واحة خصبة بكر

ليمون بارا

ليمون بارا
  • 07 سبتمبر 2017
  • لا توجد تعليقات

منصور الصويّم

نجحت فضائية النيل الأزرق خلال عطلة أيام عيد الأضحية المبارك في تقديم مادة توثيقية مهمة وماتعة عن مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، تمكن خلالها منتج ومقدم البرنامج محمد محمود “حسكا” من نقل أدق التفاصيل التاريخية والاقتصادية للمدينة الجميلة. فمن خلال المشاهد التوثيقية المشوقة تعرفنا إلى الإمكانات الزراعية الهائلة لهذه المنطقة المشهورة بإنتاج “الليمون” وبجنائن أشجاره التي تطوقها كالسوار.

نقلنا المبدع “حسكا” بالصورة والإحساس إلى منطقة غنية بالثروات المائية والرملية والزراعية والسياحية، فالمدينة تقع على حوض مائي يضم مليارات الأمتار المكعبة من المياه الجوفية، التي لا تبعد عند الأراضي الخصيبة أكثر من عشرة أمتار فقط عن سطح الأرض، كما توجد على أراضي المنطقة شبه الصحراوية نوعية نادرة من الرمال تصلح لتصنيع أجود أنواع الزجاج بمختلف ألوانه، وفوق هذا تتمتع مداخل المدينة وأريافها بمكون سياحي طبيعي جاذب وباهر ينتظر فقط الالتفات والاستثمار.

بارا الواحة الخصبة البكر، لم تعرف بعد الأساليب الزراعية الحديثة، فكل إنتاجها من الخضروات والفواكه يعتمد على الأساليب التقليدية للزراعة، دون سماد أو آليات حديثة مساعدة، ورغم هذا تغطي الإنتاجية المحلية ولاية شمال كردفان والولايات المجاورة للميز البستانية عالية الجودة التي تنفرد بها منطقة بارا، مثلما توضح اللوحة التوثيقية البديعة للمبدع “حسكا” وفريق قناة النيل الأزرق المشارك في إعدادها.

تاريخيا اشتهرت مدينة بارا بوقوف أهلها في وجه الاستعمار، وقيامهم بحرق العلم البريطاني تعبيراً عن سخطهم وثورتهم على المستعمر. كما عرفت المنطقة بواحدة من أشهر المعارك في تاريخ السودان وهي معركة “القيقر”، وأنقل عن المادة التوثيقية للنيل الأزرق، بلسان المبدع “حسكا”: “القيقر عبارة عن خندق حفره المقدوم مسلم، بعد أن أرسل له إسماعيل باشا – العهد التركي – بأنه يجب أن يسلم كردفان للغازي، لكن المقدوم مسلم رفض تسليم كردفان فبعث إسماعيل باشا رسالة أخرى إليه يطالبه فيها بالتسليم مع مساومته على أن يكون حاكماً على كردفان، لكنه رفض العرض أيضا. فأعلن إسماعيل باشا غزو كردفان، وفي مواجهة ذلك حشد المقدوم مسلم كل جيوشه وكل الأهالي في منطقة بارا، فكانت معركة القيقر وصمود أهالي المنطقة وتقديمه أرواحهم فداء وتضحية زوداً عن الإقليم بقيادة البطل المقدوم مسلم”.

هذه مقتطفات مبتسرة عن البرنامج التوثيقي الجميل عن مدينة بارا، وهي دعوة كذلك للمشاهدة في حال تمت الإعادة أو بٌثت المادة التوثيقية على الإنترنت. شكراً النيل الأزرق، شكراً محمد محمود حسكا، والمبدعة شذى عبد العال.

و:
“ليمون بارا..
الصفار الكمّل جمالا
والخضار الشايل نوارا
لــو ما قيل القوالة
أنا بمشــي للكبارا
الصفار ده بسكن جوارا
عينها الريال أب طارة
ونفيسها ريحة نيالا”

التعليقات مغلقة.