أين جوازيَ الأزرق؟! .. أتقصدون جوازي الأسبق؟

أين جوازيَ الأزرق؟! .. أتقصدون جوازي الأسبق؟
  • 19 يناير 2022
  • لا توجد تعليقات

د. محمد بدوي مصطفى

في هذا النص الشعري المتميز، يناجي الدكتور محمد مصطفى بدوي: الجامعي والإعلامي المقيم بالديار الألمانية نفسه و يعاتبعها. في هذه القصيدة القوية يسائل بدوي، السياسي والمترجم، ذلك الآخر الذي يطالبه بالكشف عن هويته السابقة، ربما لأنه لم يقتنع بالهوية الحالية.

في هذه الأبيات الشعرية المؤثرة يقول مدير نشر جريدة المدائن لكل الوافدين: أنه رغم حصولكم على جوازات سفر بألوان بلدان الإقامة الثانية، فلون جوازات سفر بلدانكم الأصلية ستظل حاضرة، مستفزة تذكركم بأنن هوياتكم الحقيقية والأصلية ستظل حاضرة في الهويات الحالية أو المستقبلية. فكونوا كما أنتم و لا تبدلوا ألوانكم.

ودونما مأوى

ظروف الحظ قد تقوى

غريبُ الدار في بلدي

وغريبٌ أنه الأقوى

سئمتُ العيش في بلدي

طرقتُ أسوارا وبلدانا … باحرا أهوى

تشرّدتُ

وذقتُ حناظل الكَمَدِ

تَغرّبتُ

تَبهدلتُ

أُصارعُ حاملا ولدى

وجوازاً أخضراً سَمِجِ 

ينهروني … يَا فُلَان!

قصاصات من الورقِ

قِف هُنا … أرِنا السِنان

أرنا من حفنةِ الرَهَقِ

أمُدُّ يَدِي

أناولهم

يُبَلِّلُها شذى الأمواج

وبعض من نَدى العَرَقِ

لمّا رأوني

أوصدوا البيبان من دوني 

ينادوني … ينَادُوني

أين جوازك الأزرق؟ 

ورمز بلادك الأعرق؟

لمَاذا أيّها الأحمق؟

أجادلهم … مطأطأ رأسي

لسان الحقّ قد أخفق

فهل أسأل؟!

أتقصدون جوازيَّ الأسبق!

أحادث جوفي الأعمق،

تَلَعثمتُ 

تلكأتُ

فأدمعتُ …

راح … راحَ كلُّ شيء … فلا أعبق!

وربّ الكون قد أشفق

وفجري بعدها أشرق

أنا الإنسان

التعليقات مغلقة.