السيدة امبر باسكيت نائبة رئيس القائم بالاعمال الامريكي في السودان والترويج للتعايش مع انقلاب ٢٥ اكتوبر

السيدة امبر باسكيت نائبة رئيس القائم بالاعمال الامريكي في السودان والترويج للتعايش مع انقلاب ٢٥ اكتوبر
  • 12 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

عباس مختار محمد

منذ انقلاب ٢٥ اكتوبر المشؤوم، والسودان يعيش في اوضاع صعبة ومعقدة نتيجة حماقة البرهان وحميدتي وموخرا انضم اليهم حمدوك بتوقيع اتفاق ٢١ نوفمبر. وقف المجتمع الدولي في العالم وممثليه في الخرطوم موقف مبدئي ضد الانقلاب في لحظة وقوعه. ولكن بعد ذلك عمل عدد من الدبلوماسيين في الخرطوم على تغيير مواقف عواصمهم بشكل تدريجي باتجاه القبول بالانقلاب والتعايش معه، وذلك بالتعاون مع عدد من الانقلابيين والموظفين الذين انحازوا للانقلاب. على رأس هولاء تأتي السيدة امبر باسكيت نائبة القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم.
الذين يعرفون دهاليز السياسة الخارجية الامريكية يعرفون مدى قدرة تأثير الموظفين البيروقراطيين الذي يعملون على الارض على تغيير اتجاهات السياسة الخارجية الامريكية بشكل متسلل تدريجي. هذه العصبة من الموظفين ترغب دائما في الحفاظ على الاوضاع على ما هي عليه والتعامل مع الامر الواقع دون اي ازعاج بتغييرات او احداث سياسية تثقل كاهلهم بالعمل او تهدد صفو تواجدهم في العواصم التي يعملون فيه، ولهذا فهم يعملون دائما على دفع السياسة الخارجية الامريكية للتعايش مع اي وضع. والسيدة امير باسكيت هي من هذه العصبة البيروقراطية من الموظفين. فمن ينظر الي سيرتها الذاتية المنشورة في موقع وزارة الخارجية الامريكية يجد ان خبرتها محصورة في العمل القنصلي في عدد من المحطات، وان موقع نائبة القائم بالاعمال في السودان هي اول وظيفة ذات طبيعة قيادية وسياسية بالنسبة لها.
منذ اليوم الاول للانقلاب، والسيد امبر باسكيت تتلقى معلوماتها من كل من مستشار الانقلابيين للتعاون الدولي عمر قمر الدين و احمد كدودة الموظف بمكتب وزير شؤون مجلس الوزراء المعتقل حينها (والاثنان يحملان الجنسية الامريكية) عن رسوخ اقدام الانقلاب وفرصه للاستمرار. و عملت السيدة امبر منذ يومها على تخفيف الموقف الرسمي الامريكي المبدئي الذي رفض بقوة انقلاب البرهان ووصفه بالخيانة للشعب السوداني على لسان المبعوث الامريكي للقرن الافريقي جيفري فليتمان. وبعدها قاومت السيدة امبر بكل ما اوتيت من قدرة اي اتجاه امريكي حول استخدام او التهديد بعقوبات فردية ضد قادة الانقلاب والسياسيين الموالين له، بل ونجحت عبر تقاريرها الموالية للانقلاب والتي كانت تخفف من حجم التظاهرات الرافضة للانقلاب وتقلل من المقاومة الجماهيرية له في خلق خلاف حقيقي داخل الادارة الامريكية بين المبعوث الامريكي جيفري فليتمان وبين مساعدة وزير الخارجية للشوؤن الافريقية مولي في والتي زارت الخرطوم بعد ذلك لتطرح موقف امريكي مخفف من الانقلاب.
بعد توقيع اتفاق البرهان وحمدوك، عملت السيدة امبر على تسويق ان الانقلاب قد انتهى، وتنشر في الاوساط السياسية والدبلوماسية ان معارضة الانقلاب واتفاق ٢١ نوفمبر تأتي من قبل حفنة صغيرة من السياسيين الذين فقدوا السلطة وانه لا يجب حمل معارضتهم على محمل الجد، بل وبلغت روساءها ان حمدوك قد قام في خطوة ايجابية بتعيين رئيس قضاء بعد ان تخلص من قوى الحرية والتغيير وهو تزييف صريح للوقائع حيث ان البرهان هو الذي قام بتعيين رئيس قضاء منفردا في مخالفة صريحة لاتفاقه مع حمدوك والذي اتضح بانه لا يساوي الحبر الذي كتب به. ولا تزال السيدة امبر تعمل بشدة على تسويق ان اتفاق خطيئة ٢١ نوفمبر قد انهى الانقلاب وانه يجب اعادة الدعم الامريكي والدولي للحكومة الانقلابية والتي لم ينجح رئيس للوزراء حتى الان في تكوينها. وذلك على النقيض من خطوات الكونغرس الامريكي الذي يناقش مشروع قانون لفرض عقوبات مباشرة على الافراد الانقلابيين.
ان فضح امثال السيدة امبر باسكيت من الدبلوماسيين الذين يسعون الي توطيد دعائم الانقلاب وتجيير المواقف الدولية لصالح التعايش مع الواقع الانقلابي ضد ارادة الشعب السوداني هو امر ضروري للغاية، وهو ما ادعو جميع الذين لهم صلة بالمجتمع الدولي والاوساط الدبلوماسية المهتمة بالسودان لكشفه وتعريته.

mohamedabasmuktar@protonmail.com

التعليقات مغلقة.