حكم السودان بالانتخابات وليس بالانقلابات

حكم السودان بالانتخابات وليس بالانقلابات
  • 26 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

مرة اخرى يرسل الشعب رسالته الواضحة في مليونية ٢٥ ديسمبر بأنه لا يرغب في البرهان ولا حميدتي ولا من معهم من المجلس العسكري، هذه الرسالة رفعتها الجماهير مرارا وتكرارا، وعلى الجيش ان يستجيب، القوات المسلحة السودانية مليئة بالقادة الذين يفهمون الرسائل الشعبية، ورسالة الشعب السوداني واضحة لدرجة لا يمكن أن يتجاهلها احد.

مطالب الجماهير بالحكم المدني هو مطلب يلبي طموحات الجميع مدنيين وعسكر، المدنية لا تعني الصدام مع العسكرية وانما تعني الشكل الحديث للدولة العصرية الناجحة، التي تتكامل فيها جميع القطاعات لتخدم الدولة، وبما أن العسكرية سلطة غير قابلة للنقاش وتخضع لتراتيبية الاوامر، وهي تراتيبية ضرورية للعمل العسكري ولكنها غير قابلة للتطبيق في الحكم والسياسة، لأن السياسة تعتمد على اختلاف الاراء وتباين وجهات النظر والتصويت والانتخاب وهي كلها أدوات مدنية لا يمكن نقلها او تطبيقها في العسكرية.

لذلك محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش بالطريقة التي يستخدمها الانقلابيون هي محاولة خبيثة يجب التصدي لها ومحاربتها، الشعب هو والد جنود الجيش ولا يحمل اي ضغينة تجاههم، ولن يسمح باستخدام الجيش من قبل قادة لا يؤمنون بالعمل السلمي الديمقراطي ولا بالحكم المدني الذي يحترم المدنيين والعسكر، وهم قادة يقودون الجيش في اتجاه خاطيء وبعيدا عن الأهداف القومية التي انشيء لها الجيش في الأساس، فالجيش هدفه حماية الشعب وصيانة العروض، وهي اهداف تنتهكها القوات الانقلابية صباح مساء.

الانقلابيون يقودون العسكر في اتجاه حماية امبراطورايتهم الاقتصادية التي صنعوها بعيدا عن أعين الشعب وعن أعين الجيش، ويقاتلون من أجل وأد حلم الحكم المدني لانه لن يسمح لهم بهذه الامبراطوريات، فالمدنية عدو الفساد وعدو استغلال قدرات الدولة لتحقيق الاهداف الخاصة والثراء الحرام.

الانقلابيون كذلك يريدون ان يحققوا احلام اباءهم بحكم السودان، وكأن حكم السودان يأتي بالاحلام!!! حكم السودان يأتي برضا الجماهير عبر انتخابات حرة ومباشرة. حكم الجماهير عبر الانقلابات والوصاية سيفتح الأبواب لانزلاق السودان نحو الحروب، فلا احد يرضى ان يحكمه شخص آخر غصبا عنه، باستخدام سلاح القهر والسجون والقمع والاغتيالات.

مجمل الصراع الذي يدور الان، هو ليس صراعا بين المدنيين والعسكريين كما يحاول ان يصور الانقلابيين من أجل استمالة العسكريين، وانما هو صراع بين دعاة الحكم المدني الذي يحقق العدالة والمشاركة والمساواة في الفرص ويوفر العيش الكريم للجميع مدنيين وعسكريين، وبين دعاة الحكم الدكتاتوري الذي سيعيد البلاد مرة اخرى لعهود الظلم والقهر والفساد والمحسوبية، فأي طريق يختار العاقلون من المدنيين والعسكريين؟
أمامك فانظر اي نهجيك تنهج
طريقان شتى مستقيم واعوج

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.