قحت اوقعت العسكر في الشرك

قحت اوقعت العسكر في الشرك
  • 27 ديسمبر 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

الحقيقة الصريحة هي ان قحت وثقت في المجلس العسكري واحترمت القوات المسلحة السودانية ولذلك وقعت معهم الوثيقة الدستورية وواجهت في سبيل ذلك سيلا من الاتهامات والتخوين، واستطاعت قحت خلال السنتين التي قادت من خلالهما الشق المدني ان تلتزم بالشراكة، رغم أنها عانت من مشاكل متعددة ومربكة ومحبطة داخلها، ولكن في جوهر العمل السياسي العام التزمت كل اطراف قحت حتى بعد الاختلاف باحترام الوثيقة الدستورية.

ولكن المجلس العسكري ضرب بكل ذلك عرض الحائط وقام بصورة مجافية للواقع والمنطق والتقديرات السياسية بالانقلاب على الوثيقة الدستورية واعتقال جميع قادت قحت ووزراءها والزج بهم في السجون، وهو موقف اثبت لكل صاحب عقل وبصيرة ان المجلس العسكري غير مؤتمن وغير موثوق ولا يمكن لعاقل مهما بلغت به الخبرة والحذر والتقديرات الطبيعية ان يضع يده في يد هذا المجلس.

قحت وقعت اتفاق الشراكة والوثيقة الدستورية بدافع ان العسكريين جزء من الشعب وجزء من التغيير وأن القوات المسلحة رغم الأدلجة قادرة على ان تكون في صف الشعب، وقد وضعت قحت بهذا التوقيع قادة المجلس العسكري في موقف أخلاقي وموقف عهد وشرف، ولكن المجلس سقط فيه بامتياز، وأثبت انه بلا اخلاق ولا يحفظ العهود، فانقلب على الشراكة والوثيقة وأثبت انه بالفعل ينتمي إلى ذات مدرسة المخلوع، مدرسة الوصاية بالقوة على القوى السياسية وعلى الجماهير، والمؤسف ان ما فعله المجلس كقيادة للجيش انسحب على كل ضباط وجنود القوات المسلحة رغم ان الأكثرية منهم لو طلب رأيهم لا يمانعون من ترك الحكم للمدنيين والتفرغ لحماية الأرض والعرض والدستور، كما هي الأهداف والوظائف التي تضطلع بها كل قوات مسلحة في دولة محترمة.

لن تجد ثمة عاقل يدافع عن هذا الانقلاب، إلا بائع ذمة او باحث عن مجد فوق جماجم الأبرياء، وهذا بالضبط ما يجعل الان الجميع في خندق واحد ضد هذا المجلس العسكري الذي استهلك كل الفرص من أجل أن يعبر بالوطن نحو الدولة المدنية ولم تعد أمامه الا طريقة واحدة وهي اسقاطه.

مطالب الجماهير هي إسقاط المجلس العسكري، مهما تجمل هذا المجلس باستغلال حمدوك والحركات المسلحة والاحزاب والشلليات، الا انه لن يتجاوز حقيقة واحدة هي ان مستقبله في الحكم أصبح صفرا كبيرا، وأن البلاد أمام خيار واحد فقط وهو ان يذهب هذا المجلس إلى المذبلة كما ذهب البشير وأن يحاسب على كل الدماء والانتهاكات، وهو ذهاب سيحدث عاجلا اما اجلا، فسلطة الجماهير هي الغالبة مهما بلغ السفاح من صلف وعنف وخيلاء، والشعب اقوى وأقدر.

يوسف السندي
sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.