك لاسباب غير مقنعة اطلاقا حتى لأطفال اي روضة نائية في أقاصي السودان .

اريد ان اقول لك ان اتفاقية جوبا لم تحدد وزارات بعينها للحركات المسلحة ولم تحدد شخصيات بعينها منهم لشغل هذه الوزارات وبذلك فإن اي محاولة منك لإعادة جبريل مثلا لوزارة المالية أو الاحتفاظ بأردول مديرا لشركات المعادن أو مناوي حاكما لدارفور هذه المحاولة اعتبرها طعنة نجلاء في خاصرة ثورة ديسمبر .

الثلاثة الذين ذكرتهم هم من أشعلوا فتيل هذه الأزمة وهم من أشعلوا النيران الملتهبة حتى الآن ولن تنطفيء فلا تزيد انت وتقوم بصب المزيد من الزيت عليها .

ابسط الإيمان أن تقوم بإختيار شخصيات أخرى من الحركات لشغل هذه الوزارات .

أقول ما أقول وأعلم تماما أن الثوار قد تعدوا هذه النقاط التي اتحدث عنها ويطالبون برحيلك انت شخصيا حتى قبل رحيل البرهان وحميدتي . ولكني اعطيك ولو بصيص من الأمل لتكون فينا مرجوا .
فهل تسمع النصيحة ام ستواصل ( جلطاتك)
و ( مرمطة) تاريخك في وحل الخنوع امام العسكر بدعوى الحفاظ على الدم السوداني والذي فشلت في الحفاظ عليه حتى مواكب أمس؟

ورسالتي الأخيرة لك يا حمدوك يا من كنت مرجوا فينا .. الأفضل لك وللثوار أن تترجل اذا فشلت في انتزاع السلطات الكاملة لرئيس الوزراء كما ورد في الوثيقة الدستورية أو حتى تلك المذكورة في أتفاقك البئيس مع البرهان .

ترجل يا حمدوك وأترك ثورة ديسمبر للديسمبريين فهم قادرون على أعادة الأمور إلى نصابها حتى ولو استشهد منهم الآلاف . هم الذين ازاحوا البشير وهم الذين ازاحوا بن عوف وعلى أزاحة البرهان لقادرون .

هذه نصيحتنا لك مبذولة امام الجميع والله المستعان


رمزي المصري

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.